حديث وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما فوقع

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث سعد بن أبي وقاص

«كُنَّا مع النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سِتَّةَ نَفَرٍ، فَقالَ المُشْرِكُونَ للنَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اطْرُدْ هَؤُلَاءِ؛ لا يَجْتَرِئُونَ عَلَيْنَا. قالَ: وَكُنْتُ أَنَا، وَابنُ مَسْعُودٍ، وَرَجُلٌ مِن هُذَيْلٍ، وَبِلَالٌ، وَرَجُلَانِ لَسْتُ أُسَمِّيهِمَا، فَوَقَعَ في نَفْسِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ما شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقَعَ، فَحَدَّثَ نَفْسَهُ، فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} (الأنعام: 52).»

صحيح مسلم
سعد بن أبي وقاص
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 2413 -

شرح حديث كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتألَّفُ قُلوبَ زُعماءِ المشْرِكين وكُبَرائهِم؛ حتَّى يَدخُلوا الإسلامَ؛ ليَدخُلَ أقوامُهم معهم، فمِنهم مَن آمَنَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومنهم مَن ظَلَّ على كُفرِه ومُحارَبةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي سَعدُ بنُ أَبي وَقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم كانوا مَع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ستَّةَ أَشخاصٍ مِن فُقراءِ المسْلِمين، وهذا في أوَّلِ الإسلامِ في مكَّةَ؛ لأنَّ سَعدَ بنَ أبي وَقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه مِن السَّابقين إلى الإسلامِ؛ أسلَمَ وأسلَمَ معه جَماعةٌ، فقالَ المشرِكونَ مِن ساداتِ وأشرافِ قُريشٍ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اطْرُدْ وأَبْعِدْ عنكَ هَؤلاءِ المواليَ والفُقراءَ، استصغارًا لهم وكِبرًا في أنفُسِهم، «لا يَجتَرِئون عَلينا»، أي: لا يَكون لَهُم جَراءةٌ عَلينا في قُربِهم ومُخاطَبتِهم لنا؛ وذلك إنْ كُنتَ تُريدُ أنْ نُؤمِنَ بكَ ونَدخُلَ عَليك، وكان هؤلاء المشْرِكون أشرافَ قَومِهم، قيل: كان منهم عُيَينةُ بنُ حِصنٍ، والأقرعُ بنُ حابسٍ، وعُتْبةُ بنُ رَبيعةَ، وشَيْبةُ بنُ رَبيعةَ، ومُطعِمُ بنُ عَديٍّ، والحارثُ بنُ نَوفلٍ، وقَرَظةُ بنُ عَبدِ عَمرٍو، أنِفُوا مِن مُجالَسةِ ضُعفاءِ أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
قال سَعدٌ رَضيَ اللهُ عنه: «وكُنتُ أَنا، وابنُ مَسعودٍ، ورَجلٌ مِن هُذيلٍ، وبِلالٌ، ورَجلانِ لَستُ أُسمِّيهما»، أي: لا أُسمِّيهما لِمَصْلَحةٍ فِي ذلِك عِندي، وقيل: لا أَتَذَكَّرُهما للنِّسيانِ، والرَّجلُ مِن هُذَيلٍ والرَّجلانِ الآخَرانِقيلَ هُم: صُهَيْبٌ، وعَمَّارٌ، والمِقدادُ رَضيَ اللهُ عنهم، فوَقعَ في نَفسِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما شاءَ اللهُ أنْ يَقَعَ، أي: مِنَ المَيْلِ إِلى بُعدِهم عن مَجلسِه الَّذي يَجتمِعُ فيه مع هؤلاء المشْرِكين؛ طَمعًا في إِسلامهم، فحَدَّثَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نفسَه أن يَطْرُدَهم حالَ وُجودِ الأَكابرِ عِندَه؛ لِما عَلِم مِن قُوَّةِ إيمانِهم، وأنَّ ذلك لا يَضُرُّهم ولا يَنقُصُ لهم قَدْرًا، وأنَّ تَقريبَ المشْرِكين يُؤدِّي لِإسلامِهم وإسلامِ قَومِهم، ويُشبِهُ هذا ما كان يَفعَلُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن إعطاءِ أموالٍ للمُؤلَّفةِ قُلوبُهم، ومَنعِ ذلك عن بَعضِ مُحتاجي المؤمِنينَ اكتفاءً بما وَقَر في قُلوبِهم مِن نُورِ الإيمانِ المُغْني عن التَّألُّفِ، ورَأى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ذلك لا يُفوِّتُ أصحابَه شيئًا؛ فأَنزلَ اللهُ تَعالَى: { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } [ الأنعام: 52 ]، فنَهاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ عن طَردِهم، وهُم الَّذين يُريدونَ بِعبادِتِهم رِضا اللهِ تَعالَى ولَيس أَشياءَ أُخَرَ مِن أَغراضِ الدُّنيا.
وأمَرَه أنْ يَصبِرَ نفْسَه معهم ويَصحَبَهم بقولِه: { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }، فألْزِمْ نفْسَكَ بصُحبةِ الَّذين يَدْعُون ربَّهم دُعاءَ عِبادةٍ ودُعاءَ مَسألةٍ أوَّلَ النَّهارِ وآخِرَه، مُخلِصين له، { وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } فلا تَتجاوَزْ عَيناكَ فتَنظُرَ بَعيدًا عنهم، تُريدُ بذلك مُجالَسةَ أهْلِ الغِنى والشَّرفِ، وهُم مِن الغافِلين والمشْرِكين، { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } [ الكهف: 28 ] فَأمَرك بتَنحيةِ الفُقراءِ عن مَجلِسِكَ، وقَدَّم اتِّباعَ ما تَهواهُ نفْسُه على طاعةِ ربِّه، وكانتْ أعمالُه ضَياعًا.
وفي الحديثِ: كَرامةُ هَؤلاءِ النَّفَرِ السِّتَّةِ وأنَّهم كانوا مِن أهْلِ مَحبَّةِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ لقَصدِهم وَجْهَه سُبحانه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلملا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها
صحيح مسلمانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم أيمن فانطلقت معه فناولته
صحيح مسلمقال أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه
صحيح مسلملما نزلت هذه الآية ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا
صحيح مسلمكنا في دار أبي موسى مع نفر من أصحاب عبد الله وهم ينظرون
صحيح مسلمكنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين أبي عبيدة بن الجراح
صحيح مسلمصلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلنا لو جلسنا
صحيح مسلمكان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس
صحيح مسلمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا إلى حي من أحياء العرب
صحيح مسلمرأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة قال فجعلت قريش تمر عليه
صحيح مسلمأنه كان إذا خرج إلى مكة كان له حمار يتروح عليه إذا مل


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 25, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب