حديث لا تفعلوا أكملوا بقية يومكم وخذوا أجركم كاملا فأبوا وتركوا ذلك عليه

أحاديث نبوية | صحيح ابن حبان | حديث أبو موسى الأشعري

«مَثَلُ المُسلِمينَ واليهودِ والنَّصارى كمَثَلِ رجُلٍ استأجَر قومًا يعمَلونَ له عمَلًا يومًا إلى اللَّيلِ على أجرٍ إلى اللَّيلِ فعمِلوا له إلى نِصفِ النَّهارِ ثمَّ قالوا : لا حاجةَ لنا في أجرِك الَّذي اشترَطْتَ لنا وما عمِلْنا باطلٌ قال لهم : لا تفعَلوا أكمِلوا بقيَّةَ يومِكم وخُذوا أجرَكم كاملًا فأبَوْا وترَكوا ذلكَ عليه فاستأجَر قومًا آخَرينَ بعدَهم فقال : اعمَلوا بقيَّةَ يومِكم ولكم الَّذي شرَطْتُ لهم مِن الأجرِ فعمِلوا حتَّى إذا كان صلاةُ العصرِ قالوا : الَّذي عمِلْنا باطلٌ ولكَ الأجَرُ الَّذي جعَلْتَ لنا لا حاجةَ لنا فيه قال : اعمَلوا بقيَّةَ عمَلِكم فإنَّ ما بقي مِن النَّهارِ شيءٌ يسيرٌ ) أحسَبُه قال : ( فأبَوْا ) قال : ( ثمَّ عمِلْتُم مِن العصرِ إلى اللَّيلِ فذلكَ مَثَلُ اليهودِ والنَّصارى والَّذينَ ترَكوا ما أمَرهم اللهُ به ومَثَلُ المُسلِمينَ الَّذينَ قبِلوا هَدْيَ اللهِ وما جاء به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم )»

صحيح ابن حبان
أبو موسى الأشعري
ابن حبان
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 7218 -

شرح حديث مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون له عملا يوما


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

مَثَلُ المُسْلِمِينَ واليَهُودِ والنَّصارَى، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ قَوْمًا يَعْمَلُونَ له عَمَلًا يَوْمًا إلى اللَّيْلِ، علَى أجْرٍ مَعْلُومٍ، فَعَمِلُوا له إلى نِصْفِ النَّهارِ، فقالوا: لا حاجَةَ لنا إلى أجْرِكَ الَّذي شَرَطْتَ لنا، وما عَمِلْنا باطِلٌ، فقالَ لهمْ: لا تَفْعَلُوا، أكْمِلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ، وخُذُوا أجْرَكُمْ كامِلًا، فأبَوْا، وتَرَكُوا، واسْتَأْجَرَ أجِيرَيْنِ بَعْدَهُمْ، فقالَ لهما: أكْمِلا بَقِيَّةَ يَومِكُما هذا ولَكُما الَّذي شَرَطْتُ لهمْ مِنَ الأجْرِ، فَعَمِلُوا، حتَّى إذا كانَ حِينُ صَلاةِ العَصْرِ، قالا: لكَ ما عَمِلْنا باطِلٌ، ولَكَ الأجْرُ الَّذي جَعَلْتَ لنا فِيهِ، فقالَ لهما: أكْمِلا بَقِيَّةَ عَمَلِكُما، ما بَقِيَ مِنَ النَّهارِ شَيءٌ يَسِيرٌ، فأبَيَا، واسْتَأْجَرَ قَوْمًا أنْ يَعْمَلُوا له بَقِيَّةَ يَومِهِمْ، فَعَمِلُوا بَقِيَّةَ يَومِهِمْ حتَّى غابَتِ الشَّمْسُ، واسْتَكْمَلُوا أجْرَ الفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِما، فَذلكَ مَثَلُهُمْ ومَثَلُ ما قَبِلُوا مِن هذا النُّورِ.
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2271 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 2271 )



بعثَ اللهُ تعالَى مُحمدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خاتمًا لِلأنبياءِ، وجعَلَ رِسالتَه خاتمةَ الرِّسالاتِ، وأمَرَ البشَرَ كافَّةً باتِّباعِه؛ فكانَ لِزامًا على كُلِّ الخَلقِ -ومنهمُ اليهودُ والنَّصارى- اتِّباعُ مِلَّةِ الإسلامِ، ولكنْ أبَى أكثرُ اليهودِ والنَّصارى اتِّباعَه وكَفَروا بما نُزِّلَ عليه، وتَمسَّكُوا بما حَرَّفوه مِن كُتبِهم، فضَرَبَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لهم وَلِلمسلمينَ هذا المَثَلَ في هذا الحديثِ؛ فمثَّلَ لهم بِرجُلٍ اسْتَأجَرَ قَوْمًا يَقومُون له بعَملٍ إلى اللَّيلِ، وجَعَلَ لهم أجْرًا مَعلومًا على ذلك، فلمَّا عَمِلوا إلى نِصفِ النَّهارِ رَفَضوا أنْ يُكمِلوا عمَلَهم، وقالوا لِمَنِ استَأجَرَهم: لا حاجةَ لنا بأجْرِك، وما عمِلْناه فهو باطلٌ، فكأنه لم يكن، فلا نطلب عليه أجرًا، فقالَ لهم: أَكمِلوا عَمَلَكم وخُذوا أجْرَكم، فرَفَضوا، والمرادُ بهؤلاء القومِ اليهودُ، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّهم كَفَروا وتَولَّوا، واسْتغْنَى اللهُ عَنْهُم، وإشارةٌ إلى إحباطِ عَمَلِهم بكُفرِهم بعِيسى عليه السَّلامُ وتَبديلِهم الشَّرائعَ، وأنَّهم حُرِموا تَمامَ أُجْرتِهم؛ لجِنايتِهم بامتناعِهم مِن إتمامِ العَملِ الَّذي ضَمِنوه.

فأتَى الرَّجُلُ بأَجِيرَينِ آخرَينِ، وقال لهما: أكْمِلَا العملَ إلى اللَّيلِ ولكما الأجرُ كاملًا، فعَمِلَا إلى صَلاةِ العَصرِ وقالَا مِثْلَ القومِ الذين سَبَقُوهما، والمرادُ النَّصارى، فجاءَ الرَّجُلُ بِقَومٍ آخَرينَ، وقال لهم: أكْمِلوا عمَلَ السَّابقِينَ إلى اللَّيلِ ولكُم أجْرُهم جَميعًا، ففَعَلُوا واستَكْمَلوا أجْرَ الفَريقينِ كِلَيْهما؛ بإيمانِهم بالأنبياءِ الثَّلاثةِ: محمَّدٍ، وموسَى، وعيسى صَلواتُ اللهِ وسَلامُه عليهم، والمرادُ بهم المسلِمون.
ثمَّ قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فذلك مَثَلُهم ومَثَلُ ما قَبِلوا مِن هذا النُّورِ»، أي: فذلك مَثَلُ المسلِمينَ ومَثَلُ اليهودِ والنَّصارى في قَبولِ الإسلامِ، ونُورِ الهِدايةِ إلى الحقِّ، فكأنَّ المسلمينَ لمَّا عَمِلوا بما جاء به محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واستَمرُّوا على ذلك إلى يومِ القيامةِ؛ كان لهم أجْرُ مَن عَمِلَ الدَّهرَ كلَّه؛ لأنَّهم أتمُّوا الدَّهرَ بعِبادةِ اللهِ كإتمامِ النَّهارِ الَّذي كان استُؤجِرَ عليه كلِّه أوَّلُ طَبقةٍ مِن اليَهودِ.
وفي الحديثِ: تَفضيلُ اللهِ تعالَى لهذه الأُمَّةِ، وتَوفيرُ أجْرِها مع قِلَّةِ عَملِها.
وفيه: أنَّ الأعمالَ بالخَواتيمِ.
وفيه: ضَرْبُ الأمثالِ للتَّعليمِ والتَّوضيحِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الجامعمثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون له عملا إلى
صحيح البخاريمثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون له عملا إلى الليل
صحيح الجامعمن أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه و من
صحيح البخاريمن أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذ يريد إتلافها
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أحب إلى الله
صحيح مسلملم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشهر من السنة أكثر
صحيح مسلمكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصير وكان يحجره من الليل فيصلي
صحيح مسلمأحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل قال وكانت عائشة إذا عملت العمل
صحيح مسلمأن الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزى مرت بها
صحيح البخاريكانت عندي امرأة من بني أسد فدخل علي رسول الله صلى الله عليه
صحيح البخاريأن عائشة رضي الله عنها حدثته قالت لم يكن النبي صلى الله عليه
صحيح البخاريسئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال أدومها


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب