كنْتُ عندَ النَّجاشِيِّ ، فقَرَأَ ابنٌ له آيةً مِن الأنجيلِ ، فضَحِكْتُ ! فقال : أَتَضْحَكُ مِن كلامِ اللهِ ؟!
الراوي : عامر بن شهر | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4736 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
المؤمنُ الحَقُّ يُنصِتُ إلى كَلامِ
اللهِ الحقِّ خاشِعًا مُعتقِدًا صِحَّتَه، وَكلامُ
اللهِ الحقُّ هو ما أنزَلَه على أنبِيائِه في الكُتبِ السَّماوِيَّة من التَّوْراةِ والإنجيلِ والقرآنِ، ولكنَّ التوراةَ والإنجيلَ ثَبتَ تَحريفُهما وتَبديلُهما، ولكنْ بَقِيتْ فِيهِم بعضُ آثارِ الوَحيِ وهو ما يَتفقُ معَ
القُرآنِ وصَحيحِ السُّنَّةِ.
وهذا الحديثُ مُختصَرٌ مِن حديثٍ آخرَ رواه الإمامُ أحمدُ في مُسنَده وابنُ حِبَّانَ في صَحيحِه وغَيرُهما،
وفيهِ: أنَّ عامِرَ بنَ شَهرٍ رضِيَ
اللهُ عنْه قالَ: "سمِعتُ كَلِمَتينِ: مِنَ النبيِّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم كَلِمةً، ومِنَ النَّجاشيِّ أُخرى.
سمعتُ رسولَ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم يقولُ: انظُروا قُرَيشًا فخُذوا مِن قَولِهمْ، وذَروا فِعلَهم"،
أي: انظُروا إلى مُلوكِهم وكانَ أغلَبُهم صِغارًا، فاسمَعوا لهم رَأيَهم، ولكنْ لا تَتبِعوهُم في أفعالِهم التي تخالِفُ الشَّرعَ.
والكلِمةُ الثانيةُ: "كنتُ عندَ النَّجاشيِّ"، والنجاشِيُّ اسْمٌ لملكِ الحَبشةِ وكانَ دِينُهم النَّصرانيةَ، "فقَرأَ ابنٌ لهُ آيةً مِن الإنجيلِ؛ فضحِكْتُ"، فقالَ النَّجاشيُّ مُنكِرًا عليهِ ضَحِكَه: "أتَضْحكُ مِن كلامِ
اللهِ؟!"،
أي: نَسبَ الإنجيلُ الذي مَعه أنَّه مِن كَلامِ
اللهِ عزَّ وجلَّ، وهذا يدلُّ على إيمانِ النَّجاشيِّ بالنصرانيَّةِ، وخُشوعِه أمامَ ما يعتقِدُ أنَّه كلامُ
اللهِ.
وفي الرِّوايةِ الأُخرى: قالَ النَّجاشيُّ: "فو
اللهِ إنَّ ممَّا أَنزلَ
اللهُ على عِيسى ابنِ مَريمَ: أنَّ اللَّعْنةَ تكونُ في الأرضِ إذا كانَ أُمراؤُها الصِّبْيانَ"،
أي: تُنزَعُ الرَّحمةُ مِن الأرضِ إذا تولَّى الإِمارةَ الصِّبيانُ الذينَ على غَيرِ كَفاءَةٍ مِن هذا المقامِ، ومُرادُ عامرِ بنِ شَهْرٍ رضِيَ
اللهُ عنْه هو بيانُ مُوافقةِ كلِمةِ رَسولِ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم لِما قالَه النجاشيُّ ممَّا في الإنجيلِ مِن كلامِ
اللهِ عزَّ وجلَّ، يَستشهِدُ بهِ على أُمراءِ قُريشٍ.
وفي رِوايةٍ أخرى قال شهرُ بنُ عامرٍ- موضِّحًا سَببَ ضَحِكه، وأنَّه لم يَضحَكْ سُخريةً-: "لا، ولكنْ أضحكُ عجبًا"،
أي: عجبًا من هذا الفِعلِ وهذا القولِ، ولم يَزجُرْه أو يَنهَرْه النجاشيُّ بعدَ هذا البيان.
وفي الحديثِ: أنَّ في الكُتبِ السَّماوِيةِ السابِقةِ بعضًا مِن آثارِ الوَحيِ وهوَ ما اتَّفقَ معَ
القُرآنِ وصَحيحِ السُّنَّةِ
( ).
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم