فضل سورة القلم

التعريف بسورة القلم

سورة «ن» أو «القلم» تعتبر من أوائل السور القرآنية، التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقد ذكر السيوطي في كتابه «الإتقان» أنها السورة الثانية في النزول، بعد سورة «العلق» .
ويرى بعض العلماء أنها السورة الرابعة في النزول، فقد سبقتها سور: العلق، والمدثر، والمزمل، وعدد آياتها اثنتان وخمسون آية.
والمحققون على أنها من السور المكية الخالصة، فقد ذكر الزمخشري وابن كثير.. أنها مكية، دون أن يذكرا في ذلك خلافا.

فضائل سورة القلم

1- أنها من سور المفصل الذي أوتيه النبي - صلى الله عليه وسلم - نافلة ففضل به على سائر الأنبياء.
واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعطيت مكان التوراة السبع الطوال ... وفضلت بالمفصل".
2- كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها في صلاة الليل.
3- سُورةُ القَلَمِ مِن أوائلِ ما نزَلَ مِن القرآنِ الكريمِ .
4- هي آخِرُ سورةٍ في ترتيبِ المُصحَفِ افتُتِحَتْ بواحدٍ مِن الحروفِ المُقطَّعةِ .

موضوعات سورة القلم

1- تَحدِّي المشركينَ بهذا القُرآنِ الكريمِ.
2- الثَّناءُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأفضَلِ أنواعِ الثَّناءِ، وتَسليتُه عمَّا أصابَه مِن أعدائِه.
3- نهْيُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن مُداهَنةِ المشركينَ، أو مُلاينَتِهم، أو مُوافَقتِهم على مُقترَحاتِهم الماكرةِ.
4- بَيانُ سُوءِ أخلاقِ بَعضِ الكُفَّارِ وجَزائِهم.
5- ضَرْبُ المثَلِ لأهلِ مكَّةَ بأصحابِ الجنَّةِ؛ لَعلَّهم يَعتبِرونَ.
6- الموازنةُ بيْن عاقِبةِ الأخيارِ والأشرارِ.
7- تَسفيهُ المشركينَ وتَوبيخُهم، وإقامةُ الحُجَجِ عليهم، وتَهديدُهم.
8- تُختَتَمُ السُّورةُ بتَسليةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأمْرِه بالصَّبرِ على أذى أعدائِه.

مقاصد سورة القلم

والذي يتدبر هذه السورة الكريمة، يراها قد اشتملت على مقاصد من أبرزها: تحدى المشركين بهذا القرآن الكريم، والثناء على النبي صلى الله عليه وسلم بأفضل أنواع الثناء ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ.
وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ.
وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ.
والتسلية الجميلة له صلى الله عليه وسلم عما أصابه من أعدائه فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ.
بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ.
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.
ونهيه صلى الله عليه وسلم عن مهادنة المشركين أو ملاينتهم أو موافقتهم على مقترحاتهم الماكرة، قال-تبارك وتعالى-: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ.
وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ، هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ، مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ.
ثم نراها تضرب الأمثال لأهل مكة، لعلهم يتعظون ويعتبرون، ويتركون الجحود والبطر.. إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ، إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ.
وَلا يَسْتَثْنُونَ.
فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ.
فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ.
ثم نرى من مقاصدها كذلك: المقارنة بين عاقبة الأخيار والأشرار، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة.
وتسفيه أفكار المشركين وعقولهم، بأسلوب مؤثر خلاب: أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ، ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ.
أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ..وتهديدهم بأقصى ألوان التهديد: فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ، سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ.
وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ...
ثم تختتم بتكرار التسلية للرسول صلى الله عليه وسلم وبأمره بالصبر على أذى أعدائه: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ، إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ، لَوْلا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ، فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ.
وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ.
وَما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ.
وبعد: فهذه كلمة مجملة عن سورة «القلم» تكشف عن زمان ومكان نزولها.
وعن أهم المقاصد والأهداف، التي اشتملت عليها.
ونسأل الله-تبارك وتعالى- أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا، وأنس نفوسنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.