حديث عن أبي الأسود الدؤلي أنه سأل عمران بن حصين وعبد الله بن مسعود

أحاديث نبوية | مجمع الزوائد | حديث عمران بن الحصين وعبدالله بن مسعود وأبي بن كعب

«عنْ أبي الأَسْوَدِ الدؤَلِيِّ أنَّهُ سَأَلَ عِمْرانَ بْنَ حُصَيْنٍ وعبدَ اللهِ بْنَ مسعودٍ وأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عن القدْرِ فقالَ إنِّي قَدْ خَاصَمْتُ أهْلَ القدَرِ حتَّى أخْرَجُونِي فَهَلْ عندَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فتُحَدِّثُونِي فقالُوا لَوْ أَنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ عذَّبَ أَهْلَ السماءِ والأرضِ عذَّبَهُمْ وهو غيرُ ظالِمٍ ولَوْ أدخَلَهم في رحمتِهِ كانَتْ رحمتُهُ أوْسَعَ مِنْ ذنوبِهِم ولكنَّهُ كما قَضَى يعذِّبُ مَنْ يشاءُ ويرحَمُ من يشاءُ فمَنْ عُذِّبَ فهوَ الحقُّ ومَنْ رُحِمَ فهوَ الحقُّ ولو كان لَكَ مثلُ أُحُدٍ ذَهَبًا تُنْفِقُهُ في سبيلِ اللهِ ما قُبِلَ منكَ حتَّى تؤْمِنَ بالْقَدَرِ خيرِهِ وشرِّهِ ثمَّ قال عمرانٌ لِأَبِي الأسودِ حينَ حدَّثَهُ الحديثَ سمِعْتُ ذلِكَ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وسمِعَهُ معِي عبدُ اللهِ يعني ابنَ مسعودٍ وأُبَيُّ بن كعْبٍ فسألَهُما أبو الأسودِ فحدَّثَاهُ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم»

مجمع الزوائد
عمران بن الحصين وعبدالله بن مسعود وأبي بن كعب
الهيثمي
رجاله ثقات

مجمع الزوائد - رقم الحديث أو الصفحة: 7/201 -

شرح حديث عن أبي الأسود الدؤلي أنه سأل عمران بن حصين وعبد الله بن


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أتيت أُبَيَّ بنَ كعبٍ ، فقلتُ له : وقَعَ في نفسي شيءٌ من القَدَرِ ، فحدثْني بشيءٍ ، لعلَّ اللهَ أن يُذْهِبَه مِن قلبي .
فقال : لو أن اللهَ عذَّب أهلَ سماواتِه ، وأهلَ أرضِه ، عذَّبَهم وهو غيرُ ظالمٍ لهم ، ولو رَحِمَهم كانت رحمتُه خيرًا لهم من أعمالِهم ، ولو أنفقتَ مثلَ أُحُدٍ ذهبًا في سبيلِ اللهِ ، ما قَبِلَه اللهُ منك حتى تُؤْمِنَ بالقَدَرَ ، وتَعْلَمَ : أن ما أصابَك لم يَكُنْ لِيُخْطِئَك، وأن ما أخطأَكَ لم يَكُنْ لِيُصِيبَك ، ولو مِتَّ على غيرِ هذا لدخلتَ النارَ .
قال : ثم أتيتُ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ، فقال مثل ذلك .
قال : ثم أتيتُ حذيفةَ بنَ اليَمَانِ، فقال مثل ذلك .
قال : ثم أتيتُ زيدَ بنَ ثابتٍ ، فحدَّثَني عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4699 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود ( 4699 )، وابن ماجه ( 77 )



الصَّبرُ عَواقبُه محمُودةٌ، وما قدَّرهُ اللَّهُ كائنٌ؛ فالعاقلُ يُقابِلُ الشَّدائدَ والمِحَنَ بالرِّضَا والتَّسليم؛ لِينالَ ثَوابَ الصَّبرِ، وفي هذا الحديث يَحكِي ابنُ الدَّيْلِمِيِّ الفَارِسِيُّ وهو عبدُ اللهِ بنُ فيروز، أنَّه أتى أُبَيَّ بنَ كعبٍ، يطلُبُ منه بيانًا شافيًا في أمْر القَضاءِ والقَدَر، فقالَ له: "وَقَعَ فِي نَفْسِي شَيءٌ مِن القدَرِ"، أي: اضْطِرابٌ شَديدٌ مِن بَعْض شُبَهِ القَدَر مِن جِهَة العَقلِ التي تُؤَدِّي إلى الشَّكِّ والحيْرَة، وأُريدُ الاهتدَاء، "فَحَدِّثْنِي بِشيءٍ؛ لَعَلَّ اللَّهَ يُذْهِبُه مِن قَلبِي"، أي: يُزِيلُهُ مِن القَلْب.
وفي هذا إشارَةٌ إلَى تَمَكُّنِ هذه الشُّبَه منه، حتى لا يَكاد يَقْدِر عَلى دَفْعِها، فقال له أُبَيٌّ مُطمْئِنًا وَمُتَحَرِّيًا قَوْلَه؛ حتى يَكُون فيه غَايةُ البَيانِ والإرشَادِ الشَّافِيَيْنِ الوافيَيْنِ: "لو أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَوَاتِه وأَهْلَ أَرْضِهِ لَعَذَّبَهم غَيْرَ ظَالِمٍ لَهُمْ"، أي: لِنفتَرِض أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَوَاتِه مِن الملائِكَةِ المُقرَّبينَ، وَأَهْلَ أَرْضِهِ مِن الأنبياءِ والنَّاسِ أَجْمعين، فيَكُونُ بذلك قد عَذَّبَهُم وهو غيرُ ظالِمٍ لهم; لأنَّ الخلقَ عاجزون عن القيام بحقِّ الله وعبادتِه حقَّ العبادة، فعذَابُه عَدْلٌ، وَثَوَابُه فضْلٌ.
"ولو رَحِمَهم كَانَتْ رَحْمَتُه خَيْرًا لَهُم مِن أَعْمَالِهِم"، أي: إِنَّ رَحْمَته لِعِبَادِه إنَّما هِي مَحْضُ فَضْلٍ منه سُبحانه وتعالى، وهي خير مِن أَعْمَالِهِم الصَّالِحَةِ كلِّها، بل هذه الأعمالُ مِن جُملةِ رَحمتِه بِهم.
"وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُد ذَهَبًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا قَبِلَهُ اللَّه مِنك"، أي: لو أَنْفقتَ مِثلَ هذا الجَبَل العَظِيم ذَهَبًا فِي مَرْضَاة اللَّه، مَا قَبِلَ اللَّهُ منك هذا الإنْفاقَ; "حَتَّى تُؤْمِنَ بالقَدَر"، أي: تُؤمِنَ إِيمَانًا كَامِلًا بِأَنَّ جَمِيع الأُمُور خَيْرِهَا وَشَرِّهَا، حُلوِهَا ومُرِّهَا، نَفْعِهَا وضَرِّهَا بِقَضاءِ اللَّهِ وقَدَرِه وإرَادته وَأمرِهِ.
"وتعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَك" مِن خَيْرٍ أو شَرٍّ، "لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَك"، أي: يَتَجَاوَزك، "وأَنَّ ما أَخْطَأَك" مِن هذا الخيرِ والشَّرِّ، "لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَك".
وهَذا هُو مَضْمُونُ قَوْل اللَّه تَعالى: { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اَللَّهُ لَنَا } [ التوبة: 51 ]، فهذا هو مَحْضُ الإِيمَانِ بالقَضَاءِ والقَدَر; لِأَنَّ رِضَا النَّفْسِ بِمَا أَصَابَهَا لن يَكُونَ إِلَّا بِحُصُول اليَقِين فِي القَلْبِ لِلقَضَاءِ السَّابِقِ والقَدَرِ المَاضِي، فإن لَمْ تَرْضَ فإنَّ الصَّبْرَ عَلَى المَكْرُوهِ خَيْرٌ كُلُّه؛ فَهَاتَانِ دَرجَتَانِ للمُؤمِن فِي المصَائبِ.
"وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْر هذا"، أي: لَو مُتَّ عَلَى اعْتِقَادٍ غَيْر هذا فِي القَضَاء والقَدَر، "لَدَخَلْتَ النَّارَ"؛ وهذا قاله له على سبيل التَّهْدِيدِ، أو الوَعِيد.
قال ابنُ الدَّيلميِّ: "ثمُ أتيتُ عبدَ اللهِ بنَ مَسعودٍ"، أي: يسألُه عمَّا سألَ عنه أُبيَّ بن كعْبٍ؛ وذلك طلبًا للمزيدِ مِن عِلمِ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم؛ "فقال مِثلَ ذلك" أي: بمِثل قولِ أُبيٍّ، قال: "ثم أتيتُ حُذيفةَ بنَ اليمانِ، فقال مِثلَ ذلك" قال: "ثمَّ أتيتُ زيدَ بنَ ثابتٍ، فحَدَّثني عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِثلَ ذلك"، أي: رفَع زيدُ بنُ ثابتٍ هذا الحديثَ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، بعدَما كان موقوفًا على مَن تَقدَّمَ مِن الصَّحابةِ.
وَفِي الحَدِيثِ: الحَثُّ على التَّوكُّلِ على اللَّهِ، والصَّبْرِ على المَصَائِبِ، وَأَنَّ الخَير والشَّرَّ جَمِيعًا بِتَقْدِيرِ اللَّهِ تعالى .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مجمع الزوائدعجبت من قضاء الله سبحانه للمؤمن إن أصابه خير حمد ربه وشكر وإن
مجمع الزوائدإن ابني هذا يعني الحسن سيد وليصلحن الله عز وجل به بين فئتين
مجمع الزوائدصلب الحجاج ابن الزبير على عقبة المدينة ليري ذلك قريشا فلما أن تفرقوا
مجمع الزوائدسمعت عليا يقول لعبد الله السبائي ويلك والله ما أفضى إلي بشيء كتمه
مجمع الزوائدالذهب بالذهب والفضة بالفضة والحنطة بالحنطة والشعير بالشعير والملح بالملح مثلا بمثل فمن
مجمع الزوائدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الاغتيال ثم قال لو
مجمع الزوائدأن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف يوما من صلاة الصبح فأتى النساء
مجمع الزوائدأوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن لا يأخذني في الله لومة لائم
مجمع الزوائدبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فغارت على قوم فشد رجل
مجمع الزوائدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال أي يوم هذا قالوا
مجمع الزوائدبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي إذ احتفز جالسا
مجمع الزوائدلا تذهب الدنيا حتى تكون عند لكع بن لكع وفي رواية لا تذهب


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, July 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب