حديث فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد وفي رواية

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث عمران بن الحصين

«بيْنَما رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَامْرَأَةٌ مِنَ الأنْصَارِ علَى نَاقَةٍ، فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا، فَسَمِعَ ذلكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: خُذُوا ما عَلَيْهَا وَدَعُوهَا؛ فإنَّهَا مَلْعُونَةٌ. قالَ عِمْرَانُ: فَكَأَنِّي أَرَاهَا الآنَ تَمْشِي في النَّاسِ، ما يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ. وفي رواية: قالَ عِمْرَانُ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إلَيْهَا، نَاقَةً وَرْقَاءَ. وفي رواية: فَقالَ: خُذُوا ما عَلَيْهَا وَأَعْرُوهَا؛ فإنَّهَا مَلْعُونَةٌ.»

صحيح مسلم
عمران بن الحصين
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 2595 -

شرح حديث بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

الدُّعاءُ بالشَّرِّ أو باللَّعنِ ليْس مِن صِفاتِ المسْلمِ؛ لأنَّ الإسلامَ يحُضُّ على التَّراحُمِ والمودَّةِ وحُسنِ التَّعامُلِ بيْنَ النَّاسِ، والرَّحمةِ والإحسانِ بالدَّوابِّ والحيواناتِ، والدُّعاءُ باللَّعنِ يَتعارَضُ مع هذه المعاني، ويُنافي أخلاقَ المؤمِنينَ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي عِمرانُ بنُ الحُصَينِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسُولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان في بَعضِ أَسفارِه، وكانت امرأةٌ مِن الأَنصارِ -وهُم أهلُ المدينةِ- تَركَبُ ناقتَها «فَضَجِرَت» المرأةُ وسَئِمَت مِن النَّاقةِ، وكأنَّ النَّاقةَ كانت بَطيئَةَ المَشيِ، أو ضَجِرَت النَّاقةُ ونَفَرَت وعانَدَت، فلَعَنَتْها المرأةُ، أي: دَعَتْ عَليها بالإِبعادِ مِن رَحمةِ اللهِ، فسَمِعَ ذلكَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقال لمَن معه: «خُذوا ما عَليها» أي: ما على النَّاقةِ مِن مَتاعٍ وأحمالٍ، واتْرُكوها، وفي روايةٍ: «وأَعْرُوها»، أي: واجْعَلوها عاريةَ الظَّهرِ، ليسَ عليه شَيءٌ؛ «فإنَّها مَلعونَةٌ» أي: دَعَت عليها صاحبتُها باللَّعنِ، ومع أنَّ لَعْنَ الدَّابَّةِ لا يُبعِدُها عن رَحمةِ اللهِ؛ إذ لا ذَنْبَ لها فيما كان مِن مالكتِها، لكنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بذلك زَجْرًا وتَأديبًا للمرأةِ؛ فقدْ نَهى قبْلَ ذلك عن لَعنِ الدَّوابِّ، فهي خِلقةُ اللهِ وصَنْعتُه، ولَعْنُ المصنوعِ إساءةٌ للصَّنعةِ وإساءةٌ للصَّانعِ، فعادت العقوبةُ في ذلك والذَّمُّ على المرأةِ الَّتي كانت منها اللَّعنةُ، وعادَ ذلك تَخفيفًا عن النَّاقةِ مِن الحمْلِ عليها، ورُكوبِها مِن مالكِها.
ثمَّ قال عِمرانُ بنُ حُصَينٍ رَضيَ اللهُ عنه وهو يُحدِّثُ بهذا الحديثِ: «فكأنِّي أَراها الآنَ تَمْشي في النَّاسِ ما يَعرِضُ لها أحدٌ» أي: حدَّث عِمرانُ رَضيَ اللهُ عنه بهذا الحديثِ بعْدَ زَمنٍ مِن حُدوثهِ، وكان ساعةَ الحادثةِ قدْ رأى النَّاقةَ وقدْ جُرِّدت، ثمَّ أُطلِقَت في الصَّحراءِ تَنفيذًا لأمرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَستحضِرُ تلك الصُّورةَ؛ تأكيدًا منه على قوَّةِ حِفظِه للحديثِ.
وفي رِوايةٍ ذَكَر أنَّها ناقةٌ «وَرقاءُ» وهيَ الَّتي في لَونِها بَياضٌ إِلى سوادٍ، فيَكونُ لَونُها كَلَونِ الرَّمادِ تَقريبًا.
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن اللَّعنِ.
وفيه: العقوبةُ على اللَّعنِ، وكُرهُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ له.
وفيه: مُبالغةُ الصَّحابةِ في امتثالِ أمرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فلم يَنْهَهُم عن بَيعِها أو الانتفاعِ بها بأيِّ صُورةٍ أُخرى، لكنَّهم تَرَكوها تمامًا زيادةً في تَعظيمِ أمرِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمبينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم إذ بصرت بالنبي صلى الله
صحيح مسلمأن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده فلما
صحيح مسلمقيل يا رسول الله ادع على المشركين قال إني لم أبعث لعانا وإنما
صحيح مسلمكانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله صلى الله
صحيح مسلمكنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف
صحيح مسلممر هشام بن حكيم بن حزام على أناس من الأنباط بالشام قد أقيموا
صحيح مسلمقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إني لا أدري
صحيح مسلمجاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهما تمرة
صحيح مسلمقلت لأبي هريرة إنه قد مات لي ابنان فما أنت محدثي عن رسول
صحيح مسلمأتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها فقالت يا نبي الله
صحيح مسلمقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير
صحيح مسلمأنه سمع عبد الله بن مسعود يقول الشقي من شقي في بطن أمه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 25, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب