شرح حديث انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم أيمن فانطلقت معه
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكرِمُ حاضنتَه ومُربِّيتَه أُمَّ أيمَنَ رَضيَ اللهُ عنها، ويَبَرُّها مَبرَّةِ الأُمِّ، ويُكثِرُ مِن زِيارتِها، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِندها كالولدِ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذهَبَ إلى أُمِّ أيمنَ، وهي أُمُّ أُسامةَ بنِ زيدٍ رَضيَ اللهُ عنهم، فَأَعطَت النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إناءً فيه شَرابٌ، وكان تُريدُ إكرامَه وتَحيَّتَه، فامتَنَعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن أخذِه وشُربِ ما فيه، ثمَّ بَيَّن أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه لا يَدْري سَببَ امتناعِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الشُّربِ؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يُبِّينْ لأُمِّ أيمَنَ، ولم يكُنْ أنسٌ رضي الله عنه يَعلَمُ كونَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صائمًا؛ لذلك أمسَكَ عن الشُّربِ، أو أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان مُفطِرًا إلَّا أنَّه لم يُرِدِ الشُّربَ لشِبَعٍ ونحوِه.
وأخبَرَ أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا امتَنَعَ عن الشَّرابِ، جَعلَتْ «تَصخَبُ عليه» أي: تَصيحُ وتَرفَعُ صَوتَها؛ إِنكارًا لامتناعِه عَنِ الشَّرابِ، وتُلِحُّ عليه أنْ يَشرَبَ، وكانت أيضًا تَتَذمَّرُ وتَتكلَّمُ باِلغضَبِ كما تَفعَلُ الوالدةُ بوَلدِها، وفِعلُ أُمِّ أيمنَ رَضيَ اللهُ عنه يدُلُّ على عَظيمِ حُبِّها لِلنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَرغْبَتِها الشَّديدةِ في أنْ يَشربَ ما صنَعَتْه لِأجْلِه، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقبَلُ منها ذلك لكَونِها حَضَنَتْه ورَبَّتْه؛ فهي بمَنزلةِ أُمِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحديثِ: زِيارَةُ الصَّالحِ لِمَنْ هو دُونَه.
وفيه: تَواضع النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحُسنُ عِشرتِه مع أصحابِه.
وفيه: فضْلُ أمِّ أَيمنَ رَضيَ اللهُ عنها.
وفيه: بَيانُ أنَّ للضَّيفِ الامتناعَ مِن الطَّعامِ والشَّرابِ الَّذي يَحضُرُه المضيفُ إذا كان له عُذرٌ؛ مِن صَومٍ أو غيرِه.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم