شرح حديث ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط إلا
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
المرأةُ للرَّجلِ إمَّا زَوجةٌ له، وإمَّا إحدى مَحارمِه، وإمَّا أجنبيَّةٌ عنه، وأقْصى ما جَعَله الإسلامُ في حُدودِ تَعامُلِ الرَّجلِ مع المرأةِ الأجنبيَّةِ، هو الكلامُ بالمعروفِ في المكانِ المفتوحِ أمامَ النَّاسِ جميعًا، في غيرِ رِيبةٍ ولا شَهوةٍ، ومِن غيرِ تَماسٍّ ولا تَقارُبٍ ولا مُصافَحةٍ ولا ما فَوْقَ ذلك.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما مَسَّ بيدِهِ امْرأةً قَطُّ، والمرادُ بها: المرأةُ الَّتي ليْست مِن مَحارِمِه، إلَّا أنْ يأخُذَ علَيها البَيْعةَ، والمبايَعةُ هي المُعاقَدةُ والمُعاهَدةُ على الالتِزامِ بما يُوجِبُه اللهُ ورَسولُه، وسُمِّيتْ بذلك تَشبيهًا بالمُعاوَضةِ الماليَّةِ، كأنَّ كلَّ واحدٍ منهما يَبِيعُ ما عِندَه مِن صاحبِه؛ فمِن طرَفِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وَعْدٌ بالثَّوابِ، ومِن طَرَفِهم: الْتزامُ الطَّاعةِ، وكانت تُؤخَذُ البَيعةُ مِن الرِّجالِ والنِّساءِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأخُذُ البَيعةَ مِن الرِّجالِ بالمُصافَحةِ؛ يَضَعوا أيدِيَهم في يَدِه، أمَّا النِّساءُ فكانت المبايَعةُ لهنَّ بالقولِ، يَقِلُّ لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اذْهَبي؛ فقدْ بايعْتُكِ، أي: إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأخُذُ منهنَّ البَيعةَ مُشافَهةً دونَ المصافَحةِ كما فَعَل مع الرِّجالِ، ولَوْ كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ماسًّا أحدًا مِن النِّساءِ لَكانَ مِن الأَوْلى مَسُّ المبايِعاتِ، ولأخَذَ البَيعةَ مِنهنَّ باليَدِ.
وفي الحديثِ: بيانُ هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مُبايعتِه للنِّساءِ، والإرشادُ إلى عدمِ مَسِّ الرَّجُلِ للنِّساءِ الأجنبيَّاتِ عنه.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم