حديث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا عام أول فقال

أحاديث نبوية | البحر الزخار | حديث أبو بكر الصديق

«أنَّ أبا بَكرٍ الصدِّيقَ رَضيَ اللهُ عنه قام في الناسِ، فحَمِدَ اللهَ وأثنى عليه، ثم قال: ألَا إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قام فينا عامَ أوَّلَ، فاستَعبَرَ وبَكى، ثم قَعَدَ، ثم قام أيضًا، فقال: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قام فينا عامَ أوَّلَ، فقال: عليكم بالصِّدقِ؛ فإنَّه مِنَ البِرِّ، وإيَّاكم والكَذِبَ؛ فإنَّه مِنَ الفُجورِ، ولا تَباغَضوا، ولا تَدابَروا، ولا تَقاطَعوا، وكونوا إخوانًا كما أمَرَكمُ اللهُ، وسَلوا اللهَ العافيةَ؛ فإنَّه لا يُعطَى عَبدٌ خَيرٌ مِن مُعافاةٍ بَعْدَ يَقينٍ.»

البحر الزخار
أبو بكر الصديق
البزار
إسناده من أحسن إسناد يروى عن أبي بكر

البحر الزخار - رقم الحديث أو الصفحة: 1/203 -

شرح حديث أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قام في الناس فحمد الله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

عن أبي بكرٍ حين قُبِضَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ في مقامي هذا عامَ الأولِ ثم بكى أبو بكرٍ ثم قال عليكم بالصدقِ فإنَّهُ مع البِرِّ وهما في الجنةِ وإياكم والكذبُ فإنَّهُ مع الفجورِ وهما في النارِ وسلُوا اللهَ المعافاةَ فإنَّهُ لم يُؤْتَ أحدٌ بعد اليقينِ خيرًا من المعافاةِ ولا تَحاسَدُوا ولا تباغَضوا ولا تقاطَعوا ولا تدابَروا وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3118 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حريصًا على إرشادِ أُمَّتِه إلى الأمورِ المهمَّةِ الَّتي فيها نفْعُهم في الدُّنيا والآخرَةِ؛ ومِن ذلك: وصيَّتُه للمسلِمين بالحِرصِ على الصِّدقِ مع اليَقينِ والبُعدِ عن الكذبِ، ووصيَّتُه بالتَّحابُبِ وعدَمِ التَّنافُرِ والخِلافِ.
وفي هذا الحديثِ تَوضيحٌ لبعضِ وَصايا النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في هذا الأمْرِ، وفيه يُخبِرُ أوسَطُ بنُ إسماعيلَ البَجَليُّ: "أنَّه سَمِع أبا بَكرٍ"، أي: في خُطبَتِه.
وفي رِوايةِ التِّرمذيِّ: "قام أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ على المِنبَرِ ثمَّ بَكى"، قال أَوسَطُ: "حين قُبِض النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقولُ: قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في مَقامي هذا"، أي: قام خَطيبًا في النَّاسِ على هذا المِنبَرِ، "عامَ الأوَّلِ"، أي: مِن الهِجرةِ، "ثمَّ بَكى أبو بَكرٍ"، أي: بَكى مِن ذِكرِه النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "ثمَّ قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "علَيكم بالصِّدقِ"، أي: الْزَموه وداوِموا عليه، والصِّدقُ هو الإخبارُ على وَفقِ ما في الواقِع، وقولُ الحقِّ، وقد يُستعمَلُ في أفعالِ الجوارحِ نحوَ: صَدَقَ فلانٌ في القِتالِ: إذا أوفاه حقَّه؛ "فإنَّه مع البِرِّ"، والبِرُّ: اسمٌ جامِعٌ للخَيرِ كلِّه، ويَحتمِلُ أنَّ المرادَ بالبِرِّ العِبادةُ، "وهما في الجنَّةِ"، أي: الصِّدقُ مع البِرِّ يُدخِلان صاحِبَهما الجنَّةَ، "وإيَّاكم والكذِبَ"، أي: فاجتَنِبوه واحذَروا الوقوعَ فيه، والكذبُ هو قولُ الباطلِ، والإخبارُ على غيرِ ما هو في الواقعِ، وأعظَمُه: الكَذِبُ على اللهِ تعالى ورَسولِه صلَّى الله عليه وسلَّم، وثَمَّةَ كذِبٌ بالفِعلِ أيضًا، كفِعلِ الإنسان خلافَ ما يُبطِنُ؛ فالمنافق كاذب لأنَّه يُظهرُ إيمانَه، ولكنَّه ليس مؤمنًا في الباطنِ؛ "فإنَّه مع الفُجورِ"، أي: الخُروجِ عن الطَّاعةِ، والميلِ عن الاستِقامَةِ، "وهما في النَّارِ"؛ فالكذِبُ معَ الفُجورِ يُدخِلان صاحِبَهما النَّارَ.
ثُمَّ قال: "وسَلوا اللهَ المعافاةَ" اطلُبوا منه عزَّ وجلَّ أن يَمُنَّ عليكم بالمعافاةِ، وهي السَّلامةُ في الدِّينِ مِن الفِتنةِ، وفي البدَنِ مِن سيِّئِ الأسقامِ وشدَّةِ المِحنةِ، فهي بذلك أجَلُّ نِعَمِ اللهِ على عبدِه، فيتعيَّنُ مُراعاتُها وحِفظُها؛ "فإنَّه لم يؤتَ أحَدٌ بعدَ اليَقينِ"، أي: عِلمِ اليَقينِ وهو الإيمانُ والبَصيرةُ في الدِّينِ، وبه يَتِمُّ تَحقيقُ الإيمانِ بالغيبِ وإزالةُ كلِّ شَكٍّ أو رَيبٍ في جَنبِ اللهِ، "خيرًا مِن المُعافاةِ".
ثمَّ قال صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ولا تَحاسَدوا"، والحسَدُ المذمومُ: هو أن يرَى أحدُهم النِّعمةَ في غَيرِه فيتمنّى زوالَها عنه، سواءٌ حصلتْ لنَفْسِه هو أو لا، "ولا تَباغَضوا"، أي: تُقدِّموا أسبابَ البُغضِ والكَراهيةِ بين بعضِكم البعضِ، "ولا تَقاطَعوا"، أي: لا يُقاطِعْ بعضُكم بعضًا، والتَّقاطُعُ ضدُّ الوَصلِ، "ولا تَدابَروا"، وهذا كِنايةٌ عن العَدواةِ، وهو تأكيدٌ للنَّهيِ عن المقاطَعةِ، وهذا نَهيٌ عن وُقوعِ هذه الشُّرورِ بين المسلمين؛ بحيثُ لا يَحسُدُ بعضُهم بعضًا ولا يَكرَهُ بعضُهم بعضًا، ولا يَقطَعون الأرحامَ والصِّلاتِ فيما بينهم، فيكونَ بينَهم التَّدابُرُ والمخالَفةُ بين القلوبِ، "وكُونوا عِبادَ اللهِ إخوانًا"؛ بأنْ يكونَ المسلِمُ أخًا حقيقيًّا لأخيه المسلِمِ؛ في المحبَّةِ والأُلفَةِ، وعدمِ التَّعرُّضِ له بالسُّوءِ، والدِّفاعِ عن عِرضِه، وغيرِ ذلك مِن مُقتَضَياتِ الأخوَّةِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على التَّزامِ الصِّدقِ في كلِّ الأمورِ؛ فإنَّ عاقِبتَه إلى الجنَّةِ.
وفيه: التَّحذيرُ مِن الكذِبِ الدَّائمِ؛ لأنَّه يؤدِّي إلى النَّارِ ويُفسِدُ الأعمالَ.
وفيه: دعوةٌ إلى الأُلفةِ والتَّآخي بين المسلِمين، مع التَّحذيرِ والنَّهيِ عن وقوعِهم في الحِقدِ والحسَدِ، والتَّنافُرِ؛ وهذا كلُّه أساسٌ للمجتمَعِ السَّليمِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
السلسلة الصحيحةإن من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق ومن
السلسلة الصحيحةأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على
السلسلة الصحيحةبينما هو يمشي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ همزه أصحابه
السلسلة الصحيحةأمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود أن يصعد شجرة
السلسلة الصحيحةكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت يكثر أن يقول سبحانك
البدر المنيرعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم
مسند أحمد تحقيق شاكرلا يأكل أحدكم من أضحيته فوق ثلاثة أيام قال وكان عبد الله إذا
مسند أحمد تحقيق شاكرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل
مسند أحمد تحقيق شاكربت ليلة عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي متطوعا
مسند أحمد تحقيق شاكرأتيت خالتي ميمونة بنت الحارث فبت عندها فوجدت ليلتها تلك من رسول الله
مسند أحمد تحقيق شاكرقلت لابن عباس حدثني عن الركوب بين الصفا والمروة فإن قومك يزعمون
مسند أحمد تحقيق شاكرأتيت خالتي ميمونة فوجدت ليلتها تلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 27, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب