حديث قال مصائب الدنيا والروم والبطشة أو الدخان شعبة الشاك في البطشة

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث عبدالرحمن بن أبي ليلى

«عَنْ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، في قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} (السجدة: 21)، قالَ: مَصَائِبُ الدُّنْيَا، وَالرُّومُ، وَالْبَطْشَةُ، أَوِ الدُّخَانُ. شُعْبَةُ الشَّاكُّ في البَطْشَةِ أَوِ الدُّخَانِ.»

صحيح مسلم
عبدالرحمن بن أبي ليلى
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 2799 -

شرح حديث عن أبي بن كعب في قوله عز وجل ولنذيقنهم من العذاب الأدنى


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

حَذَّر اللهُ سُبحانه العُصاةَ في القرآنِ وعلى لِسانِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن العذابِ في الدُّنيا والآخرةِ جَزاءَ عِصيانِهم، كما أوضَحَ لهم طَريقَ التَّوبةِ بأنْ يَرجِعوا عن العِصيانِ إلى طاعةِ اللهِ؛ حتَّى يَغفِرَ لهم ويَرحَمَهم.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التَّابعيُّ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي لَيْلى أنَّ أُبَيَّ بنَ كَعبٍ رَضيَ اللهُ عنه فَسَّر قَولَ اللهِ عزَّ وجلَّ: { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ }، بأنَّ العَذابَ الأَدْنَى هو مَصائبُ الدُّنيا، أي: ما يُصيبُ الإنسانَ فيها مِن هُمومٍ وأَمراضٍ ومَتاعبَ وما يُصيبُه فيها مِن نَقصٍ في الأموالِ والأَولادِ والأَنْفُسِ والثَّمراتِ.
وكذلك مِن العذابِ الأدْنى: الرُّومُ، وهو المقصودُ في قَولَه تَعالَى: { غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ } [ الروم: 2، 3 ]، ويعني أنَّ مِن الشَّدائدِ الَّتي وَقَعَت على قُرَيشٍ، وكانت لهم مِن مَصائبِ الدُّنيا، ومِن العذابِ الأدْنى في الدُّنيا؛ هو وَعدُ اللهِ بنَصرِ الرُّومِ على الفُرسِ، بعْدَ أنْ فَرِحَت قُرَيشٌ بانتصارِ الفُرسِ الكفَرةِ المجوسِ على الرُّومِ أهلِ الكتابِ، فكانوا يقَولون: إنَّ قُرَيشًا تُشبِهُ الفُرسَ في كُفرِهم وشِركِهم، وسَوفَ يَغلِبون المسْلِمين أهلَ القرآنِ، فلمَّا انتصَرَ الرُّومُ على الفُرسِ في آخِرِ الأمرِ، كان ذلك مُصيبةً على قُرَيشٍ؛ لأنَّهم أيْقَنوا أنَّ النَّصرَ سيَكونُ للهِ ولرَسولِه.
والبَطْشَةُ يَعني بِها قَولَه تَعالَى: { يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى } [ ادخان: 16 ]، وَالبَطشةُ: هِي ما حَصَل مِن القَتلِ والجِراحِ لِلمُشركينَ يَومَ بَدرٍ، أوِ الدُّخانِ، يَعني به قَولَه تَعالَى: { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ } [ الدخان: 10 ]، وذَلكَ حِينَ دَعا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلى قُرَيْشٍ رَبَّه تَباركَ وتَعالَى أنْ يَأخُذَهم بسِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ، فأُخِذوا بالمَجاعَةِ، قَالوا: وعَنى بِالدُّخانِ ما كانَ يُصيبُهم حينئِذٍ في أَبصارِهِم مِن شدَّةِ الجوعِ مِنَ الظُّلمَةِ كهَيْئَةِ الدُّخانِ كما في الصَّحيحينِ مِن حَديثِ ابنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه.
والمقصودُ بالعَذابِ الأَكبرِ في الآية هُو عَذابُ يَومِ القِيامةِ، نسألُ اللهَ العافيةَ والسَّلامةَ.
والمرادُ مِن الآيةِ تَهديدٌ ووَعيدٌ مِن اللهِ سُبحانه لهؤلاء المكذِّبين الخارجينَ عن طاعتِه بأنْ يُذيقَهم مِن المِحَنِ والبلاءِ في الدُّنيا، قبْلَ العذابِ الأكبرِ المُعدِّ لهم في الآخرةِ إنْ لم يَتوبوا؛ لعلَّهم يَعودون إلى طاعةِ ربِّهم.
والآيةُ عامَّةٌ؛ فلم يُخصِّصِ اللهُ تَعالَى أنْ يُعذِّبَهم بنَوعٍ مِن ذلك دونَ نَوعٍ، وقدْ عَذَّبَهم بكلِّ ذلك في الدُّنيا بالقتلِ، والجوعِ، والشَّدائدِ، والمصائبِ في الأموالِ، فأوْفَى لهم بما وَعَدَهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة فقال النبي
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية حتى
صحيح مسلمقال حذيفة بن اليمان والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما
صحيح مسلمأخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم
صحيح مسلمصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى
صحيح مسلمجئت يوم الجرعة فإذا رجل جالس فقلت ليهراقن اليوم هاهنا دماء فقال ذاك
صحيح مسلمهاجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجيرى إلا يا عبد الله
صحيح مسلمكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قال فأتى النبي
صحيح مسلمكان النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه فاطلع إلينا
صحيح مسلميوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا من أين
صحيح مسلملقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر في بعض طرق
صحيح مسلمخرجنا حجاجا أو عمارا ومعنا ابن صائد قال فنزلنا منزلا فتفرق الناس وبقيت


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب