حديث من كان منكم ملتمسا ليلة القدر فليلتمسها في العشر الأواخر وترا

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عمر بن الخطاب

«مَن كان منكم مُلتمِسًا ليلةَ القدْرِ، فلْيَلتمِسْها في العَشرِ الأواخرِ وِترًا.»

مسند الإمام أحمد
عمر بن الخطاب
شعيب الأرناؤوط
إسناده قوي

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 298 - أخرجه أحمد (298) واللفظ له، وأبو يعلى (165) مختصراً باختلاف يسير، وابن خزيمة (2173) باختلاف يسير

شرح حديث من كان منكم ملتمسا ليلة القدر فليلتمسها في العشر الأواخر وترا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

تَذاكَرْنا ليلةَ القَدرِ، فقال بعضُ القومِ: إنَّها تَدورُ منَ السَّنةِ، فمشَيْنا إلى أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، قُلتُ: يا أبا سعيدٍ، سمِعْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يذكُرُ ليلةَ القَدرِ؟ قال: نَعمْ، اعتَكَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العَشْرَ الوَسَطَ من رمضانَ، واعتَكَفْنا معه، فلمَّا أَصبَحْنا صَبيحةَ عِشرينَ رجَع ورجَعْنا معه، وأُرِيَ ليلةَ القَدرِ، ثُم أُنْسيَها فقال: "إنِّي رأيْتُ ليلةَ القَدرِ، ثُم أُنْسيتُها، فأُراني أَسجُدُ في ماءٍ وطينٍ، فمَنِ اعتَكَف معي، فلْيَرجِعْ إلى مُعتَكَفِه، ابْتَغوها في العَشْرِ الأواخِرِ في الوِترِ منها"، وهاجتْ علينا السَّماءُ آخِرَ تلك العَشيَّةِ، وكان نِصفُ المسجِدِ عَريشًا من جَريدٍ، فوكَف، فوالذي هو أَكرَمه وأَنزَل عليه الكتابَ، لَرَأيْتُه يُصلِّي بنا صلاةَ المَغرِبِ ليلةَ إحدى وعِشرينَ، وإنَّ جَبهَتَه وأَرنَبةَ أَنْفِه لَفي الماءِ والطينِ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 11186 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البخاري ( 813 )، ومسلم ( 1167 )، والنسائي ( 1356 )، وأحمد ( 11186 ) واللفظ له



أكرَمَ اللهُ تَعالى هذه الأُمَّةَ بلَيلةِ القَدْرِ، فجَعَلَها خيرًا مِنْ ألْفِ شَهْرٍ، وبيَّنَ لنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَلاماتِ هذه اللَّيلةِ والأوْقاتَ التي تَكونُ فيها؛ حتَّى يُدْرِكَها المُسلِمُ، ويَنالَ هذا الخَيرَ العَظيمَ.

وفي هذا الحَديثِ يَرْوي التَّابعيُّ أبو سَلَمةَ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ: "تَذاكَرْنا لَيْلةَ القَدْرِ" ذَكرَ بَعضُنا لِبَعضٍ لَيْلةَ القَدْرِ؛ فذَكَرْنا فَضْلَها ووَقْتَها، وفي أيِّ يَومٍ تَقَعُ؟ "فقالَ بَعضُ القَومِ: إنَّها تَدورُ من السَّنةِ" يَتغيَّرُ مَوعِدُها سَنةً بعدَ أُخرى دُونَ تَحْديدِ لِلَيْلةٍ بعَينِها، وسُمِّيَتْ ( لَيْلةَ القَدْرِ )؛ لعَظيمِ قَدْرِها وشَرَفِها، وقيلَ: لأنَّ للطَّاعاتِ فيها قَدْرًا، وقيلَ غيرُ ذلِكَ، "فمَشَيْنا إلى أبي سَعيدٍ الخُدريِّ" صاحِبِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكان هذا عادةَ التَّابِعينَ أنْ يرُدُّوا العِلمَ لِصَحابةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِمَا له من الحقِّ بتِلك الصُّحْبةِ، "قُلتُ: يا أبا سَعيدٍ، سَمِعتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَذكُرُ لَيْلةَ القَدْرِ؟" بمَعْنى: هل حدَّدَها في أيِّ الأيَّامِ تَقَعُ من العَشرِ الأواخِرِ من رَمَضانَ؟ فقالَ أبو سَعيدٍ رضِيَ اللهُ عنه: "نَعَمْ، اعتَكَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العَشْرَ الوَسَطَ من رَمَضانَ"، والاعْتِكافُ هو لُزومُ المَسجِدِ للطَّاعَةِ، وكانت بِدايةُ اعتِكافِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا العامِ من لَيْلةِ الحادي عَشَرَ إلى نِهايةِ اليَومِ العَشْرينَ ولَيْلَتِهِ "واعتَكَفْنا معه" في المَسجِدِ النَّبويِّ، "فلمَّا أصْبَحْنا صَبيحةَ عِشْرينَ رجَعَ ورَجَعْنا معه" عاوَدْنا الاعتِكافَ مرَّةً أُخْرى "وأُرِيَ لَيْلةَ القَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيَها فقالَ: إنِّي رَأيتُ لَيْلةَ القَدْرِ، ثُمَّ أُنسيتُها" عَلِمتُ عَينَها في أيِّ يَومٍ، ثُمَّ رُفِعَ عَنِّي عِلمُ عَينِها، "فأُراني أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ" بمَعْنى: أنَّ عَلامَتَها أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رأى كأنَّه يَسجُدُ في مَاءٍ وَطينٍ، "فمَنِ اعتَكَفَ معي، فلْيَرجِعْ إلى مُعتَكَفِهِ" يُواصِلُ اعتِكافَهُ، ثُمَّ قالَ: "ابتَغوها في العَشرِ الأواخِرِ في الوِترِ منها" اطْلُبوها وتَحَرُّوها في اللَّيالي الوِتْريَّةِ من العَشْرِ الأواخِرِ من رَمَضانَ، ثُمَّ قال أبو سَعيدٍ الخُدريُّ رضِيَ اللهُ عنه: "وهاجَتْ علينا السَّماءُ آخِرَ تِلك العَشيَّةِ"، فأمْطَرَتْ مَطَرًا شَديدًا، وكأنَّ المطَرَ عَلامةٌ من اللهِ على أنَّها تِلك اللَّيلةُ، "وكان نِصفُ المَسجِدِ عَريشًا من جَريدٍ"، وكان جُزءٌ من سَقفِ المَسجِدِ مُغطًّى بجَريدِ النَّخلِ، "فوكَفَ"، فنزَلَ منه ماءُ المَطَرِ على مَن في المَسجِدِ، "فوالَّذي هو أكرَمَهُ وأنزَلَ عليه الكِتابَ، لرَأيتُهُ يُصلِّي بنا صَلاةَ المَغرِبِ لَيْلةَ إحْدى وعِشرينَ، وإنَّ جَبهَتَهُ وأرْنَبةَ أنْفِهِ لَفي الماءِ والطِّينِ"، بمَعْنى أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَسجُدُ ومُقدِّمةُ رَأسِهِ وطَرَفُ أنْفِهِ يُغطِّيهما الماءُ والطِّينُ من أثَرِ المَطَرِ، وكان في ذلِكَ اكتِمالُ العَلامةِ الَّتي أراها اللهُ له على أنَّ لَيْلةَ الحادي والعِشْرينَ من رَمَضانَ هي لَيْلةُ القَدْرِ في هذا العامِ، وَهذا تَصْديقُ رُؤياهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وقد ورَدَتْ رِواياتٌ مُتعدِّدةٌ في تَحْديدِ وَقتِ لَيْلةِ القَدْرِ، وللعُلَماءِ كَلامٌ طَويلٌ في الجَمْعِ أو التَّرْجيحِ بيْنَ هذه الرِّواياتِ، ومن ذلِكَ: أنَّ لَيلةَ القَدْرِ تَنتقِلُ كُلَّ سَنةٍ في العَشرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ، فيَنبَغي الاجتِهادُ في الْتِماسِها في اللَّيالي، والإكْثارِ فيها مِن العِبادةِ؛ لنَيلِ هذا الأجْرِ العظيمِ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج صحيح ابن حبانكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الذي في وسط
تخريج صحيح ابن حبانأتيت أبا سعيد الخدري فقلت يا أبا سعيد اخرج بنا إلى النخل نتحدث
تخريج صحيح ابن حبانكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الوسطى من رمضان فاعتكف
هداية الرواةسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة التي في يوم الجمعة
مجمع الزوائدالتمسوها في العشر الأواخر وترا
مسند الفاروقمن كان منكم ملتمسا ليلة القدر فليلتمسها في العشر الأواخر وترا
مسند أحمد تحقيق شاكرمن كان منكم ملتمسا ليلة القدر فليلتمسها في العشر الأواخر وترا
صحيح الجامعالتمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في وتر فإني قد
التمهيدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الوسط من رمضان فاعتكف
حديث شريف
طرح التثريبعن أبي سعيد الخدري قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عنها
مسند أحمد تحقيق شاكرنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتناجى اثنان دون الثالث إذا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, December 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب