حديث من قتل الرجل قالوا ابن الأكوع قال له سلبه أجمع

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث سلمة بن الأكوع

«غَزَوْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ هَوَازِنَ، فَبيْنَا نَحْنُ نَتَضَحَّى مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذْ جَاءَ رَجُلٌ علَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، فأنَاخَهُ، ثُمَّ انْتَزَعَ طَلَقًا مِن حَقَبِهِ، فَقَيَّدَ به الجَمَلَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ يَتَغَدَّى مع القَوْمِ، وَجَعَلَ يَنْظُرُ وَفِينَا ضَعْفَةٌ وَرِقَّةٌ في الظَّهْرِ، وَبَعْضُنَا مُشَاةٌ، إذْ خَرَجَ يَشْتَدُّ، فأتَى جَمَلَهُ، فأطْلَقَ قَيْدَهُ ثُمَّ أَنَاخَهُ، وَقَعَدَ عليه، فأثَارَهُ فَاشْتَدَّ به الجَمَلُ، فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ علَى نَاقَةٍ وَرْقَاءَ. قالَ سَلَمَةُ: وَخَرَجْتُ أَشْتَدُّ فَكُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ النَّاقَةِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حتَّى كُنْتُ عِنْدَ وَرِكِ الجَمَلِ، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ حتَّى أَخَذْتُ بخِطَامِ الجَمَلِ فأنَخْتُهُ، فَلَمَّا وَضَعَ رُكْبَتَهُ في الأرْضِ اخْتَرَطْتُ سَيْفِي، فَضَرَبْتُ رَأْسَ الرَّجُلِ، فَنَدَرَ، ثُمَّ جِئْتُ بالجَمَلِ أَقُودُهُ عليه رَحْلُهُ وَسِلَاحُهُ، فَاسْتَقْبَلَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالنَّاسُ معهُ، فَقالَ: مَن قَتَلَ الرَّجُلَ؟ قالوا: ابنُ الأكْوَعِ، قالَ: له سَلَبُهُ أَجْمَعُ.»

صحيح مسلم
سلمة بن الأكوع
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 1754 -

شرح حديث غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن فبينا نحن نتضحى


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم يَرْوُون مِن مَواقفِهم مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَحرِصون في ذلك على إبرازِ ما تَرتَّبَ على تلك المواقفِ مِن أحكامٍ وتَشريعاتٍ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ سَلَمَةُ بنُ الأَكْوَعِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم غَزُوا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ «هَوَازِنَ»، وهي قَبِيلةٌ مِن قَبائلِ العَرَبِ كانتْ تَسكُنُ الطائِفَ وما حولَها، وكانت حربُهم في غزوةِ حُنَيْنٍ في السَّنةِ الثَّامنةِ مِن الهجرةِ.
قال سَلَمةُ رَضيَ اللهُ عنه: «فبَيْنَا نحن نَتضَحَّى»، أي: نستريحُ ساعةَ الضُّحَى ونأكُل مَعَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذ جاء رجلٌ على جَمَلٍ أَحْمَرَ، «فأنَاخَه»، أي: أَنَامَ جملَه وأرقَدَه، «ثُمَّ انتَزَع طَلَقًا مِن حَقَبِه فقيَّد به الجَمَلَ» أي: انتَزَع حبلًا مِن على بطنِ البعيرِ ثُمَّ قيَّده به.
«ثُمَّ تقدَّم يتغدَّى» أي: يَأكُلُ مع القومِ، «وجَعَل يَنظُر»، وكأنَّه يَستطلِعُ أمورَ المسلمين المحارِبِين، وظاهرُه أنَّه دخَلَ في جَيشِ المسْلِمين كأنَّه واحدٌ منهم يَتجسَّسُ عليهم ويَعرِفُ أُمورَهم وعَتادَهم، وفي رِوايةِ البُخاريِّ: «أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَينٌ مِن المشْرِكين»، وكان في جَيشِ المسْلِمين بعضُ الضُّعفاءِ «ورِقَّةٌ في الظَّهْرِ»، وهذا كنايةٌ عن أنَّ الدَّوابَّ قَليلةٌ وضَعيفةٌ، وكان بعضُهم يَمْشي ليْس له دابَّةٌ يَركَبُها، فانصَرَفَ الرَّجلُ المشْرِكُ «يَشتدُّ»، أي: يُسرِعُ في مَشيِه، «فأتَى جَمَلَه فأَطْلَق قَيْدَه، ثُمَّ أَنَاخَ وقَعَد عليه، فأثارَه» والإثارةُ: إقامةُ الجَملِ مِن مَكانِه، «فاشتدَّ به الجملُ» أي: أسرَعَ لِيَهرَبَ مِن مُعسكَرِ المسْلِمين، فاتَّبعَه رجلٌ على ناقةٍ وَرْقَاءَ، والوَرْقاءُ: هي النَّاقَةُ البيضاءُ.
قال سَلَمَةُ بنُ الأَكْوَعُ -وكان رَضيَ اللهُ عنه مِن أسرَعِ النَّاسِ عَدْوًا وجَرْيًا-: «وخرجتُ أشتدُّ، فكنتُ عندَ وَرِكِ النَّاقةِ» يُريدُ: أنَّه مِن سُرعتِه رَضيَ اللهُ عنه دونَ أنْ يَركَبَ شيئًا لَحِقَ بالنَّاقةِ الَّتي عليها الرَّجلُ الَّذي يَلحَقُ بالمشْرِكِ، «ثُمَّ تقدَّمتُ حتَّى كنتُ عندَ وَرِكِ الجَمَلِ» أي: إنَّه سَبَق تلك النَّاقةَ حتَّى لَحِقَ بالمشْركِ وهو على جَملِه، «ثُمَّ تَقدَّمتُ حتَّى أخذتُ بِخِطَامِ الجَملِ فأَنَخْتُه»، والخِطامُ: هو الحَبْلُ الَّذِي يكونُ في أَنْفِ الجَملِ لِيُشَدَّ مِنه ويُقادَ به، «فلمَّا وضَع» الجَملُ «رُكبَتَه في الأرضِ اخْتَرَطْتُ سَيفِي»، أي: سَحَبْتُ سَيفي مِن غِمْدِه وأَمْسَكتُ به، «فضَرَبتُ رأسَ الرَّجُلِ فنَدَر»، أي: فطَار رأسُ الرَّجُلِ وانفصَل عن جَسدِه، ثُمَّ جئتُ بالجَمَلِ أَقُودُه، عليه رَحْلُه وسِلاحُه، فاسْتقبَلنِي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والنَّاسُ معَه، فسَأل صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مَن قَتَل الرجُلَ؟ قال: ابنُ الأَكْوَعِ، قال: له سَلَبُه أَجْمَعُ»، والسَّلَبُ: مَتاعُ المحارِبِ وما يكونُ معه مِن سِلاحٍ وعُدَّةٍ.
وفي الحديثِ: أخْذُ المُجاهِدِ مَتاعَ مَن يَقتُله مِن الكُفَّار بعدَ إذنِ القائدِ.
وفيه: قَتلُ الجاسوسِ في الحربِ.
وفيه: بيانُ فَضلِ سَلَمةَ بنِ الأكْوعِ رَضيَ اللهُ عنه وسُرعتِه وقُوَّتِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمغزونا فزارة وعلينا أبو بكر أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا
صحيح مسلمإن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي رسول الله صلى الله
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا قالت فغرت
صحيح مسلمشهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا وصف فيه الجنة حتى
صحيح مسلمأن رجلا جعل يمدح عثمان فعمد المقداد فجثا على ركبتيه وكان رجلا ضخما
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر القسامة على ما كانت عليه
صحيح مسلمإني لقاعد مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل يقود آخر
صحيح مسلملما نزلت من يعمل سوءا يجز به النساء بلغت من المسلمين مبلغا
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم
صحيح مسلمأن عبدا لحاطب جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو حاطبا فقال
صحيح مسلمكان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال للنبي صلى الله
صحيح مسلمأن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا والله ما


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب