حديث من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل رقبة محررة

أحاديث نبوية | فقه السيرة | حديث عمرو بن عبسة

«سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول: مَن بلغَ بسَهمٍ فهو له درجةٌ في الجنَّةِ . فبلَغتُ يومئذٍ عشرةَ أسهُمٍ، وسمعتُه يقولُ: مَن رمَى بسَهمٍ في سبيلِ اللهِ فهو عدلُ رقبةٍ محرَّرَةٍ .»

فقه السيرة
عمرو بن عبسة
الألباني
صحيح على شرط مسلم

فقه السيرة - رقم الحديث أو الصفحة: 210 - أخرجه الترمذي (1638)، وابن ماجه (2812) مختصراً، والنسائي (3145) بنحوه، وأحمد (19428) باختلاف يسير.

شرح حديث سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بلغ بسهم فهو


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أيُّما رَجُلٍ رَمى بسَهمٍ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فبَلَغَ، مُخطِئًا أو مُصيبًا، فله مِن الأجْرِ كرَقبةٍ يُعتِقُها مِن وَلدِ إسماعيلَ، وأيُّما رَجُلٍ شاب شَيبةً في سَبيلِ اللهِ، فهي له نورٌ، وأيُّما رَجُلٍ مُسلِمٍ أعتَقَ رَجُلًا مُسلِمًا، فكلُّ عُضوٍ مِن المُعتَقِ بعُضوٍ مِن المُعتِقِ فِداءٌ له مِن النَّارِ، وأيُّما امرأةٍ مُسلِمةٍ أعتَقَتِ امرأةً مُسلِمةً، فكلُّ عُضوٍ مِن المُعتَقةِ بعُضوٍ مِن المُعتِقةِ فِداءٌ لها مِن النَّارِ، وأيُّما رَجُلٍ مُسلِمٍ قَدَّمَ للهِ عزَّ وجلَّ مِن صُلبِه ثلاثةً لم يَبلُغوا الحِنثَ، أو امرأةٍ، فهم له سُترةٌ مِن النَّارِ، وأيُّما رَجُلٍ قام إلى وُضوءٍ يُريدُ الصَّلاةَ، فأحصى الوُضوءَ إلى أماكنِه، سَلِمَ مِن كلِّ ذَنبٍ أو خَطيئةٍ له، فإنْ قام إلى الصَّلاةِ، رَفَعَه اللهُ عزَّ وجلَّ بها دَرجةً، وإنْ قَعَدَ، قَعَدَ سالمًا.
فقال شُرَحبيلُ بنُ السِّمطِ: آنتَ سَمِعتَ هذا الحديثَ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يا ابنَ عَبَسةَ؟ قال: نَعَمْ، والذي لا إلهَ إلَّا هو، لو أنِّي لم أسمَعْ هذا الحديثَ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غيرَ مَرَّةٍ أو مَرَّتَينِ أو ثلاثٍ أو أربعٍ أو خَمسٍ أو ستٍّ أو سَبعٍ -فانتَهى عندَ سَبعٍ-، ما حَلَفتُ -يَعني ما بالَيتُ- ألَّا أُحدِّثَ به أحَدًا مِن النَّاسِ، ولكنِّي واللهِ ما أدري عَددَ ما سَمِعتُه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

الراوي : عمرو بن عبسة | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 19439 | خلاصة حكم المحدث : صحيح دون قوله: "من ولد إسماعيل"

التخريج : أخرجه النسائي ( 3142 ) مختصراً، وأحمد ( 19439 ) واللفظ له



في هذا الحَديثِ يُعدِّدُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبوابَ الفَضلِ والخَيرِ التي يَنبَغي أنْ يَحرِصَ عليها المُسلِمُ في تَحصيلِ الأجْرِ والثَّوابِ العَظيمِ، فيَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أيُّما رَجُلٍ رَمى بسَهمٍ في سَبيلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ"، أي: مَن خَرَجَ لِلجِهادِ والقِتالِ في سَبيلِ اللهِ سُبحانَه وتَعالى، وأطلَقَ سَهمَه قاصِدًا به عَدوَّه، "فبَلَغَ، مُخطِئًا أو مُصيبًا" سواءٌ أخطأ هذا السَّهمُ العَدوَّ أم أصابَه فقَتَلَه، "فله مِنَ الأجْرِ كرَقَبةٍ يُعتِقُها" بمَعنى: كان له مِنَ الجَزاءِ والأجْرِ مِثلُ مَن أعتَقَ وحَرَّرَ مَملوكًا وخَلَّصَه مِن ضَرَرِ الرِّقِّ والعُبوديَّةِ، ومَلَّكَه نَفْسَه، وليس هذا فقط، بل كان مِثلَ مَن حَرَّرَ رَقَبةً "مِن وَلَدِ إسماعيلَ"، فيَكونَ مِثلَ مَن أعتَقَ نَفْسًا مِن نَسلِ نَبيِّ اللهِ إسماعيلَ عليه السَّلامُ، وذلك لِشَرَفِهم على غَيرِهم، فهم أفضَلُ أصنافِ الأُمَمِ قَدْرًا وحَسَبًا، وهم أفضَلُ العَرَبِ.
"وأيُّما رَجُلٍ شابَ شَيبةً في سَبيلِ اللهِ، فهي له نورٌ" والشَّيبُ هو تَغيُّرُ لَونِ الشَّعرِ إلى البَياضِ؛ بسَبَبِ كِبَرِ السِّنِّ، والمَقصودُ أنَّ مَن عاشَ عُمُرَه وهو يُجاهِدُ ويُقاتِلُ في سَبيلِ اللهِ، إلى أنْ شابَ وتَغيَّرَ لَونُ شَعرِه، ولو كان شَعرةً واحِدةً، كان جَزاؤُه أنْ يَتحَوَّلَ الشَّعرُ نَفْسُه إلى نورٍ يَهتَدي به صاحِبُه يَومَ القيامةِ، وقيلَ: المَقصودُ بسَبيلِ اللهِ الإسلامُ، أي: بأنْ شابَ شَعرُه وهو يَقومُ بأعمالِ البِرِّ والطاعاتِ وهو مُسلِمٌ.
ثم بَيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَضلَ مَن أعتَقَ رَقَبةً بوَجهٍ عامٍّ، فقال: "وأيُّما رَجُلٍ مُسلِمٍ أعتَقَ رَجُلًا مُسلِمًا"، أي: مَن حَرَّرَ عَبدًا مُسلِمًا مِن رِقِّه وعُبوديَّتِه، "فكُلُّ عُضوٍ مِنَ المُعتَقِ بعُضوٍ مِنَ المُعتِقِ فِداءٌ له مِنَ النارِ" بمَعنى أنَّ كُلَّ عُضوٍ مِن أعضاءِ المُعتَقِ الذي حَدَثتْ له الحُرِّيَّةُ مِنَ الرِّقِّ في الدُّنيا، فإنَّ اللهَ يُكافِئُ الذي أعتَقَه وحَرَّرَه بأنْ يُعتِقَ كُلَّ عُضوٍ منه مِنَ النارِ؛ فتَكونَ له السَّلامةُ مِنَ النارِ، "وأيُّما امرأةٍ مُسلِمةٍ أعتَقَتِ امرأةً مُسلِمةً، فكُلُّ عُضوٍ مِنَ المُعتَقةِ بعُضوٍ مِنَ المُعتِقةِ فِداءٌ لها مِنَ النارِ" فتَكونَ مِثلَ الرَّجُلِ تَمامًا في الأجْرِ والعِتقِ مِنَ النارِ؛ جَزاءً على عِتقِه رَقَبةَ عَبدٍ مَملوكٍ.
"وأيُّما رَجُلٍ مُسلِمٍ قَدَّمَ للهِ عَزَّ وجَلَّ مِن صُلبِه ثَلاثةً" ماتوا وهم صِغارٌ "لم يَبلُغوا الحِنثَ" قَبلَ بُلوغِهمُ التَّكليفَ، فلم تُكتَبْ عليهمُ الآثامُ "أوِ امرأةٍ" قَدَّمتِ ثَلاثةً مِن صُلبِها، فلها الأجْرِ نَفسُه مِثلَ الرَّجُلِ، "فهم له سُترةٌ مِنَ النارِ" فيَقيه اللهُ النارَ؛ رَحمةً به؛ لِمَوتِ أولادِه، وخَصَّ الحُكمَ بالذين لم يَبلُغوا الحِنثَ -وهمُ الصِّغارُ-؛ لِأنَّ قَلبَ الوالِدَيْنِ على الصَّغيرِ أرحَمُ وأشفَقُ، دونَ الكَبيرِ؛ لِأنَّ الغالِبَ على الكَبيرِ عَدَمُ السَّلامةِ مِن مُخالَفةِ والِدَيْه.
"وأيُّما رَجُلٍ" والمُرادُ الرَّجُلُ والمَرأةُ، وإنَّما خَرَجَ الكَلامُ مَخْرَجَ الغالِبِ، "قامَ إلى وُضوءٍ" تَوجَّهَ لِلوُضوءِ بالماءِ فتَوضَّأ وُضوءًا كامِلًا "يُريدُ الصَّلاةَ" فكانَ وُضوؤُه هذا لِأجْلِ الصَّلاةِ "فأحصى الوُضوءَ إلى أماكِنِه" بأنْ غَسَلَ أعضاءَ الوُضوءِ وأعطى كُلَّ عُضوٍ حَقَّه مِنَ الماءِ والغَسلِ الجَيِّدِ، "سَلِمَ مِن كُلِّ ذَنبٍ أو خَطيئةٍ له" يعني: مَحا اللهُ عنه ذُنوبَه وأعمالَه الفاسِدةَ، وهو خاصٌّ بغُفرانِ ما دونَ الكَبائِرِ؛ لِأنَّ لِتَكفيرِ الكَبيرةِ شأنًا آخَرَ "فإنْ قامَ إلى الصَّلاةِ" بهذا الوُضوءِ التامِّ "رَفَعَه اللهُ عَزَّ وجَلَّ بها دَرَجةً" أعطاه اللهُ مَنزِلةً رَفيعةً عاليةً في الجَنَّةِ، أو زادَه بها حَسَنةً "وإنْ قَعَدَ" فلم يَقُمْ إلى الصَّلاةِ بهذا الوُضوءِ، "قَعَدَ سالِمًا" مِنَ الخَطايا بَعدَ غُفرانِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ له، ويَنبَغي لِلمُتطَهِّرِ أنْ يَستَحضِرَ مع غَسلِ أعضائِه ذُنوبَه وخَطاياه، ويَعزِمَ على التَّوبةِ منها، فيُطهِّرَ بَدَنَه ظاهِرًا وباطِنًا، لِيَصلُحَ لِلوُقوفِ بَينَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ.
"فقال شُرَحبيلُ بنُ السِّمطِ" لِعَمرِو بنِ عَبَسةَ رَضيَ اللهُ عنه، راوي هذا الحَديثِ: "آنتَ سَمِعتَ هذا الحَديثَ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يا ابنَ عَبَسةَ؟" وهذا استِفهامٌ لِلتَّوثُّقِ مِنَ السَّماعِ؛ لِعِظَمِ ما وَرَدَ في الحَديثِ، وليس تَكذيبًا لِلرَّاوي، فقال ابنُ عَبَسةَ: "نَعَمْ، والذي لا إلهَ إلَّا هو" وهذا قَسَمٌ باللهِ الواحِدِ "لو أنِّي لم أسمَعْ هذا الحَديثَ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَيرَ مَرَّةٍ أو مَرَّتَيْنِ أو ثَلاثٍ أو أربَعٍ أو خَمسٍ أو سِتٍّ أو سَبعٍ -فانتَهى عِندَ سَبعٍ-، ما حَلَفتُ -يَعني: ما بالَيتُ- ألَّا أُحدِّثَ به أحَدًا مِنَ الناسِ، ولكِنِّي واللهِ ما أدري عَدَدَ ما سَمِعتُه مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" فهو يُؤكِّدُ أنَّه سَمِعَ هذا الكَلامَ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَثيرًا مِنَ المَرَّاتِ؛ ولذلك حَدَّثَ به لِيَنتَفِعَ الناسُ به، ولِيَتعَلَّموا السُّنَّةَ النَّبويَّةَ.
وفي الحَديثِ: أنَّ الجَزاءَ مِن جِنسِ العَمَلِ.
وفيه: فَضلُ الجِهادِ والرَّميِ في سَبيلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ.
وفيه: فَضلُ إعتاقِ الرِّقابِ.
وفيه: بَيانُ أجْرِ مَن عاشَ عُمُرَه في الطاعةِ للهِ، وفي الإسلامِ.
وفيه: فَضلُ مَن صَبَرَ على المُصيبةِ في الوَلَدِ، واحتِسابِ الأجْرِ عِندَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ.
وفيه: فَضلُ الوُضوءِ، وأنَّه يُكفِّرُ الذُّنوبَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج كتاب السنةإني لأرجو أن لا يدخل النار أحد إن شاء الله ممن شهد بدرا
هداية الرواةستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن
هداية الرواةكان يصلي أربع ركعات بعد الزوال لا يسلم إلا في آخرهن وقال
نيل الأوطاركان أحدنا إذا استغنى عن أرضه أو افتقر إليه أعطاها بالنصف والثلث والربع
هداية الرواةخلتان لا يحصيهما وفي رواية لا يحافظ عليهما رجل مسلم إلا
تخريج كتاب السنةقال علي أتيت رسول الله بذهبة وتربتها وكان بعثه مصدقا إلى اليمن فقالأقسمها
تخريج كتاب السنةإن فيهم رجلا مخدج اليد أو مثدون اليد لولا أن ينظروا لحديثكم ما
تخريج كتاب السنةكنت جالسا عند علي وهو في بعض أمر الناس إذ جاءه رجل عليه
هداية الرواةمن قتله بطنه لم يعذب في قبره
غاية المرامعن عائشة أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى
هداية الرواةأن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في العيدين في الأولى
هداية الرواةلا تقتلوا أولادكم سرا فإن الغيل يدرك الفارس فيدعثره


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب