حديث كان الصحابة رضي الله عنهم من أحرص الناس على الخير وأشدهم انصياعا لأمر


شرح حديث


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهُم مِن أحرَصِ النَّاسِ على الخَيرِ، وأشَدِّهِمُ انصِياعًا لأمْرِ اللهِ تعالى، وأمْرِ رَسولِهِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ جابِرُ بنُ سُلَيمٍ الهُجَيميُّ رضِيَ اللهُ عنه: "أتيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُحتَبٍ بشَمْلةٍ له"، والاحْتِباءُ بالثَّوبِ ونَحوِهِ: هو أنْ يَضُمَّ الإنسانُ رِجلَيْهِ إلى بَطنِهِ بثَوبٍ، ويَجمَعَهما مع ظَهْرِهِ، ويَشُدَّ الثَّوبَ عليه، وقد يكونُ الاحتِباءُ باليَدَينِ عِوَضًا عن الثَّوبِ، والشَّمْلةُ: نَوعٌ من الثِّيابِ يَكسي الجَسَدَ كُلَّه، "وقد وقَعَ هُدبُها" وهي أطْرافُها، "على قَدَميهِ" يَعني أنَّ الثَّوبَ كان يُغطِّي كُلَّ جَسَدِهِ حتى نزَلَ إلى قَدَميهِ؛ لِيكونَ ذلِكَ أستَرَ له "فقُلتُ: أيُّكُم مُحمَّدٌ؟ -أو رَسولُ اللهِ؟- فأومَأَ بيَدِهِ إلى نَفسِهِ" أشارَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على نَفسِهِ لِيظهَرَ له، "فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي من أهْلِ الباديةِ" من ساكِني الصَّحْراءِ، "وفيَّ جَفاؤُهُم" بمَعْنى: أنَّ فيه من طِباعِ الشِّدَّةِ والغِلْظةِ التي يتَّسِمُ بها أهْلُ الصَّحْراءِ، ويُقالُ عليهم: الأعْرابُ، "فأَوْصِني" يَطلُبُ من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ النَّصيحةَ التي تَضبِطُ له نَفسَهُ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا تَحقِرَنَّ من المَعْروفِ شَيئًا" لا تَسْتصغِرْ مِن عَمَلِ الخَيرِ شيئًا، "ولو أنْ تَلْقى أخاكَ، ووَجهُكَ مُنبَسِطٌ"، وإنْ كان مِن هذا المَعْروفِ أنْ تَبْتَسِمَ في وَجْهِ أخيكَ المسلِمِ إذا لاقَيتَهُ، "ولو أنْ تُفرِغَ من دَلْوِكَ في إناءِ المُسْتَسْقي"، وإذا استقيتَ الماءَ من بِئرٍ، وجاءَك أخٌ مُسلِمٌ على رأْسِ البئْرِ، تُعْطيهِ من مائِكَ، فهَذا العَمَلُ من البِرِّ والمَعْروفِ "وإنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ بما يَعلَمُ فيك" فعابَكَ بما يَعْلَمُه فيكَ من عُيوبٍ، وهذا أدْعى لأنْ يَحفِزَ الإنسانَ أنْ يرُدَّ على مَن عابَهُ بالشَّتمِ والسَّبِّ، "فلا تَشتُمْهُ بما تَعلَمُ فيه"، فلا يَحمِلُكَ ذاك على أنْ تَعيبَهُ بِمِثْلِ ما عابَكَ؛ "فإنَّه يكونُ لك أجْرُهُ، وعليه وِزْرُهُ" بمَعْنى: يَكتُبُ اللهُ عزَّ وجلَّ لك أجْرًا على تَركِ الرَّدِّ ومُعايَبَتِهِ، ويَتحمَّلُ هو الإثْمَ وَحْدَهُ، "وإيَّاك وإسْبالَ الإزارِ"، وهذا تَحْذيرٌ من نُزولِ الثَّوبِ إلى ما بَعْدَ الكَعبَينِ، "فإنَّ إسْبالَ الإزارِ من المَخيلةِ" من الخُيَلاءِ والكِبْرِ، "وإنَّ اللهَ لا يُحِبُّ المَخيلةَ"، ولا يُحِبُّ من عِبادِهِ إظْهارَ التَّكبُّرِ، ومُحصِّلُهُ أنَّ بُغضَ اللهِ للعَبدِ يَستوجِبُ العِقابَ، "ولا تَسُبَّنّ أحَدًا" وهذا نهْيٌ عامٌّ عن السَّبِّ والشَّتمِ.
قال جابِرٌ رضِيَ اللهُ عنه: "فما سَبَبتُ بعدَه أحدًا، ولا شاةً، ولا بَعيرًا" بَيانٌ لكَمالِ استِجابَتِهِ لِوصيَّةِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلم يَشتُمْ، ولم يسُبَّ إنسانًا يعقِلُ، ولا حَيَوانًا لا يَعقِلُ.
وفي الحَديثِ: الحَثُّ على بَذْلِ الإحسانِ، وبَذْلِ المعروفِ مهما كان صغيرًا.
وفيه: أنَّ الإنسانَ يَطلُبُ الاستِرْشادَ والنُّصحَ فيما يقومُ عليه أخلاقُهُ وطِباعُهُ( ).

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه حين افتتح الصلاة حتى
مسند الإمام أحمدمن مشى إلى صلاة مكتوبة وهو متطهر كان له كأجر الحاج المحرم ومن
مسند الإمام أحمدوسألته عن أولاد المشركين فقال اقتلهم معهم قال وقد نهى عنهم يوم خيبر
مسند الإمام أحمدرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب عشية عرفة على جمل أحمر قال
مسند الإمام أحمدأسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته قالوا يا رسول الله وكيف يسرق
مسند الإمام أحمدرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى في
مسند الإمام أحمدعن شيخ أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال خرجت مع النبي صلى
صحيح أبي داودعن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
حديث شريف
المغني لابن قدامةأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصبح فوجد حبيبة
مسند الإمام أحمدكنت مع عمر فاستلم الركن قال يعلى وكنت مما يلي البيت فلما بلغت
مسند الإمام أحمدلما لاعن عويمر أخو بني العجلان امرأته قال يا رسول الله ظلمتها إن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب