حديث إن الشيطان يحضر أحدكم

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث جابر بن عبدالله

«إنَّ الشَّيْطانَ يَحْضُرُ أحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شيءٍ مِن شَأْنِهِ، حتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعامِهِ، فإذا سَقَطَتْ مِن أحَدِكُمُ اللُّقْمَةُ، فَلْيُمِطْ ما كانَ بها مِن أذًى، ثُمَّ لِيَأْكُلْها، ولا يَدَعْها لِلشَّيْطانِ، فإذا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أصابِعَهُ؛ فإنَّه لا يَدْرِي في أيِّ طَعامِهِ تَكُونُ البَرَكَةُ. وفي روايةٍ: إذا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أحَدِكُمْ... إلى آخِرِ الحَديثِ، ولَمْ يَذْكُرْ أوَّلَ الحَديثِ: إنَّ الشَّيْطانَ يَحْضُرُ أحَدَكُمْ.»

صحيح مسلم
جابر بن عبدالله
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 2033 -

شرح حديث إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

علَّمنا الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ احتِرامَ النِّعمِ وتَقديرَها، كما حثَّ على شُكرِ المنَنِ والخيرِ الَّذي يُسخِّرُه سُبحانَه وتَعالَى للنَّاسِ، فعَلَّمَنا الكثيرَ مِن الآدابِ الخاصَّةِ بالطَّعامِ والشَّرابِ، وكَيفيَّةِ الوقايةِ مِن الشَّيطانِ.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الشَّيْطانَ يَحضُرُ الإنسانَ عندَ كلِّ شَيءٍ مِن شأْنِه، أي: في أمرِه كلِّه، ظاهرًا وباطنًا، عِبادةً وعادةً، فيَدخُلُ عليه بالوساوسِ وغيرِها؛ ليَكونَ له منه نَصيٌب، حتَّى إنَّه يَحضُرَ عند تَناوُلِ الإنسانِ طعامَه، وهذا يُوجِبُ على المسْلمِ أنْ يَتعوَّذَ باللهِ مِن الشَّيطانِ، ويُسمِّيَ اللهَ تعالَى عندَ حُضورِ الطَّعامِ؛ فإنَّه يُكْفى مَضرَّةَ الشَّيطانِ ووَسْوسَتَه.
ولهذا أرشَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أنَّه إذا وقعَتْ مِن يَدِ أحدٍ اللُّقمَةُ على الأرضِ أنْ يُزِيلَ ويَمسَحَ ما علَقَ بها مِن أذًى، كالتُّرابِ ونحْوِه، وهذا إذا لم تقَعْ على مَوضعٍ نجِسٍ أو قَذرٍ، ولا يَترُكْها لِلشَّيطانِ ليَأكُلَها، ولأنَّ في تَركِها تَكبُّرًا عن أخْذِها ونِسيانَ حقِّ اللهِ تعالَى فيها وطاعةَ الشَّيطانِ في ذلك، وصارتْ تلك اللُّقمةُ مُناسِبةً للشَّيطانِ، فصارت طَعامَه، مع ما فيها مِن إضاعةِ نِعمةِ اللهِ تعالَى واستحقارِها.
ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فإذا فرَغَ» الإنسانُ المسْلمُ مِن طَعامِه «فَلْيَلعَقْ»، أي: يَلْحَسْ أصابعَه؛ «فإنَّه لا يَدري في أيِّ طعامِه» أي: في أيِّ أَجزائِه، تَحصُلُ وتُوجَدُ «البركةُ» أفي السَّاقطِ، أم في الَّذي يكونُ في القَصعةِ، أم في الَّذي يكونُ على الأصابعِ، والبركةُ هي الزِّيادةُ وثبوتُ الخيرِ والانتفاعُ به، والمرادُ هنا: ما يَحصلُ به التَّغذيةُ وتَسلَمُ عاقبتُه مِن أذًى، ويُقوِّي على طاعةِ اللهِ، وغير ذلك.
وفي حَديثٍ آخَرَ عندَ مُسلمٍ مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «ولْيَسْلُتْ أحَدُكُم الصَّحْفةَ»، أي: وَلْيَمسَحْ ويَتتَّبعْ ما بَقيَ فيها مِنَ الطَّعامِ، والصَّحْفةُ هي الوعاءُ الَّذي يكونُ فيه الطَّعامُ، والَّتي يَأكُلُ عليها خمْسةُ أنفُسٍ، والمرادُ بها هنا مَطْلقُ الإناءِ، فهذا مِن جُملةِ الطَّعامِ الَّذي ربَّما يكونُ فيه البركةُ.
وهذا مِن بابِ حِفظِ نِعَمِ اللهِ سُبحانه، وشُكرِ مِننِه، وتَقديرِ الخيرِ الَّذي يُسخِّرُه سُبحانَه وتَعالَى للنَّاسِ، والطَّعامُ مِن أعظَمِ هذه النِّعمِ؛ فبِهِ حَياةُ الإنسانِ وقوَّتُه، كما جعَل فيه لذَّتَه؛ ولذلك أُمِر بالحمْدِ بعدَ تناوُلِه، والشُّكرِ على إحسانِه به، يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } [ البقرة: 172 ]، ومِن شُكرِ نِعمةِ الطَّعامِ احتِرامُها وعدمُ إلقائِها، ورَفعُها عن مَواضِعِ الإهانةِ والقَذارةِ، وحِفظُها عمَّا يُفسِدُها.
وفي الحديثِ: بيانُ هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في تناوُلِ الطَّعامِ.
وفيه: أنَّ مِن هدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَعْقَ الأصابعِ بعدَ الطَّعامِ.
وفيه: التَّحذيرُ مِنَ الشَّيطانِ، والتَّنبيهُ على مُلازمَتِه الإنسانَ في سائرِ تَصرُّفاتِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمالعين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا
صحيح مسلممن عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة قيل يا رسول الله وما
صحيح مسلمإن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعدني
صحيح مسلممن مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق
صحيح مسلمكانت امرأة من بني إسرائيل قصيرة تمشي مع امرأتين طويلتين فاتخذت رجلين من
صحيح مسلمالعبادة في الهرج كهجرة إلي
صحيح مسلمسيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة
صحيح مسلمسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول
صحيح مسلمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال أنا
صحيح مسلمأن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح مسلممنعت العراق درهمها وقفيزها ومنعت الشأم مديها ودينارها ومنعت مصر إردبها ودينارها وعدتم
صحيح مسلمسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة لا يقتل قرشي


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, December 3, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب