شرح حديث أنه سمع ابن عباس يقرأ ألا إنهم تثنوني صدورهم قال سألته عنها
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
اللهُ سُبحانه تعالَى لا يَخفَى عليه شَيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ، والسِّرُّ عِندَه كالعَلانيةِ؛ فهو عالمٌ بما تَنطوي عليه الضَّمائرُ وما يُعلَنُ وما يُسَرُّ به.
وفي هذا الحديثِ يذكُرُ التابعيُّ مُحَمَّدُ بنُ عَبَّادٍ: أنَّه سَمِعَ ابنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ
اللهُ عنهما يقرأُ قَولَ
اللهِ عزَّ وجَلَّ:
{ أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ } [
هود: 5 ]، هكذا:
( ألَا إنَّهُمْ تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ )، ولا يقرأُ بها في الصَّلاةِ، ومعناها: جَعْلُ الفِعلِ للصُّدورِ،
أي: تَنْثَني وتنعَطِفُ.
قال ابنُ عَبَّادٍ: فسَألْتُه عن مَعناها، فقال لي ابنُ عباس: أُناسٌ كانوا يَسْتَحيون أنْ يَتخلَّوْا، يعني: يَذْهَبوا إلى الخلاءِ لقضاءِ حاجتِهم وهمْ عُراةٌ ليْس عليهم ثِيابٌ، «
فيُفضوا»،
أي: تَظهرَ عَورتُهم في الفضاءِ ليْس بيْنها وبيْن السَّماءِ شَيءٌ، وأنْ يُجامِعوا نِساءَهم ويُباشِروهنَّ فيُفضوا إلى السَّماءِ، يعني: فتَظهَرَ عَوراتُهم ويُكشَفون، فيَميلوا صُدورَهم ويُغطُّون رُؤوسَهم مُستخفِين، فنَزَلتْ هذه الآيةُ:
{ أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ }؛ ليُعلِمَهم
اللهُ أنَّه يَعلمُ ما يُسرُّون وما يُعلِنون.
وقيل: نزلت الآيةُ في المنافقين، والمرادُ: بَيانُ ضَعفِ إيمانِهم، ومَرَضِ قُلوبِهم، فكأنَّهم يَنطَوُون لِيُخفوا ما في أنفُسِهم من نفاقٍ.
وقدْ ورَد عن ابنِ عبَّاسٍ في هذِه الآيةِ قِراءاتٌ أخرى؛ ففي صحيحِ البُخاريِّ: قرأ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ
اللهُ عنهما قولَه تعالى:
{ أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } [
هود: 5 ]، فقَرَأَ
( يَثْنُونَ ) بفَتْح الياءِ وسُكونِ الثَّاءِ وضمِّ النونِ، وهي القراءةُ المشهورةُ المتواترة، و
{ صُدُورَهُمْ } مَنْصوبٌ به.
وفي الحَديثِ: أنَّ ما أباحهُ
اللهُ مِن إتيانِ الزَّوجاتِ، وما جَبَل عليه الإنسانَ مِن التغوُّطِ وشَبَهِه؛ ليس في فِعلِه حَياءٌ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم