حديث أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث أبو موسى الأشعري

«أَطْعِمُوا الجائِعَ، وعُودُوا المَرِيضَ، وفُكُّوا العانِيَ»

صحيح البخاري
أبو موسى الأشعري
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 5373 -

شرح حديث أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

حَرَص الإسلامُ في بنائِه للمجتَمَعِ المسلِمِ على التراحُمِ والترابُطِ والتوادِّ؛ حتى يَشيعَ التعاوُنُ، وتعُمَّ الألفةُ بين جميعِ أفرادِه، وقد حَدَّد كثيرًا من صُوَرِ نفَقةِ الأموالِ والصَّدَقاتِ التي تحقِّقُ ذلك، كما في هذا الحديثِ؛ حيث أَمَر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بإطعامِ الجائعِ، أي: أنْ يُقدَّمَ له الطَّعامُ الذي يُشبِعُه ويُذهِبُ عنه غَائِلَةَ الجُوعِ، وقد حَثَّ على ذلك القرآنُ في مواضِعَ كثيرةٍ، مِثلُ قَولِه تعالى: { فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ } [ البلد: 11 - 16 ]، فينبغي أن نُطعِمَ الجائِعَ إنقاذًا له من ألمِ الجوعِ، ومحافظةً على حياتِه، وليكُنْ إطعامُه من خيرِ ما نَطعَمُ به؛ عملًا بقَولِه تعالى: { وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ } [ البقرة: 267 ].

ثُمَّ أَمَر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعِيادةِ المريضِ، أي: زِيَارَتِه، وسُمِّيَتْ عِيادةً؛ لأنَّ النَّاسَ يَعُودونَ إليه مَرَّةً بعْدَ أُخرَى، وعيادةُ المريضِ حقٌّ مِن حُقوقِ المُسلمِ على أخيه المُسْلمِ، كما في الحَديثِ المتَّفَقِ عليه: «خَمْسٌ تَجِبُ للمُسلِمِ على أخيهِ ...
وعِيادةُ المَريضِ
»، وهي نافِعةٌ للمريضِ؛ تُروِّحُ عنه وتُسَلِّيه، ولزِيارةِ المريضِ وعِيادتِه آدابٌ مُهمَّةٌ؛ منها: ارتباطُ وقْتِ الزِّيارةِ ومُدَّةِ المُجالَسةِ بحالِ المريضِ وأسبابِ مَرضِه؛ فلا يَحضُر في وَقتٍ غيرِ مُناسِبٍ للعِيادةِ، كوقتِ شُربِ المريضِ الدَّواءَ، ونحْوِ ذلك، وعليه أنْ يُخفِّفَ الجُلوسَ ويُقلِّلَ السُّؤالَ، ومِنَ المَرضَى مَن يَحتاجُ إلى الأُنسِ والمُجالَسةِ وقتًا أطولَ مِن غيرِه، ومِنهم مَن لا يَقْوى على المُجالَسةِ، فمِثلُه لا يُطوَّلُ عِندَه، وبعضُهم يَكفِي في حقِّهم سُؤالُ أهلِه عنه؛ لأنَّه لا يَقدِرُ على مُجالَسةِ الزَّائرينَ له؛ نظَرًا لشِدَّةِ مَرضِه ونحوِه.
ومنها: أنْ يُظهِرَ الرِّقَّةَ، وأنْ يُخلِصَ الدُّعاءَ، وأنْ يُوسِّعَ للمَريضِ في الأمَلِ، ويَحُضَّه على الصَّبرِ وعَدَمِ الجَزَعِ؛ لِمَا في ذلِكَ مِن جَزيلِ الأجْرِ والسَّلامةِ مِنَ الوِزرِ.
ثُمَّ أَمَر بفَكِّ العَانِي، أي: الأَسِيرِ، أي: تَخْلِيصِه مِن يَدِ الأعداء، بدَفْعِ الفِدَاءِ عنه، وقيل: العاني هو المحبوسُ ظُلمًا بغيرِ حَقٍّ، وقيل: العاني هو الذي في الرِّقِّ والعُبوديَّةِ.
والمتضَرِّرون الذين وجب حقُّهم على غيرِهم من المسلِمين مُنحَصِرون في هذه الأقسامِ.
وفي الحَديثِ: الحضُّ على المؤاخاةِ والأُلفةِ والمواساةِ بيْن المؤمنين، وأنْ يكونوا في تَواصُلهم وتَعاطُفهِم كمَثَلِ الجَسدِ؛ إذا تَداعَى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسدِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريأنه أبصر النبي صلى الله عليه وسلم يضطجع في المسجد رافعا إحدى رجليه
صحيح البخاريلا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل
صحيح البخاريترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا تداعى له
صحيح البخاريلا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته
صحيح البخاريإن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل يا رسول الله وكيف
صحيح البخاريمن حلف فقال في حلفه واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله ومن
صحيح البخاريتنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك
صحيح البخاريأما لو أن أحدهم يقول حين يأتي أهله باسم الله اللهم جنبني الشيطان
صحيح البخاريأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حمل قثم بين يديه والفضل
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة
صحيح البخاريالساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار
صحيح البخاريأنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله صلى الله عليه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب