شرح حديث جئنا بعبد الله بن الزبير إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحنكه
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كانَ الصَّحابةُ رِضوانُ اللهِ علَيهِم يُحضِرون أبناءَهُم المَولودينَ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لِيَنالوا بَركةَ دُعائهِ وشَرَفَ لِقائِه.
وفي هذا الحديثِ تَروي أمُّ المؤمِنينَ عائشَةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّهم جاؤوا بعبدِ الله بنِ الزُّبَيْرِ رَضيَ اللهُ عنهما لَمَّا وُلِد -وكان أوَّلَ مَولودٍ للمسْلِمين بعْدَ الهجرةِ إلى المدينةِ- ليُحنِّكَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والتَّحنيكُ هو أنْ يَمضُغَ التَّمْرُ أو شَيءٌ حُلْوٌ بفَمِ المحنِّكِ، ثُمَّ يَدلُكَ به فَمُ المولودِ لِيَمتَصَّ مِنها ما يَقدِرُ عليهِ، والقصدُ به: أنْ يكونَ أوَّلُ ما يَدخُلُ جَوفَه رِيقُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأعظِمْ به بَرَكةً وشَرفًا!
ثمَّ أخبَرَت أمُّ المؤمِنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّهم بَحَثوا عن تَمْرَةٍ لِيُحَنِّكوا بها المولودَ، فعَزَّ عليهم طَلَبُها، يعني: لم يَجِدوا تَمرةً واحدةً؛ وذلك لعدَمِ وُجودِ التَّمْرِ بسَببِ شدَّةِ الحاجةِ، أو لكونِه زَمنًا لا يَتوفَّرُ فيه التَّمرُ.
وفي رِوايةٍ أُخرى لمسْلمٍ: قالت أمُّ المؤمِنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها: «فمَكَثْنا ساعةً نَلتَمِسُها قبْلَ أنْ نَجِدَها» أي: إنَّهم ظَلُّوا فترةً يَبحَثون عن تَمرةٍ حتَّى وَجَدوها وجاؤوا بها إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فمَضَغها، ثمَّ وضَعَها في فَمِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ رَضيَ اللهُ عنهما، وفي الرِّوايةِ السَّابقةِ ذَكَرَت عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ أوَّلَ شَيءٍ دَخَل بَطْنَه رِيقُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحديثِ: أنَّ مِن هَديِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تحنيكَ الأطفال.
وفيه: فَضلُ عبدِ الله بن الزُّبَيْرِ رَضيَ اللهُ عنهما.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم