حديث الشيخ الزاني والفقير المختال والغني الظلوم

أحاديث نبوية | الجامع الصغير | حديث أبو ذر الغفاري

«ثلاثةٌ يحبُّهم اللهُ، وثلاثةٌ يُبغِضُهم الله؛ فأمَّا الذين يحِبُّهم الله: فرجلٌ أتى قومًا فسألهم بالله ولم يسأَلْهم لقرابةٍ بينه وبينهم، فمنعوه، فتخَلَّفَ رجُلٌ بأعقابِهم فأعطاه سِرًّا لا يعلَمُ بعطيَّتِه إلَّا اللهُ والذي أعطاه، وقومٌ ساروا ليلَتَهم حتى إذا كان النومُ أحَبَّ إليهم مما يُعدَلُ به، فوضَعوا رؤوسَهم، فقام أحدُهم يتملَّقُني ويتلو آياتي، ورجلٌ كان في سَريَّةٍ فلقِيَ العدوَّ فهُزِموا فأقبل بصَدرِه حتى يُقتَلَ أو يُفتَحَ له، والثَّلاثةُ الذين يُبغِضُهم الله: الشيخُ الزاني، والفقيرُ المختالُ، والغنيُّ الظلومُ.»

الجامع الصغير
أبو ذر الغفاري
السيوطي
صحيح

الجامع الصغير - رقم الحديث أو الصفحة: 3534 -

شرح حديث ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله فأما الذين يحبهم الله فرجل أتى


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

ثلاثةٌ يُحِبُّهمُ اللهُ، وثلاثةٌ يُبغِضُهمُ اللهُ، أمَّا الثلاثةُ الذين يُحِبُّهمُ اللهُ: فرَجُلٌ أتى قومًا فسأَلَهم باللهِ، ولم يَسأَلْهم بقَرابةٍ بينَهم فمَنَعوه، فتخلَّفَ رَجُلٌ بأعْقابِهم، فأَعْطاهُ سِرًّا، لا يَعلَمُ بعَطيَّتِه إلَّا اللهُ، والذي أَعْطاه، وقومٌ ساروا ليلتَهم حتى إذا كان النومُ أحبَّ إليهم ممَّا يُعدَلُ به، نَزَلوا فوضَعوا رُؤوسَهم، فقامَ يَتملَّقُني ويَتْلو آياتي، ورَجُلٌ كان في سَريَّةٍ، فلَقوا العَدوَّ فهُزِموا، فأقبَلَ بصَدرِه حتى يُقتَلَ، أو يَفتَحَ اللهُ له، والثلاثةُ الذين يُبغِضُهمُ اللهُ: الشيخُ الزاني، والفَقيرُ المُختالُ، والغَنيُّ الظلومُ.
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 21355 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه النسائي في ( (السنن الكبرى )) ( 1315 ) بنحوه، وأحمد ( 21355 ) واللفظ له



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُربِّي أصْحابَهُ على الفَضائِلِ والبُعدِ عن الرَّذائِلِ، وكثيرًا ما كان يُحذِّرُهُم من سيِّئِ الصِّفاتِ، وقَبيحِ الأعْمالِ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَديدَ الحِرصِ على كُلِّ ما يُقرِّبُهُم من الآخِرةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن سِتَّةِ أصنافٍ وأنواعٍ من الناسِ؛ ثَلاثةُ أنْواعٍ يُحِبُّهُم اللهُ، وحُبُّ اللهِ عزَّ وجلَّ صِفةٌ ثابتةٌ له كما يَليقُ بكَمالِه وجَلالِه، ويَستَلزِمُ حبُّه لهم رِضاهُ عنهم والدُّخولَ في نَعيمِهِ، وثَلاثةٌ آخَرونَ يُبغِضُهُم اللهُ، وصِفةُ بغضِ اللهِ تعالى لِمَن يستحقُّه صِفةٌ ثابتةٌ له كما يَليقُ بكَمالِه وجَلالِه، وبُغضُهُ عزَّ وجلَّ لهم يَستَلزِمْ عُقوبَتَهُ لهم ونُزولَ عَذابِهِ بهم؛ فـ"أمَّا الثَّلاثةُ الَّذين يُحِبُّهم اللهُ: فرَجُلٌ أتَى قَومًا فسَأَلَهم باللهِ" طَلَبَ منهم العَطاءَ لوَجْهِ اللهِ وهو مُحتاجٌ، "ولم يَسأَلْهم بقَرابةٍ بيْنَهم فمَنَعوهُ" فلم يُعْطوهُ "فتَخلَّفَ رَجُلٌ بأعْقابِهِم" بعدَ ذَهابِهِم "فأعْطاهُ سِرًّا، لا يَعلَمُ بعَطِيَّتِهِ إلَّا اللهُ، والَّذي أعْطاهُ" فكانتْ صَدَقَتُه لوَجهِ اللهِ، وأعْطاها له سِرًّا.
والنَّوعُ الثَّاني الَّذي يُحِبُّهُ اللهُ "قَومٌ سارُوا لَيْلَتَهُم" مُسافِرينَ وسائِرينَ "حتَّى إذا كان النَّومُ أحَبَّ إليهم "، أي: أطيَبَ وألَذَّ "ممَّا يُعدَلُ به" من كُلِّ شَيءٍ يُقابَلُ ويُساوى بالنَّومِ بسَبَبِ ما نزَلَ بهم من التَّعَبِ "نَزَلوا فوَضَعوا رُؤوسَهُم" وناموا، أمَّا هو "فقامَ يَتَملَّقُني" يَتَواضَعُ لديَّ، ويَتَضرَّعُ إليَّ بالدُّعاءِ والمَسْأَلةِ والصَّلاةِ، "ويَتْلو آياتي" فيَقرَأَ ألْفاظَها ويُتبِعُها بالتَّأمُّلِ في مَعانيها.
والنَّوعُ الثَّالِثُ الَّذي يُحِبُّهُ اللهُ هو "رَجُلٌ كان في سَريَّةٍ" وهي جُزءٌ من الجَيشِ يُرسَلُ في مَهمَّةٍ "فلَقُوا العَدُوَّ فهُزِموا" والمُرادُ هزَمَ العَدُوُّ أصْحابَهُ، "فأقبَلَ بصَدْرِهِ" بشَجاعةٍ غَيرِ مُدبِرٍ؛ "حتَّى يُقتَلَ" فيَفوزَ بالشَّهادةِ "أو يَفتَحَ اللهُ له" بالنَّصرِ على الأعْداءِ.
وهؤلاءِ الثَّلاثةُ قد اجتَمَعَ لهم مُعامَلةُ اللهِ سِرًّا فيما بيْنَهم وبيْنَه، مع الإخلاصِ والصِّدقِ، والمُحِبُّونَ للهِ يُحِبُّونَ ذلِكَ أيضًا عِلمًا منهم وباطِّلاعِهِ عليهم، ومُشاهَدَتِهِ لهم، فهم يَكتَفونَ بذلِكَ؛ لأنَّهم عَرَفوهُ، فاكْتَفَوا به من بيْنِ خَلْقِهِ، وعامَلوهُ فيما بيْنَه وبيْنَهم مُعامَلةَ الشَّاهِدِ غَيرِ الغائِبِ، وهذا مقامُ الإحسانِ.
"والثَّلاثةُ الَّذين يُبغِضُهُم اللهُ: الشَّيخُ الزَّاني" ويُرادُ بالشَّيخِ كَبيرُ السِّنِّ وهو ضِدُّ الشَّابِّ، ويُرادُ به المُحصَنُ الذي هو ضِدُّ البِكرِ، وقد وقَعَ في فاحِشةِ الزِّنا، مع أنَّه قد بلَغَ من الرُّشدِ والعَقلِ وذَهابِ الشَّهْوةِ ما يُردِعُهُ عن ذلِكَ، ولكِنَّه فعَلَ الفاحِشةَ.
والنَّوعُ الثَّاني المُستَحِقُّ لِكُلِّ تِلك العُقوبةِ: "والفَقيرُ المُخْتالُ" وهو رَجُلٌ فَقيرٌ مُتكبِّرٌ مُتغَطرِسٌ يَتكبَّرُ على الخَلْقِ بلا داعٍ ولا رادِعٍ؛ لأنَّ الإنسانَ قد يَتَكبَّرُ بمالِهِ أو جاهِهِ وسُلطانِهِ وقُوَّتِهِ، أمَّا الفَقيرُ الَّذي هو عالةٌ على غَيرِهِ، فلا سبَبَ يَجعَلُهُ يَتكبَّرُ، بل كان الأحْرى به التَّواضُعَ للهِ وبيْنَ النَّاسِ، والثالثُ: "والغنيُّ الظَّلومُ" كَثيرُ الظُّلمِ في المَطْلِ وغَيرِهِ؛ وسَبَبُ كُرهِ اللهِ له: أنَّه تَوَفَّرَتْ له أسْبابُ القُوَّةِ والتَّمْكينِ من النِّعْمةِ والمالِ فليس بحاجةٍ إلى الظُّلمِ.
وهذه الخِصالُ في هَؤلاءِ الثَّلاثةِ أشَدُّ مَذَمَّةً، وأكثَرُ نُكْرةً؛ ولذلِكَ خُصُّوا هُنا بالذِّكْرِ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الترغيب والترهيبثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله فذكر الحديث إلى أن قال والثلاثة الذين
الترغيب والترهيبثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله فذكر الحديث إلى أن قال ويبغض الشيخ
الترغيب والترهيبثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله فأما الذين يحبهم فرجل أتى قوما فسألهم
الزواجر عن اقتراف الكبائرالثلاثة الذين يبغضهم الله الشيخ الزاني والفقير المختال والغني الظلوم
مسند الإمام أحمدما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة له قط ولا
تخريج سنن الدارقطنيكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العصر والشمس طالعة في حجرتي لم
تخريج سير أعلام النبلاءخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما
تخريج سير أعلام النبلاءخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما
مسند الإمام أحمدخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ولو شئت أن أسمي الثالث
مسند الإمام أحمدعن عبد خير عن علي ألا أنبئكم بخير هذه الأمة بعد نبيها أبو
مسند الإمام أحمدألا أنبئكم بخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر
مسند الإمام أحمدخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب