حديث وأجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث أبو هريرة

«وَأَجْعَلُ ثُلُثَهُ في المَساكِينِ والسَّائِلِينَ وابْنِ السَّبِيلِ.»

صحيح مسلم
أبو هريرة
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 2984 - أخرجه مسلم (2984)

شرح حديث وأجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

بَيْنا رَجُلٌ بفَلاةٍ مِنَ الأرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا في سَحابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، فَتَنَحَّى ذلكَ السَّحابُ، فأفْرَغَ ماءَهُ في حَرَّةٍ، فإذا شَرْجَةٌ مِن تِلكَ الشِّراجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذلكَ الماءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الماءَ، فإذا رَجُلٌ قائِمٌ في حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الماءَ بمِسْحاتِهِ، فقالَ له: يا عَبْدَ اللهِ، ما اسْمُكَ؟ قالَ: فُلانٌ، لِلاِسْمِ الذي سَمِعَ في السَّحابَةِ، فقالَ له: يا عَبْدَ اللهِ، لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟ فقالَ: إنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا في السَّحابِ -الَّذي هذا ماؤُهُ- يقولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، لاِسْمِكَ، فَما تَصْنَعُ فيها؟ قالَ: أمَّا إذْ قُلْتَ هذا، فإنِّي أنْظُرُ إلى ما يَخْرُجُ مِنْها، فأتَصَدَّقُ بثُلُثِهِ، وآكُلُ أنا وعِيالِي ثُلُثًا، وأَرُدُّ فيها ثُلُثَهُ.
[ وفي رواية ]: وَأَجْعَلُ ثُلُثَهُ في المَساكِينِ، والسَّائِلِينَ، وابْنِ السَّبِيلِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2984 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



الإنفاقُ في سَبيلِ اللهِ مع التَّقوى والإخلاصِ أمرٌ حثَّتْ عليه كلُّ الشَّرائعِ السَّماويَّةِ، وجعَلَ اللهُ عليه أجْرًا عَظيمًا.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن قِصَّةِ رَجُلٍ يتَّقي اللهَ في مالِهِ، ويَعرِفُ الحُقوقَ الَّتي عليه فيُؤدِّيها، وكيف أنَّ اللهَ يُجازي بالإحسانِ إحسانًا، فيُخبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه بيْنما رجُلٌ بفَلاةٍ مِن الأرضِ، والفَلاةُ: البَرِّيَّةُ والصَّحراءُ الَّتي لا نَباتَ بها، فسَمِعَ صَوتًا غَيْبيًّا في السَّحابِ، لا يُرى مَن يَقولُهُ، وكأنَّهُ مَلَكٌ يَأمُرُ السَّحابَةَ، فيَقولُ لها: «اسْقِ حَديقةَ فُلانٍ»، والحَديقةُ: هي الأَرْضُ ذاتُ الشَّجَرِ أو النَّخْلِ، وفُلانٌ: كِنايةٌ عن اسمِ صاحبِ الحَديقةِ، فاتَّجَهَ ذلكَ السَّحابُ إلى المكانِ الَّذي سُمِّيَ لَهُ صَاحبُهُ استجابةً لِأمرِه، فأَمْطَرَ ما فيه مِن ماءٍ في حَرَّةٍ، وهي أَرْضٌ فيها حِجارةٌ سَوداءُ كأنَّها أُحْرِقَتْ بالنَّارِ، «فإذا شَرْجَةٌ مِن تِلْك الشِّراجِ»، أي: فَتْحة مِن فَتَحاتِ مَسايلِ الماءِ، «قَدِ اسْتَوعَبَتْ ذَلِك الماءَ كلَّهُ»، أي: امْتلأتْ بذَلِك الماءِ، «فَتَتبَّعَ الرَّجُلُ» سَيلانَ الماءِ مِن تلكَ الفتحةِ والمَسيلِ إلى أيْن يَذْهَبُ، فإذا به يَجِدُ رَجُلًا قائمًا واقفًا في حَديقتِهِ يَتلقَّى الماءَ الَّذي يَأْتِيهِ مِن ذلكَ المَسيلِ، ويُحوِّلُهُ بالمِجْرفةِ مِن الحديدِ أو بفَأْسِهِ إلى أَرْضِهِ ليَسْقيَها، ويَنقُلُ الماءَ مِن مَكانٍ إلى آخَرَ في الحديقةِ، فسَألَه الرَّجُلُ الَّذي سَمِعَ الصَّوتَ في السَّحابَةِ وتَتبَّعَ الماءَ حتَّى وَصَل إلى الحَديقةِ، وقال له: «يا عبْدَ اللهِ، ما اسْمُكَ؟» فقال صاحِبُ الحَدِيقَةِ: اسْمي «فلانٌ»، وهو الاسْمُ الَّذي سَمِعه في السَّحَابةِ، ثمَّ قالَ له صاحِبُ الحَدِيقَةِ: «يا عبدَ اللهِ، لِمَ تَسْألُنِي عن اسْمِي؟» فأخْبَرَهُ قِصَّةَ الصَّوتِ الَّذي سَمِعَه في السَّحابِ، وأنَّه تَتبَّعَ تلكَ السَّحابةَ ومَسيلَ الماءِ حتَّى أتى حَديقتَه، وسَأل صاحبَ الحديقةِ: ماذا تَصْنَعُ في مَحْصولِها وثَمَرِها مِن الخيرِ؟ أو ماذا تَفْعَلُ مِن أعمالٍ صالحةٍ كانت السَّببَ فيما سَمِعتُهُ في السَّحابِ حتَّى تَستحِقَّ هذه الكَرامةَ؟ فقال صَاحِبُ الحَديقَةِ: «أَمَا إذْ قُلْتَ هذا» أي: سَألتَ عن السَّببِ، «فإنِّي أَنْظُرُ إلى ما يَخْرُجُ» مِن هذه الحديقةِ مِن الثِّمارِ، وأحسُبُ قَدْرَه وأقْسِمُه إلى ثَلاثةِ أثلاثٍ «فأَتصدَّقُ بثُلُثِهِ»، وفي رِوايةٍ أُخرى لمسْلمٍ: «وَأَجْعَلُ ثُلُثَهُ في المَساكِينِ»، ويَشمَلُ الفُقراءَ ونحْوَهم، «والسَّائِلِينَ» وهو الَّذي يَسألُ الطَّعامَ أو حاجتَه، «وابْنِ السَّبِيلِ» وهو المسافرُ المُجتازُ الَّذي يَحتاجُ نفَقةً تُوصِلُه إلى مَوطِنِه، «وآكُلُ أنا وعِيالي ثُلُثًا، وأَرُدُّ فيها ثُلُثَهُ»، أي: إنَّ صاحِبَ الحَديقَةِ يُراعِي الحُقوقَ في ثَمَرِها؛ فيُخْرِجُ حَقَّ الفقراءِ والمساكينِ ثُلُثًا، ويَأكُلُ هو وأولادُه ثُلُثَها، ويَرُدُّ الثُّلثَ الأخيرَ في عِمارَتِها وحِفظِ أصلِها، فيُنفِقُه في مُؤنةِ عَملِ الحَديقَةِ بُذورًا وحَرْثًا وتَهيئةً وغيْرَ ذلك؛ لِيَتجدَّدَ الزَّرعُ والمَحْصولُ.
وهذا الحديثُ دَليلٌ على صِحَّةِ القولِ بكَراماتِ الأولياءِ، وأنَّ الوليَّ يكونُ له مالٌ، وضَيعةٌ، ولا يُعارِضُه قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الَّذي رَواهُ التِّرمذيُّ: «لا تَتَّخِذوا الضَّيعةَ، فتَرْغَبوا في الدُّنيا»؛ لأنَّ المقصودَ بالنَّهيِ إنَّما هو مَن اتَّخَذَها مُستكثِرًا، وأمَّا مَن اتَّخَذها مَعاشًا يَصُون بها دِينَه وعِيالَه، وأخرَجَ حقَّ اللهِ عزَّ وجلَّ فيها؛ فإنَّه مِن أفضَلِ الأعمالِ، وهي مِن أفضَلِ الأموالِ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ فَضيلةِ الصَّدقةِ والإحسانِ إلى الفُقراءِ والمساكينِ.
وفيه: بَيانُ فَضيلةِ أنْ يَجعَلَ المرءُ حِصَّةً مَعلومةً مِن دَخلِه للإنفاقِ في سَبيلِ اللهِ، ويَعزِلَه عن استعمالِه؛ فإنَّه يُعِينُه على كَثيرٍ عن أعمالِ البِرِّ والخيرِ.
وفيه: بَيانُ فَضلِ أكلِ الإنسانِ مِن كَسبِه، والإنفاقِ على عِيالِه منه.
وفيه: أنَّ العبدَ إذا أحسَنَ تَدْبيرَ النِّعمةِ؛ فإنَّ اللهَ تعالَى يَتولَّى أمْرَه، ولا يُضَيِّعُه.
وفيه: تَنبيهٌ على الاقتِداءِ بمِثلِ هذا الفِعلِ، وأنَّه مِنَ الأعمالِ الصَّالحةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمإذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أيتهن البركة وفي رواية
صحيح مسلمإذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه
صحيح مسلمإن بين يدي الساعة كذابين وفي رواية فقلت له آنت سمعت هذا
صحيح مسلمأن عمر بن الخطاب خطب بالجابية فقال نهى نبي الله صلى الله عليه
صحيح مسلمإياكم وكثرة الحلف في البيع فإنه ينفق ثم يمحق
صحيح مسلمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر بجبة سندس فقال عمر
صحيح مسلمحق المسلم على المسلم خمس وفي رواية خمس تجب للمسلم على أخيه رد
صحيح مسلمخير أمتي القرن الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم والله أعلم أذكر الثالث
صحيح مسلمرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال إن هذه
صحيح مسلمرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض قد شاب كان الحسن بن
صحيح مسلمالرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة
صحيح مسلمقال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 27, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب