شرح حديث كان الرجل إذا أسلم علمه النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة ثم
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
الصَّلاةُ عِمادُ الدِّينِ، وهِيَ ما يَجِبُ على المسلِمِ تَعَلُّمُه بعْدَ الشَّهادَتينِ، فكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَحرِصُ على تَعليمِ المسْلِمين أركانَها وسُنَنَها وآدابَها.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ طارقُ بنُ أَشْيَمَ الأشجعيُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا دَخَلَ أحدُهم في الإسلامِ حَديثًا، عَلَّمَه مَسائلَ الصَّلاةِ مِن شُروطِها وأَرْكانِها، ثُمَّ يَأمُرُه أن يَدعوَ بِهؤلاءِ الكَلِماتِ: «اللَّهمَّ اغْفِرْ لي» بِمَحْوِ ذُنوبي، «وارْحَمْنِي»، فأنْزِلْ وأسبِغْ علَيَّ رَحمةً مِن عِندكَ بِإيصالِ المَنافعِ والمَصالِحِ لي، فأرادَ الرَّحمةَ بعْدَ المغفِرةِ لِيَتكامَلَ التَّطهيرُ؛ فالمَغفِرةُ سَتْرُ الذُّنوبِ ومَحْوُها، والرَّحمَة إيصالُ الخَيراتِ؛ ففي الأوَّلِ طَلَبُ الزَّحْزَحةِ عنِ النَّارِ، وفي الثَّاني طَلَبُ إدخالِ الجَنَّةِ، وهذا هُو الفَوزُ العَظيمُ، «واهْدِني» إلى سَبيلِ السَّلامَةِ، أو ثَبِّتْني على نَهْجِ الاستِقامَةِ، «وعافِني» في الدِّينِ والدُّنيا ونَجِّني مِن البلاءِ والمعاصي والآثامِ ومِنْ كُلِّ مَرَضٍ، سَواءٌ كان مِن أَمْرَاضِ القُلوبِ أو أَمراضِ الأبْدَانِ، «وارْزُقْنِي» الرِّزْقَ الَّذي يَقومُ به البَدَنُ مِنَ الطَّعامِ والشَّرابِ واللِّباسِ والمَسكَنِ وغَيرِ ذلك، والرِّزْقَ الَّذي يَقومُ به القَلْبُ، وهو العِلْمُ النَّافعُ والعَملُ الصَّالحُ، فاجعَلْ لي ما يَكْفيني في الدُّنيا، وفي الآخرةِ ارزُقْني وأعْطِني الدَّرجاتِ العُلْيا.
وهذه الكَلِماتُ جَامعةٌ لجَميعِ خَيراتِ الدُّنيا والآخِرَةِ؛ ففِيها طَلَبُ المغْفِرَةِ، والمَغْفِرَةُ النَّجاةُ مِنَ السَّيِّئاتِ والآثامِ والعُقوباتِ، وفيها طَلَبُ الرَّحمةِ، والرَّحمةُ حُصولُ المَطْلُوباتِ؛ لِأَنَّ الإنسانَ لا يَتِمُّ له الأمرُ إِلَّا إذا نَجا منَ المكروبِ وفازَ بالمَطلوبِ.
وفي الحَديثِ: تَعليمُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ النَّاسَ جَوامعَ الدُّعاءِ.
وفيه: بَيانُ حاجةِ العبدِ للتَّضرُّعِ لربِّه بالدُّعاءِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم