حديث تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب لولا أنه

أحاديث نبوية | السلسلة الصحيحة | حديث أسماء بنت يزيد أم سلمة الأنصارية

«لما تُوُفِّيَ ابنُ رسولِ اللهِ إبراهيمَ بكى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقال له المُعزِّي ؛ أبو بكرٍ أو عمرُ : أنت أحقُّ من عظَّم اللهَ حقَّه ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : تدمعُ العينُ ويحزنُ القلبُ ولا نقول ما يُسخِطُ الربَّ ، لولا أنه وعدٌ صادقٌ وموعودٌ جامعٌ وأنَّ الآخرَ تابِعٌ للأولِ ؛ لوجَدْنا عليك يا إبراهيمُ أفضلَ مما وجدْنا ، وإنا بك لَمحْزونونَ»

السلسلة الصحيحة
أسماء بنت يزيد أم سلمة الأنصارية
الألباني
إسناده حسن في الشواهد

السلسلة الصحيحة - رقم الحديث أو الصفحة: 4/311 - أخرجه ابن ماجه (1589)، والطبراني (24/171) (433) باختلاف يسير

شرح حديث لما توفي ابن رسول الله إبراهيم بكى رسول الله صلى الله عليه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

دَخَلْنَا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى أَبِي سَيْفٍ القَيْنِ، وكانَ ظِئْرًا لِإِبْرَاهِيمَ عليه السَّلَامُ، فأخَذَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهُ، وشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عليه بَعْدَ ذلكَ وإبْرَاهِيمُ يَجُودُ بنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَذْرِفَانِ، فَقالَ له عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: وأَنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَقالَ: يا ابْنَ عَوْفٍ إنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بأُخْرَى، فَقالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1303 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 1303 )، ومسلم ( 2315 )



البُكاءُ على المصيبةِ غريزةٌ إنسانيَّةٌ لا يأثَمُ عليها المرءُ، طالَما أنَّه لم يَتخلَّلْ ذلك سَخَطٌ أو نَوْحٌ أو عدَمُ رِضًا بقَضاءِ الله وقدَرِه.
وهذه الروايةُ جُزءٌ مِن حَديثٍ طويلٍ -كما في صحيحِ مُسلمٍ- وفيه يَحْكي أنسٌ رضِيَ اللهُ عنه قصَّةَ وَفاةِ إبراهيمَ ابْنِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن مارِيَةَ القِبْطيَّةِ، وهي أمُّ وَلدِه وليستْ زَوجَه، فيقولُ: "قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وُلِدَ ليَ اللَّيلةَ غلامٌ فسمَّيتُهُ باسمِ أبي إبراهيمَ ثم ساق الحديث
وفي هذا الحديثِ يحكي أنسُ رَضيَ اللهُ عنه قصَّةَ وفاةِ إبراهيمَ بنِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن ماريةَ القِبطيَّةِ، وكان مولدُه في ذي الحجَّةِ سنةَ ثمانٍ مِن الهِجرةِ، وتُوفِّيَ في السَّنةِ التاسِعةِ مِن الهِجرةِ وهو في مَرحلةِ الرَّضاعِ، فيقولُ أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه: دخَلْنا مع رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أبي سَيْفٍ القَيْنِ، أي: الحدَّادِ، واسمُه: البراءُ بنُ أَوْسٍ، وكان ظِئرًا لإبراهيمَ وأبًا له مِن الرَّضاعةِ؛ لأنَّ زَوجتَه خَوْلةَ بنتَ المُنذِرِ قد أرضعَتْ إبراهيمَ رَضيَ اللهُ عنه، والظِّئرُ هي الحاضنُ، فأخَذ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إبراهيمَ فقبَّله وشَمَّه.
قال أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه: ثمَّ دخَلْنا عليه بعْدَ ذلك بمدَّةٍ مِن الزَّمن، وإبراهيمُ في حالِ النَّزعِ على وَشْكِ أن تَفيضَ رُوحُه، فجعَلَتْ عينَا رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَذْرِفانِ الدُّموعَ، فقال له عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ رَضيَ اللهُ عنه: وأنتَ يا رسولَ الله؟! فإنَّ النَّاسَ لا يَصبِرون عندَ المصائبِ ويَتفجَّعون، وأنت يا رسولَ الله تفعَلُ كفِعلِهم مع حثِّك على الصبرِ ونَهْيِك عن الجزَعِ؟! فقال: يا ابنَ عَوفٍ، إنَّها رحمةٌ، أي: رِقَّةٌ في القَلبِ، تَجيشُ في النَّفْسِ عِندَ فِراقِ الأحبَّةِ، فتبعَثُ على حُزنِ القَلبِ، وبُكاءِ العَينِ، وهي غريزةٌ لا يُلامُ عليها، وليست مِن الجزَعِ في شَيءٍ، ثمَّ أتْبَعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الدَّمعةَ الأُولى بالدَّمعةِ الثَّانيةِ، أو أتْبَع الكلِمةَ الأُولى بكلمةٍ أخرَى، فقال: «إنَّ العينَ تدمَعُ، والقلبَ يحزَنُ" بمقتضى الغريزةِ الَّتي فطَر اللهُ عليها خَلْقَه، «ولا نقولُ إلَّا ما يُرضي ربَّنا»؛ مِن الحَمدِ والاسترجاعِ، وسُؤالِ الخلَفِ الصَّالح، كقول: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعونَ، اللهمَّ أجُرْني في مُصيبتي وأخْلِفْني خيرًا منها، «وإنَّا بفِراقِك يا إبراهيمُ لَمَحزونونَ» وليس الحزنُ مِن فِعلِنا، ولكنَّه أمرٌ أودَعه اللهُ فينا، وأوقَعه في قلوبِنا، فلا نُلامُ عليه إلَّا إذا قُلْنا أو فعَلْنا ما لا يُرضي ربَّنا.
وفي الحديثِ: أنَّ المؤمنَ لا يقولُ عندَ المصيبةِ ولا يَفعَلُ إلَّا ما يُرضي اللهَ عزَّ وجلَّ.
وفيه: تقبيلُ الولدِ وشَمُّه.
وفيه: مَشروعيَّةُ البُكاءِ برَحمةٍ على المَيتِ، مع عدَمِ الاعتراضِ على قضاءِ اللهِ تعالَى.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
السلسلة الصحيحةبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقلت يا رسول الله
السلسلة الصحيحةجاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا السلام عليك يا مولانا
السلسلة الصحيحةانكسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ودمعت
السلسلة الصحيحةكنا نأكل لحوم الخيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم زاد
إرواء الغليلأنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بابن أخ له يبايعه على الهجرة
السلسلة الصحيحةمطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله
السلسلة الصحيحةلا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة
السلسلة الصحيحةقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر لأدفعن الراية إلى
السلسلة الصحيحةعن عبد الرحمن بن عوف قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم
السلسلة الصحيحةلما حضرت أبا سلمة الوفاة قالت أم سلمة إلى من تكلني
السلسلة الصحيحةإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شاب إلا يسيرا ولكن
السلسلة الصحيحةكان بين خالد بن الوليد وبين عبدالرحمن بن عوف كلام فقال خالد لعبدالرحمن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, July 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب