حديث لا يحسن يصلي

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث سعد بن أبي وقاص

«إنِّي لَأَوَّلُ العَرَبِ رَمَى بسَهْمٍ في سَبيلِ اللَّهِ، وكُنَّا نَغْزُو مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وما لنا طَعامٌ إلَّا ورَقُ الشَّجَرِ، حتَّى إنَّ أحَدَنا لَيَضَعُ كما يَضَعُ البَعِيرُ أوِ الشَّاةُ، ما له خِلْطٌ ثُمَّ أصْبَحَتْ بَنُو أسَدٍ تُعَزِّرُنِي علَى الإسْلامِ، لقَدْ خِبْتُ إذنْ وضَلَّ عَمَلِي. وكانُوا وشَوْا به إلى عُمَرَ؛ قالوا: لا يُحْسِنُ يُصَلِّي.»

صحيح البخاري
سعد بن أبي وقاص
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 3728 -

شرح حديث إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله وكنا نغزو مع النبي


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لم يكُنِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصَحابتُه الكِرامُ رِضْوانُ اللهِ عليهم في بِدايةِ الدَّعْوةِ يَعيشونَ رغَدَ العَيشِ، وهَناءةَ المُقامِ؛ بلْ كانوا يُقاسونَ ظُروفَ الحَياةِ، ولم يَمنَعْهم ذلك مِن بَذلِ مَزيدٍ مِن العَطاءِ والتَّضْحيةِ مِن أجْلِ هذا الدِّينِ، وكان الصَّحابةُ الكِرامُ يَتَسابَقونَ في الدِّفاعِ عن دِينِ اللهِ، وعن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فهذا سَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه يُخبِرُ بما كان منه، فيقولُ: «إنِّي لَأوَّلُ العَرَبِ رَمى بسَهمٍ في سَبيلِ اللهِ»، وكان ذلك في أوَّلِ سَريَّةٍ بعَثَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في السَّنةِ الأُولى مِن الهِجْرةِ، وهي سَريَّةُ عُبَيْدةَ بنِ الحارِثِ بنِ المُطَّلبِ، فكان سَعدٌ رَضيَ اللهُ عنه أوَّلَ مَن رَمى، ويَحْكي رَضيَ اللهُ عنه ما كان مِن حالِهم في الغَزْوِ معَ رَسولِ اللهِ مِن قلَّةِ المُؤْنةِ والزَّادِ، حتَّى إنَّهم لَيأْكُلونَ ورَقَ الشَّجَرِ رَضيَ اللهُ عنهم وأرْضاهُم، فيُخرِجُ أحَدُهم عندَ قَضاءِ الحاجةِ كما تُخرِجُ الشَّاةُ أوِ البَعيرُ -وهو الجمَلُ- فالبَرازُ يابسٌ «ما له خِلْطٌ»، أي: لا يَختَلِطُ بَعضُه ببَعضٍ مِن شدَّةِ جَفافِه وتَفَتُّتِه.
وكان كَلامُ سَعدٍ رَضيَ اللهُ عنه عن سَبقِه في الإسْلامِ مُقدِّمةً وتَمْهيدًا للرَّدِّ على ما اتَّهَمَه به أهلُ الكوفةِ، فإنَّه بالرَّغْمِ من هذا الفَضلِ والسَّبقِ الَّذي قدَّمَه في الإسْلامِ، لمْ يَسلَمْ رَضيَ اللهُ عنه مِن وِشايةِ بَعضِ أهلِ الكوفةِ مِن بَني أسَدٍ؛ إذ شكَوْه لعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه بأنَّه لا يُحسِنُ الصَّلاةَ، وكانوا يُعَزِّرونَه بذلك، أي: يُعيِّرونَه، وفي قولِه: «ثمَّ أصبَحَت بَنو أسَدٍ تُعَزِّرُني على الإسْلامِ» عبَّرَ عنِ الصَّلاةِ بالإسْلامِ، كما عُبِّرَ عنها بالإيمانِ في قولِهِ تعالَى: { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } [ البقرة: 143 ]؛ إيذانًا بأنَّها عِمادُ الدِّينِ ورَأسُ الإسْلامِ.
ولذلك قال سَعدٌ رَضيَ اللهُ عنه مُستَعجِبًا ومُنكِرًا عليهم: «لقد خِبتُ إذنْ، وضَلَّ عَمَلي» إنْ كُنتُ لم أُحسِنِ الصَّلاةَ، وأفْتَقِرُ إلى تَعْليمِ بَني أسَدٍ معَ سابِقَتي في الإسْلامِ، فلمَّا اسْتَفْتاه عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه واسْتَفسَرَ منه في ذلك -كما في رِوايةٍ أُخْرى للبُخاريِّ مِن حَديثِ جابرِ بنِ سَمُرةَ رَضيَ اللهُ عنه- قال: «أمَا واللهِ إنِّي كُنتُ أُصَلِّي بهم صَلاةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما أَخرِمُ عنها»، أي: ما أنْقُصُ صَلاتي مِن صَلاتِه.
وفي الحَديثِ: مَنقَبةٌ لسَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه ببَلائِه وسابِقَتِه في الإسْلامِ.
وفيه: أنَّ شَظَفَ العَيشِ وقلَّةَ المُؤْنةِ لا يُبرِّرُ للمُسلِمِ التَّقاعُسَ، وعدَمَ الدِّفاعِ عن دِينِ اللهِ سُبحانه، والدَّعوةِ إليه؛ فكيف بمَن وسَّعَ اللهُ عليه؟!
وفيه: الصَّبرُ في الدَّعْوةِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريإن عليا خطب بنت أبي جهل فسمعت بذلك فاطمة فأتت رسول الله صلى
صحيح البخاريبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن
صحيح البخارينظر ابن عمر يوما وهو في المسجد إلى رجل يسحب ثيابه في ناحية
صحيح البخاريجمع لي النبي صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد
صحيح البخاريجاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عثمان فذكر عن محاسن عمله قال
صحيح البخاريما يمنعك أن تكلم عثمان لأخيه الوليد فقد أكثر الناس فيه فقصدت لعثمان
صحيح البخاريكنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا
صحيح البخاريجاء رجل من أهل مصر حج البيت فرأى قوما جلوسا فقال من هؤلاء
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الإمام سمع الله
صحيح البخاريأنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم هل أتى عليك يوم كان أشد
صحيح البخاريسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك الزخرف
صحيح البخاريأقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو مردف أبا بكر


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب