حديث انكشف المسلمون يوم حنين فتبعتهم الكفار فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم

أحاديث نبوية | مجمع الزوائد | حديث يزيد بن عامر السوائي

«انكشف المسلمونَ يومَ حُنينٍ فتبِعَتْهم الكفارُ فأخذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قبضةً من الأرضِ فرمَى بها وجوهَهم وقال ارجعوا شاهت الوجوهُ فما منا من أحدٍ يلقَى أخاه إلا وهو يشكو القذَى ويمسحُ عينَيه»

مجمع الزوائد
يزيد بن عامر السوائي
الهيثمي
رجاله ثقات

مجمع الزوائد - رقم الحديث أو الصفحة: 6/185 -

شرح حديث انكشف المسلمون يوم حنين فتبعتهم الكفار فأخذ رسول الله صلى الله عليه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

غَزَوْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حُنَيْنًا، فَلَمَّا وَاجَهْنَا العَدُوَّ تَقَدَّمْتُ فأعْلُو ثَنِيَّةً، فَاسْتَقْبَلَنِي رَجُلٌ مِنَ العَدُوِّ، فأرْمِيهِ بسَهْمٍ، فَتَوَارَى عَنِّي، فَما دَرَيْتُ ما صَنَعَ، وَنَظَرْتُ إلى القَوْمِ فَإِذَا هُمْ قدْ طَلَعُوا مِن ثَنِيَّةٍ أُخْرَى، فَالْتَقَوْا هُمْ وَصَحَابَةُ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَوَلَّى صَحَابَةُ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَأَرْجِعُ مُنْهَزِمًا، وَعَلَيَّ بُرْدَتَانِ مُتَّزِرًا بإحْدَاهُما مُرْتَدِيًا بالأُخْرَى، فَاسْتَطْلَقَ إزَارِي فَجَمَعْتُهُما جَمِيعًا، وَمَرَرْتُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُنْهَزِمًا وَهو علَى بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لقَدْ رَأَى ابنُ الأكْوَعِ فَزَعًا، فَلَمَّا غَشُوا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَزَلَ عَنِ البَغْلَةِ، ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً مِن تُرَابٍ مِنَ الأرْضِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ به وُجُوهَهُمْ، فَقالَ: شَاهَتِ الوُجُوهُ، فَما خَلَقَ اللَّهُ منهمْ إنْسَانًا إلَّا مَلأَ عَيْنَيْهِ تُرَابًا بتِلْكَ القَبْضَةِ، فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَسَمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غَنَائِمَهُمْ بيْنَ المُسْلِمِينَ.
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1777 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



بعْدَ أنْ أكرَمَ اللهُ عزَّ وجلَّ نَبيَّه بفَتحِ مكَّةَ في العامِ الثَّامنِ مِن الهجرةِ، بَلَغَهم أنَّ مالكَ بنَ عَوفٍ النَّضريَّ جمَعَ القبائلَ الكافرةَ مِن هَوازن وثَقيفَ وتَجمَّعوا في وادي حُنَينٍ لمُحارَبةِ المسْلِمين، فنَدَبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصحابَه وجَيْشَه للتَّحرُّكِ نحْوَ تَجمُّعاتِهم في حُنَينٍ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي سَلَمةُ بنُ الأكوعِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم غزَوُا الكفَّارَ مع رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ حُنَينٍ، وهو وادٍ بيْن مكَّةَ والطَّائفِ وَراءَ عرَفاتٍ، فلمَّا واجَهوا العدوَّ وكانوا في مُقابَلتَه، تَقدَّمَ سَلَمةُ رَضيَ اللهُ عنه على جَيشِ المسْلِمين وسَبَقهم إلى جِهةِ العدوِّ، واعتَلَى «ثنيَّةً» وهي الطَّريقُ في الجبلِ، فاسْتقبَله رجلٌ مِن العدوِّ، فرَماهُ سَلَمةُ رَضيَ اللهُ عنه بسَهمٍ، فتَوارى هذا الرَّجلُ واختَفَى واستَتَر عن نَظرِ سَلَمةَ رَضيَ اللهُ عنه، فلم يَرَه بعْدَ أنْ ضَرَبه بالسَّهمِ، فلم يَعلَمْ ما صنَع: هلْ مات أمْ أصابَه فقطْ؟ ثمَّ نَظَر سَلَمةُ رَضيَ اللهُ عنه إلى العدوِّ ليَعرِفَ ماذا يَصنَعون، فإذا هُم قدْ طلَعوا وصَعِدوا على الجبلِ مِن طَريقٍ آخَرَ غيرِ الَّذي هو فيه، فالتقَوْا وصحابةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فوقَعَ بيْنهم القتالُ، فأدْبَرَ وانهَزَمَ بعضُ صحابةِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وقال سَلَمةُ عن نَفسِه: «وَأَرْجِعُ منهزمًا» أي: كان هو مِن جُملةِ مَن رَجَع وأدْبَرَ عن العدوِّ، وكان عليه مِن الثِّيابِ «بُردتانِ»، أي: رِداءانِ، جَعَل أحدَهما إزارًا يُغطِّي به النِّصفَ الأسفلَ مِن الجسَدِ، والآخَرَ يُغطِّي الجزءُ العُلويَّ مِن الجسدِ، فانحَلَّ رِباطُ الإزارِ، فجمَعَ البُرْدتينِ جميعًا بيَدِه على عاتقِه، أو أمسَكَ الإزارَ والرِّداءَ بيَدٍ واحدةٍ؛ يُشيرُ إلى سُرعةِ فِرارِه، فلمَّا كان على تلكَ الحالِ مَرَّ سَلَمةُ رَضيَ اللهُ عنه على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ راكبًا على بَغلتِه الشَّهباءِ، أي: البيضاءِ، ثابتًا لا يَفِرُّ مع الفارِّين، بلْ جَعَل يُقبِلُ على العدوِّ، فلمَّا رَأى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَلَمةَ رَضيَ اللهُ عنه وهو يُدبِرُ مُسرِعًا، قال: «لقدْ رأى ابنُ الأكوعِ فزَعًا»، أي: خوفًا شديدًا، فلمَّا اقتَرَبَ العدوُّ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، نَزَل رَسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن البَغلةِ، ثمَّ قَبَض بكَفِّه قَبضةً مِن تُرابٍ مِن الأرضِ، ثمَّ استقبَل بذلكَ التُّرابِ وُجوهَ العدوِّ، ودَعا عليهم وقال: «شاهَتِ الوجوهُ»، أي: تغيَّرَتْ وقبُحَتْ بِردِّها خائبةً مُنهزِمةً، فأخبَرَ سَلَمةُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه ما بَقِي منهم أحدٌ، إلَّا ملَأ عَينَيْه تُرابٌ بتلك القبضةِ، فولَّوْا ورَجَعوا مُدبِرينَ بعْدَ أنِ استَنفَرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَيْشَ المسْلِمين وأقْبَلوا عليهم مرَّةً أُخرى، فهَزَمهم اللهُ وفرَّقَهم وشَتَّتَهم، ونصَر رسولَه، واستجاب دُعاءَه، وجمَع له بيْن عزِّ الجاهِ، وحُسنِ الحالِ، وغنيمةِ المالِ، كما قال تعالَى: { لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ } [ التوبة: 25، 26 ]، وبعْدَ نِهايةِ المعركةِ قسَم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غنائمَهم وأموالَهُم الَّتي أخَذَها المسْلِمون في الحربِ.
وفي الحديثِ: شجاعةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مجمع الزوائدبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة
مجمع الزوائدبينا أنا أدير الكأس على أبي طلحة وأبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن
مجمع الزوائدبينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قريبا من ثمانين رجلا
مجمع الزوائدبينا نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع القوم
مجمع الزوائدتستشهدون بالقتل والطاعون والغرق والبطن وموت المرأة جمعا موتها في نفاسها
مجمع الزوائدجاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرده ثم قال
مجمع الزوائدجاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال رسل رسول الله
مجمع الزوائدجاءت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال رسل رسول الله
مجمع الزوائدجاءت فاطمة بنت عتبة بن ربيعة تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم
مجمع الزوائدجاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزلنا فناولته دلوا فشرب ثم
مجمع الزوائدجعلت شعائر من ذهب في رقبتها فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض
مجمع الزوائدحاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له ثم أخذه من


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب