حديث الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث أبو موسى الأشعري

«لَمَّا غَزَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيْبَرَ -أوْ قالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أشْرَفَ النَّاسُ علَى وادٍ، فَرَفَعُوا أصْوَاتَهُمْ بالتَّكْبِيرِ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ؛ إنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا؛ إنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وهو معكُمْ. وأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَمِعَنِي وأَنَا أقُولُ: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فَقالَ لِي: يا عَبْدَ اللَّهِ بنَ قَيْسٍ. قُلتُ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: ألَا أدُلُّكَ علَى كَلِمَةٍ مِن كَنْزٍ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، فَدَاكَ أبِي وأُمِّي، قالَ: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ.»

صحيح البخاري
أبو موسى الأشعري
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4205 -

شرح حديث لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أو قال لما


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

الذِّكرُ له فَوائدُ عَظيمةٌ؛ فبِهِ تُفتَحُ أبْوابُ الجِنانِ، ويُطرَدُ الشَّيطانُ، ويُرطَّبُ اللِّسانُ، وتَطمئِنُّ به القُلوبُ، إلى غيرِ ذلك ممَّا يُنعِمُ اللهُ به على عِبادِه؛ جَزاءً على ذِكرِه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو مُوسى الأشْعَريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه لمَّا تَوجَّهَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى خَيْبرَ غازيًا، وكان هذا في السَّنةِ السَّابعةِ مِنَ الهِجْرةِ، وخَيْبرُ قَرْيةٌ كانت يَسكُنُها اليَهودُ، وكانت ذاتَ حُصونٍ ومَزارِعَ على بُعدِ 173 كيلو تَقْريبًا مِن المَدينةِ إلى جِهةِ الشَّامِ، وفي أثْناءِ رُجوعِهم منها بعْدَ أنْ منَّ اللهُ عزَّ وجلَّ عليهم بالفَتحِ، أشرَفَ النَّاسُ على وادٍ، وهو المُنخَفِضُ منَ الأرضِ، فرفَعَ النَّاسُ أصْواتَهم بالتَّكْبيرِ والتَّهْليلِ، فقال لهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ارْبَعوا على أَنفُسِكم»، أيِ: ارْفُقوا بأنفُسِكم، «إنَّكم لا تَدْعونَ أصَمَّ ولا غائبًا، إنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وهو معكُمْ» يَعني: مَن تَدْعونَه هو السَّميعُ البَصيرُ، يَسمَعُ سِرَّكم ونَجْواكم، ولا يَخْفى عليه شَيءٌ مِن قَولِكم، قَريبٌ مِنكم، بلْ هو أقرَبُ إليكمْ مِن حَبْلِ الوَريدِ، وهو معكم بعِلمِه وإحاطتِه، وفي هذا إشارةٌ يَأمُرُهم فيها بخَفضِ أصْواتِهم.

ولا تَعارُضَ بيْن هذا الحديثِ الذي أمَرَ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَدَمِ رفْعِ الصَّوتِ بالذِّكرِ، وحَديثِ التِّرمذيِّ وابنِ ماجَه عن أبي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه: «أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُئِلَ: أيُّ الحجِّ أفضَلُ؟ قال: العَجُّ والثَّجُّ»، والعَجُّ: رفْعُ الصَّوتِ بالتَّلبيةِ، والثَّجُّ: نحْرُ البُدْنِ؛ لأنَّه إنَّما أمَرَ برفْعِ الصَّوتِ بالتَّلبيةِ لكَونِها مِن شَعائرِ الحجِّ، كسائرِ الأفعالِ التي يَفعَلُها الحاجُّ؛ مِن حَلْقِ الرَّأسِ عندَ التَّحلُّلِ، ومِن اجتنابِ مَحظوراتِ الإحرامِ، فكلُّها مِن شَعائرِ الحجِّ، فأمَرَ بإظهارِها، بخِلافِ مُطْلَقِ الذِّكرِ الذي دلَّ عليه حَديثُ أبي مُوسى رَضيَ اللهُ عنه، فليس مِن الشَّعائرِ، فلا يُشرَعُ فيه رفْعُ الصَّوتِ؛ لعَدَمِ ما يَسْتدعي ذلك.
ويَحْكي أبو مُوسَى رَضيَ اللهُ عنه أنَّه كان سائرًا خَلفَ دابَّةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسَمِعَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَقولُ: «لا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ»، ومعناها: لا حَرَكةَ ولا حِيلةَ، ولا اسْتِطاعةَ إلَّا بمَشيئةِ اللهِ تعالَى، وإرادَتِه، وقُدرَتِه، وقيلَ: مَعْناه: لا حَولَ في دَفعِ شرٍّ، ولا قوَّةَ في تَحْصيلِ خَيرٍ إلَّا باللهِ، وقيلَ: لا حَولَ عن مَعْصيةِ اللهِ إلَّا بعِصمَتِه، ولا قوَّةَ على طاعَتِه إلَّا بمَعونَتِه؛ فهي كَلمةُ اسْتِسلامٍ وتَفْويضٍ إلى اللهِ تعالَى، وإذْعانٍ واعْتِرافٍ له بأنَّه لا خالِقَ غيرُه، ولا ربَّ سِواه، ولا رادَّ لأمْرِه، ولا مُعقِّبَ لحُكمِه، وأنَّ العبدَ لا يَملِكُ شَيئًا، وأنَّ اللهَ مالِكُ عِبادِه، يَفعَلُ فيهم كلَّ ما أرادَه.
فبيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأبي مُوسى الأشْعَريِّ رَضيَ اللهُ عنه فَضلَ هذه الكَلمةِ فقال له: «ألَا أدُلُّكَ على كَلمةٍ مِن كَنزٍ مِن كُنوزِ الجنَّةِ؟»؛ أي: كالكَنزِ في كَونِها ذَخيرةً نَفيسةً، يُتوَقَّعُ الانْتِفاعُ منها، فقال أبو مُوسى رَضيَ اللهُ عنه: «بَلى يا رَسولَ اللهِ، فِداكَ أبي وأُمِّي! فقال: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ».
فهي كَنزٌ مِن كُنوزِ الجنَّةِ؛ لِمَا فيها منَ التَّبرُّؤِ مِن القُوَّةِ والحِيلةِ، والإقْرارِ بأنَّه لا يُوصَلُ إلى تَدْبيرِ أمرٍ، وتَغْييرِ حالٍ؛ إلَّا بمَشيئةِ اللهِ وعَوْنِه.
وفي الحَديثِ: أنَّه لا يَنْبَغي للإنْسانِ أنْ يَشُقَّ على نفْسِه في أداءِ العِباداتِ.
وفيه: اسْتِخدامُ أُسلوبِ السُّؤالِ والجَوابِ في التَّعليمِ.
وفيه: اسْتِخدامُ أُسلوبِ التَّشْبيهِ في التَّعليمِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ ذِكرِ اللهِ تعالَى في السَّفرِ، كلَّما صَعِدَ أو هَبَطَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريعن أنس بن مالك رضي الله عنه إنا فتحنا لك فتحا مبينا الفتح
صحيح البخارينظر أنس إلى الناس يوم الجمعة فرأى طيالسة فقال كأنهم الساعة يهود خيبر
صحيح البخاريقدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن افتتح خيبر فقسم لنا
صحيح البخاريمشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا أعطيت
صحيح البخاريقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر للفرس سهمين وللراجل سهما
صحيح البخاريأقام النبي صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يبنى عليه
صحيح البخارينهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر
صحيح البخاريلا أدري أنهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أنه
صحيح البخاريسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نساء قريش خير نساء ركبن
صحيح البخاريعن عائشة رضي الله عنها كانت تقرأ إذ تلقونه بألسنتكم وتقول الولق الكذب
صحيح البخاريدخلنا على عائشة رضي الله عنها وعندها حسان بن ثابت ينشدها شعرا يشبب


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب