حديث فقالت ما سألني عن هذه الآية أحد منذ سألت عنها رسول

أحاديث نبوية | عمدة التفسير | حديث عائشة أم المؤمنين

«أنَّها سألَتْ عائِشةَ عن هذه الآيةِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} (النساء: 123)، فقالَتْ: ما سألَني عن هذه الآيةِ أحَدٌ مُنذُ سألتُ عنها رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا عائِشةُ، هذه مُتابَعةُ اللهِ لِلعَبدِ، مِمَّا يُصيبُه مِنَ الحُمَّى والنَّكبةِ والشَّوكةِ، حتى البِضاعةُ يَضَعُها في كُمِّه فيَفزَعُ لها، فيَجِدُها في جَيبِه، حتى إنَّ المُؤمِنَ لَيَخرُجُ مِن ذُنوبِه كما يَخرُجُ التِّبرُ الأحمَرُ مِنَ الكِيرِ.»

عمدة التفسير
عائشة أم المؤمنين
أحمد شاكر
[أشار في المقدمة إلى صحته]

عمدة التفسير - رقم الحديث أو الصفحة: 1/577 -

شرح حديث أنها سألت عائشة عن هذه الآية من يعمل سوءا يجز به النساء


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

الحِسابُ في الآخِرةِ يَكونُ على قَدْرِ عَمَلِ كُلِّ إنْسانٍ مِن الأعْمالِ الصَّالحةِ، أو السَّيِّئةِ، ولكنَّ اللهَ رَحيمٌ بعِبادِهِ المُؤمِنينَ، ويَتَفضَّلُ عليهم في الدُّنْيا والآخِرةِ؛ فيُحاسِبُهم حِسابًا يَسيرًا.
وفي هذا الحَديثِ تَرْوي التَّابِعيَّةُ أُميَّةُ بنتُ عبدِ اللهِ أنَّها سَألَتْ عائشةَ أُمَّ المؤمِنينَ رَضيَ اللهُ عنها، عن مَعْنى هذه الآيةِ: { مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } [ النساء: 123 ]، والمَعْنى: ما مِن ذَنْبٍ يَفعَلُه الإنْسانُ إلَّا ويُحاسِبُه به اللهُ عزَّ وجلَّ، فقالت لها عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها: «ما سَأَلَني عن هذه الآيةِ أحدٌ منذُ سألْتُ عنها رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ»، عن مَعْناها وتَأْويلِها، «فقال: يا عائشةُ، هذه مُتابَعةُ اللهِ للعَبدِ»، حيث يُتابِعُ ربُّنا سُبحانَه أعْمالَ العبدِ، فيُطهِّرُه مِن ذُنوبِه في الدُّنْيا قبْلَ الآخِرةِ، فالمُسلِمُ تُصيبُه النَّكْبةُ ممَّا يُصيبُ الإنْسانَ مِن الحَوادثِ، حتَّى الشَّوكَةُ، وحتَّى البِضاعةُ -والمُرادُ بها: الجُزءُ منَ المالِ- يضَعُها الرَّجلُ في كُمِّ قَميصِه، كما في رِوايةِ التِّرْمِذيِّ، فعندَ تَفقُّدِه لهذا المالِ لا يجِدُه، فيَظُنُّ ضَياعَ هذا المالِ؛ فيَفزَعُ لعَدمِ وُجودِه في كُمِّه؛ لأنَّه تحرَّكَ مِن كُمِّه إلى جَيبِه -وهو مَوضِعُ الصَّدرِ مِنَ الثِّيابِ- فيَجِدُه في جَيبِه، ولم يَفقِدْه، وفي هذا بَيانُ أنَّ مُجرَّدَ هذا الفَزعِ هو مِن العِقابِ الَّذي يُطهِّرُ اللهُ به عبْدَه في الدُّنْيا.
فيَجعَلُ اللهُ تلك المَصائبَ والمَخاوِفَ في مُقابَلةِ سُوءِ عَمَلِه، وتَكونُ هذه الأُمورُ كَفَّاراتٍ للذُّنوبِ، حتَّى إنَّ المؤمِنَ لَيَخرُجُ مِن ذُنوبِه، ويُطهِّرُه اللهُ منها، كما يَخرُجُ خامُ الذَّهبِ الأحمَرِ صافيًا نَقيًّا بعْدَ أنْ يَدخُلَ في النَّارِ، فيَتخلَّصَ ممَّا عَلِقَ به مِن الشَّوائبِ، ثُمَّ تَنالُ رَحْمةُ اللهِ العبدَ في الآخِرةِ.
وقيلَ: إنَّها آيةٌ عامَّةٌ للمُسلِمِ والكافِرِ؛ فمَن يَعمَلْ سُوءًا يُجْزَ به، سَواءٌ كان مُسلِمًا أو كافِرًا؛ لقَولِه قَبلَها: { لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ }، وقيلَ: هي عامَّةٌ في حقِّ المُسلمِينَ، فكلُّ مَن عمِل مِنهُم سُوءًا يُجْزى به، إلَّا أنْ يَتوبَ قبْلَ أنْ يَموتَ، وقيلَ: هي في حقِّ الكُفَّارِ خاصَّةً، بدَليلِ قَولِه تعالى: { وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا } [ النساء: 123 ]، وهذا هو الكافِرُ، وأمَّا المُؤمِنُ فله وَلِيٌّ ونَصيرٌ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ سَعةِ رَحْمةِ اللهِ بعِبادِه المُؤمِنينَ.
وفيه: دَعْوةٌ إلى الصَّبرِ على بَلاءِ الدُّنْيا؛ فإنَّه مِن المُكفِّراتِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
عمدة التفسيرجاء رجل إلى علي بن أبي طالب فقال كيف هذه الآية
عمدة التفسيرأن امرأة سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء
عمدة التفسيرجاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوا عمتي وناسا فلما أتوا
عمدة التفسيرقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحل لكم صيد البحر
عمدة التفسيروضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذقني على منكبه لأنظر إلى
صحيح دلائل النبوةبعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جيشا استعمل عليهم زيد
معجم الشيوخقلت يا رسول الله سمعت فلانا يثني ويقول خيرا يزعم أنك أعطيته دينارين
عمدة التفسيرمن استجد ثوبا فلبسه فقال حين يبلغ ترقوته الحمد لله الذي
معجم الشيوخالتمسوا الرزق في خبايا الأرض
الترغيب والترهيبقلت يا رسول الله حدثني بشيء يوجب لي الجنة قال موجب الجنة إطعام
تاريخ دمشقأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام وأخبرت أنه بعث
الأحكام الشرعية الصغرىبينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره والناس


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب