فضل وفوائد سورة سبأ
فضائل القرآن الكريم | سورة سبأ | فضل سورة سبأ ( surah ) , عدد آيايتها 54 - وهي سوره مكية صفحتها في المصحف: 428, بالاضافة لذكر فضلها مقاصدها تلخيصها موضوعاتها مع التعريف بالسورة
التعريف بسورة سبأ
سورة سبأ هي السورة 34 في ترتيب المصحف، أما في ترتيب النزول فهي السورة 57، وكان نزولها بعد سورة لقمان.
وسورة سبأ من السور المكية الخالصة، وقيل هي مكية إلا الآية السادسة منها وهي قوله-تبارك وتعالى-: وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ.
وسميت بهذا الاسم، لاشتمالها على قصة أهل سبأ، وما أصابهم من نقم بسبب عدم شكرهم لنعم الله -تبارك وتعالى- عليهم.
فضائل سورة سبأ
أنها من المثاني التي أُوتيها النبي - صلى الله عليه وسلم - مكان الإنجيل:
عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطيت مكان التوراة السبع الطوال ... ومكان الإِنجيل المثاني
وروى الإمام أحمد في "المسند" عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ: ما هو، أرجل، أم امرأة، أم أرض؟ قال: (بل هو رجل ولد عشرة، فسكن اليمن منهم ستة، وسكن الشام منهم أربعة. فأما اليمانيون: فمذحج، وكندة، والأزد، والأشعريون، وأنمار، وحمير. وأما الشاميون: فلخم، وجذام، وعاملة، وغسان). قال ابن كثير في "تفسيره": "إسناده حسن، ولم يخرجوه".
وفي "جامع" الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا قضى الله في السماء أمراً ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنها سلسلة على صفوان -الحجر الأملس- فـ (إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير) (سبأ:23) قال: والشياطين بعضهم فوق بعض) قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وروى الترمذي أيضاً في "جامعه" عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في نفر من أصحابه، إذ رُمي بنجم فاستنار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما كنتم تقولون لمثل هذا في الجاهلية إذا رأيتموه؟) قالوا: كنا نقول: يموت عظيم، أو يولد عظيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإنه لا يُرمى به لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا عز وجل إذا قضى أمراً، سبح له حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح إلى هذه السماء، ثم سأل أهل السماء السادسة أهل السماء السابعة: (ماذا قال ربكم)؟ قال: فيخبرونهم، ثم يستخبر أهل كل سماء حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا، وتختطف الشياطين السمع، فيرمون فيقذفونه إلى أوليائهم، فما جاءوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يحرفونه ويزيدون). قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
موضوعات سورة سبأ
1- الاستِفتاحُ بالحَمدِ لله سُبحانَه المالِكِ لِما في السَّمَواتِ والأرضِ، المحمودِ في الآخِرةِ؛ وبيانُ سَعةِ عِلمِه.
2- بيانُ تكذيبِ المُشرِكينَ بالقيامةِ والبَعثِ، وحكايةُ جانبٍ مِن أقوالِهم الباطِلةِ مع الرَّدِّ عليها.
3- ذِكرُ طَرَفٍ مِن قِصَّةِ نبيِّ اللهِ داودَ عليه السَّلامُ، وابنِه سُلَيمانَ عليه السَّلامُ.
4- ذِكرُ قِصَّةِ قبيلةِ سَبَأٍ، وما آل إليه أمرُهم.
5- إقامةُ الأدِلَّةِ على وحدانيَّةِ اللهِ تعالى وقُدرتِه، ووجوبِ إخلاصِ العبادةِ له.
6- ذِكرُ بَعضِ مشاهِدِ يومِ القيامةِ، والحِوارِ الَّذي يَدورُ بيْنَ التَّابِعينَ والمتبوعينَ.
7- الرَّدُّ على المُترَفينَ الَّذين زَعَموا أنَّ أموالَهم وأولادَهم ستنفَعُهم يومَ القيامةِ.
8- دعوةُ الكافِرينَ إلى التَّفكيرِ والتَّدبُّرِ في شأنِ دَعوةِ الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم.
9- تهديدُ الكافِرينَ بسُوءِ العاقبةِ إذا ما استمَرُّوا في كُفرِهم وعِنادِهم.
مقاصد سورة سبأ
- إبطال قواعد الشرك وأعظمها إشراك آلهة مع الله، وإنكار البعث، فابتدأ سبحانه السورة بدليل على انفراده تعالى بالإلهية، ونفي الإلهية عن الأصنام، ونفي أن تكون الأصنام شفعاء لعبادها.
- التركيز الأكبر في السورة على قضية البعث والجزاء.
- إثبات إحاطة علم الله بما في السماوات وما في الأرض، فما يخبر به فهو واقع، ومن ذلك إثبات البعث والجزاء.
- إثبات صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، وصدق ما جاء به القرآن، وأن القرآن شهد به علماء أهل الكتاب.
- إلزام الحجة على منكري النبوة.
- بيان معجزات داود وسليمان عليهما السلام.
- تقرير سنة من سنن الله في عباده، وهي أن النعم التي يمنحها الله عباده، إنما تدوم بشكر المنعم، وشكر المنعم إنما يكون بفعل ما أمر به، وترك ما نهى عنه، والاهتداء بهديه، وأن النعم تتحول إلى نقم وهلاك، إذا أعرض الإنسان عن هدي ربه، بفعله ما نهى الله عنه، وتركه ما أمره الله به، وسلوكه سبيل المفسدين والمكذبين والضالين، كما حصل مع قوم سبأ.
- تهديد المشركين وموعظتهم بما حل ببعض الأمم المشركة من قبل، وأن جَعْلَهم لله شركاء كفران لنعمة الخالق؛ فضرب لهم المثل بمن شكروا نعمة الله واتقوه، فأوتوا خير الدنيا والآخرة، وسخرت لهم الخيرات مثل داود وسليمان، وبمن كفروا بالله فسلطت عليه البلايا في الدنيا، وأعد لهم العذاب في الآخرة مثل سبأ.
- التحذير من تغرير الشيطان، وأنه عدو للإنسان.
- بيان أن الإيمان والعمل الصالح -لا الأموال ولا الأولاد- هما قِوام الحكم والجزاء عند الله.
- بيان أنه ما من قوة في الأرض ولا في السماء تعصم من بطش الله، وما من شفاعة عنده إلا بإذنه.
- وعد المنفقين والمصدقين بالإخلاف.
- تبشير المؤمنين بالنعيم المقيم.
- بيان أن العودة إلى الحياة بعد الممات لتدارك ما فات أمر محال.
تلخيص سورة سبأ
4- وتبدأ سورة سبأ بالثناء على الله-تبارك وتعالى-: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ، يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها، وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ.
ثم تحكى السورة الكريمة جانبا من أقوال الكافرين في تكذيبهم ليوم القيامة، كما تحكى- أيضا- بعض أقوالهم الباطلة التي قالوها في شأن النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم ترد عليهم بما يخرس ألسنتهم.
5- ثم تنتقل السورة الكريمة إلى الحديث عن جانب من قصة داود وسليمان- عليهما السلام-، فتحكى ما آتاهم الله-تبارك وتعالى- إياه من خير وقوة وكيف أنهما قابلا نعم الله-تبارك وتعالى- بالشكر والطاعة، فزادهما- سبحانه - من فضله وعطائه: اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ.
وكعادة القرآن الكريم في جمعه بين الترغيب والترهيب، وبين حسن عاقبة الشاكرين، وسوء عاقبة الجاحدين.. جاءت في أعقاب قصة داود وسليمان- عليهما السلام-، قصة قبيلة سبأ، وكيف أنهم قابلوا نعم الله الوفيرة بالجحود والإعراض، فمحقها- سبحانه - من بين أيديهم، كما قال-تبارك وتعالى-: ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا، وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ.
6- ثم ساقت السورة بعد ذلك بأسلوب تلقيني ألوانا من الأدلة على وحدانية الله-تبارك وتعالى- وقدرته، وعلى وجوب إخلاص العبادة له.
نرى ذلك في قوله-تبارك وتعالى-: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ، لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ..وفي قوله-تبارك وتعالى-: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ.
وفي قوله- عز وجل -: قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ، كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
7- ثم تنتقل السورة الكريمة إلى الحديث عن وظيفة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً.
وعن أحوال الكافرين السيئة عند ما يقفون أمام ربهم للحساب، وكيف أن كل فريق منهم يلقى التبعة على غيره وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ، يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ، يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ.
قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ، بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ.
8- ثم ترد السورة الكريمة على أولئك المترفين، الذين زعموا أن أموالهم وأولادهم ستنفعهم يوم القيامة، فتقرر أن ما ينفع يوم القيامة إنما هو الإيمان والعمل الصالح، وأن الله-تبارك وتعالى- هو صاحب الإعطاء والمنع والإغناء والإفقار.
قال-تبارك وتعالى-: وَقالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَأَوْلاداً وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ، قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ، وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.
وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى، إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً، فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا، وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ.
9- وبعد أن ساقت السورة ما ساقت من شبهات المشركين حول دعوة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وردت عليهم بما يزيد المؤمنين ثباتا على ثباتهم، ويقينا على يقينهم، أتبعت ذلك بدعوة هؤلاء الكافرين إلى التفكير والتدبر على انفراد، في شأن دعوة هذا الرسول الكريم الذي يدعوهم إلى الحق، لعل هذا التفكر يهديهم إلى الرشد.
قال-تبارك وتعالى-: قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ، أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ، إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ.
ثم ختمت السورة الكريمة بتهديدهم بسوء العاقبة إذا ما استمروا في كفرهم وعنادهم، وأنهم سيندمون- إذا ما استمروا على كفرهم- ولن ينفعهم الندم.
قال-تبارك وتعالى-: وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ، إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ.
10- وهكذا نرى سورة سبأ قد ساقت أنواعا من الأدلة على وحدانية الله-تبارك وتعالى-، وعلى أن يوم القيامة حق، وعلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق فيما يبلغه عن ربه.. كما أنها حكت شبهات المشركين، وردت عليهم بما يبطلها، والحمد لله حمدا كثيرا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قراءة سورة سبأ مكتوبة :
- سورة سبأ مكتوبة برواية حفص عن عاصم
- سورة سبأ برواية ورش عن نافع مكتوبة
- سورة سبأ برواية قالون عن نافع قراءة
- تحميل سورة سبأ مكتوبة pdf تحميل
- سورة سبأ بخط كبير مع التفسير مكتوبة
فضائل سور أخرى من القرآن الكريم :
قم باختيار القارئ لتحميل سورة سبأ كاملة بجودة عالية
القرآن الكريم mp3 | السورة : سبأ - استماع و تحميل بصوت أربعين قارئ - الرواية : حفص عن عاصم & ورش عن نافع - نوع القراءة : ترتيل & تجويد
أحمد العجمي ابراهيم الاخضر بندر بليلة خالد الجليل حاتم فريد الواعر حسن صالح خليفة الطنيجي سعد الغامدي سعود الشريم ابوبكر الشاطري الشحات أنور صلاح بوخاطر عبد الباسط عبدالرحمن العوسي عبدالرحمن السديس عبد الرشيد صوفي عبدالعزيز الزهراني عبد الله بصفر عبد الله الجهني عبد الله كامل علي الحذيفي علي جابر عمر القزابري العيون الكوشي غسان الشوربجي فارس عباد ماهر المعيقلي محمد أيوب محمد المحيسني محمد جبريل المنشاوي الحصري محمود البنا مشاري العفاسي مصطفى اسماعيل ناصر القطامي نورين صديق وديع اليمني ياسر الدوسري ياسين الجزائري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Saturday, December 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب