حديث وخز أعدائكم من الجن وهو كل شهادة

أحاديث نبوية | صحيح الترغيب | حديث أبو موسى الأشعري

«وخْزُ أعدائِكم من الجنِّ ، وهو كلٌّ شهادةٌ»

صحيح الترغيب
أبو موسى الأشعري
الألباني
حسن صحيح

صحيح الترغيب - رقم الحديث أو الصفحة: 1404 -

شرح حديث وخز أعدائكم من الجن وهو كل شهادة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

فَناءُ أُمَّتي بالطَّعْنِ والطاعونِ، قالَتْ: فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، هذا الطَّعْنُ قد عَرَفناهُ، فما الطاعونُ؟ قال: غُدَّةٌ كغُدَّةِ الإبِلِ، المُقيمُ فيها كالشَّهيدِ، والفارُّ منها كالفارِّ مِن الزَّحفِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 26182 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد

التخريج : أخرجه أحمد ( 26182 ) واللفظ له، وأبو يعلى ( 4408 ) باختلاف يسير، والطبراني في ( (المعجم الأوسط )) ( 5531 ) بنحوه مطولاً



الأمنُ والسَّلامةُ العامَّةُ في المُجتَمَعِ مِنَ الأُمورِ المُهمَّةِ الَّتي شَدَّدَ عليها الإسلامُ؛ حتَّى لا يَضُرَّ إنسانٌ نفْسَه أو يَضُرَّ غَيرَه.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَوتَ أُمَّتِه وفَناءَهم ونِهايتَهم سَيكونُ «بالطَّعْنِ»؛ وهو القَتلُ، والمرادُ به: قِتالُ بعضِهم بعضًا.
«والطَّاعونِ»؛ وهو قُروحٌ تَخرُجُ في الجَسَدِ؛ فتَكونُ في المَرافقِ، أوِ الآباطِ، أوِ الأَيدي، وسائرِ البَدنِ، ويَكونُ معه وَرَمٌ وألَمٌ شَديدٌ.
وقيلَ: إنَّ الطَّاعونَ اسمٌ لكُلِّ وَباءٍ عامٍّ يَنتشِرُ بسُرعةٍ، وقدْ سُمِّيَ طاعونًا لسُرعةِ قَتْلِه.
وفسَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الطَّاعونَ في الحَديثِ بأنَّه «غُدَّةٌ كغُدَّةِ الإبِلِ»؛ أي: هو كنَوعِ الوَباءِ الَّذي يَظهَرُ في الإبِلِ في أسفَلِ بُطونِهِم، وقلَّما تَسلَمُ منه، فهو ورَمٌ يَظهَرُ في الجِلدِ الرَّقيقِ الضَّعيفِ، وتَحْتَ آباطِ الذِّراعينِ.
ثُمَّ أَرشَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أنَّ الصَّابِرَ على بَقائِه في الأرْضِ الَّتي بها الطَّاعونُ -حتَّى وإنْ كان ظاهِرُ أمْرِه أنَّه لمْ يُصِبْه المَرَضُ- كان كالَّذي صبَرَ في القِتالِ؛ فإنْ ماتَ نالَ أجْرَ الشَّهيدِ، وإنْ حَفِظَه اللهُ حازَ نِعْمةَ الشِّفاءِ والصِّحَّةِ، وهي أفضَلُ غَنيمةٍ يَتحصَّلُ عليها المُقاتِلُ بعْدَ الحَرْبِ، ويُضافُ إليه أجْرُ الصَّبْرِ على البَلاءِ.
«والفارُّ منها كالفارِّ مِنَ الزَّحْفِ»: يُحذِّرُ النَّبيُّصلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن الخُروجِ مِنَ الأرْضِ الَّتي وقَعَ بها الطَّاعونُ، وعَدَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلكَ فِرارًا، وجعَلَ الوَعيدَ فيه كوَعيدِ الفِرارِ مِنَ الزَّحْفِ؛ وهو: الفِرارُ مِنَ القِتالِ يَومَ مُلاقاةِ الكُفَّارِ وأَعداءِ اللهِ، وقدْ جاءَ الوَعيدُ في قَولِ اللهِ تَعالَى: { وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } [ الأنفال: 16 ]، وجعَلَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -كما في الصَّحيحَينِ- مِنَ السَّبْعِ المُوبِقاتِ؛ وهي الَّتي تُهلِكُ صاحبَها باستِحقاقِه دُخولَ النَّارِ، وعَذابَه في الآخِرةِ، والكَبيرةُ لا بُدَّ لها مِن تَوبةٍ، معَ ما في ذلكَ مِنَ الهُروبِ مِن قَدَرِ اللهِ، معَ سُوءِ الظَّنِّ باللهِ سُبْحانَه، والتَّعلُّقِ بأسْبابِ الدُّنْيا فقَطْ.
وفي الصَّحيحَينِ مِن حَديثِ أُسامةَ بنِ زَيدٍ رَضيَ اللهُ عنه، قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «الطَّاعونُ رِجْسٌ أُرسِلَ على طائِفةٍ مِن بَنِي إسْرائيلَ -أو على مَن كان قَبلَكم- فإذا سَمِعتُم به بأرْضٍ فلا تَقْدَموا علَيْه، وإذا وقَعَ بأرْضٍ وأنتُم بها فلا تَخرُجوا فِرارًا منه».
وكُلُّ هذا مِن وَسائلِ السَّلامةِ الَّتي دَعا إليها الإسلامُ، وهو ما يُعرَفُ حَديثًا بالحَجْرِ الصِّحِّيِّ؛ للحَدِّ مِنِ انتِشارِ المَرَضِ وتَفَشِّيه في أكثَرَ مِن أرْضٍ، أو أنَّه يَخرُجُ عن سَيطَرةِ القائِمينَ علَيه؛ فتَهلِكُ البِلادُ والعِبادُ.
وهكذا فإنَّ هذا التَّشْريعَ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عالَجَ الوازِعَ المِهَنيَّ مِنَ النَّاحِيةِ الطِّبِّيَّةِ والوازِعَ الأَخلاقيَّ مِنَ النَّاحِيةِ الاجْتِماعيَّةِ، وجعَلَ الضَّميرَ الإنسانيَّ مَسؤولًا عن أفْعالِه.
قيلَ: والمقصودُ بهَذينِ النَّوعينِ مِنَ القَتْلِ: همْ طائفةٌ مِنَ الأُمَّةِ هي الَّتي تَموتُ بالقتْلِ والشَّهادةِ والطَّاعونِ، وقدْ خصَّصَها البعضُ بالصَّحابةِ؛ لأنَّ أكثَرَهُم ماتَ بالشَّهادةِ، أو في الطَّاعونِ الَّذي أصابَهم في عَمْواسَ وغَيرِها؛ ولأنَّ الأكثَرينَ مِنَ الأُمَّةِ يَموتونَ بغَيرِ ذلكَ.
وقيلَ: مَعْنى الحَديثِ الدُّعاءُ لا الإخبارُ، وقد استُجيبَ في طائفةٍ، وأرادَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلكَ أنْ يَحصُلَ لأُمَّتِه أرفَعُ أنواعِ الشَّهادةِ، وهو القتْلُ في سَبيلِ اللهِ بأَيْدي أعدائِهم؛ إمَّا مِنَ الإنسِ، وإمَّا مِنَ الجِنِّ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الترغيبلم يكن نبي إلا وله خليل من أمته وإن خليلي أبو بكر
صحيح الترغيبقد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك
صحيح الترغيبلا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب قال وهي
صحيح الجامعإنه يخرج من ضئضيء هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز
صحيح الأدب المفردأطعموهم مما تأكلون و ألبسوهم مما تلبسون و كان أن أعطيته من
صحيح الأدب المفردلا عتق النسمة أن تعتق النسمة و فك الرقبة أن تعين
صحيح الترغيبمقعد الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام وكل ضرس مثل أحد
صحيح الترغيبإن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له ما كنت تعبد
صحيح الترغيباختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أرض أحدهما من حضرموت
صحيح الجامعإذا سمعتم المؤذن يثوب بالصلاة فقولوا كما يقول
صحيح الجامعإن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه و من
صحيح الترغيبويل للأمراء ويل للعرفاء ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب