حديث أن من نزل على حكم سعد من بني قريظة وقتلوا كانوا أربع مئة

أحاديث نبوية | فتح الغفار | حديث جابر بن عبدالله

«(أنَّ مَن نَزَلَ على حُكمِ سعدٍ من بَني قُرَيظةَ وقُتِلوا) كانوا أربَعَ مِئَةِ مُقاتِلٍ.»

فتح الغفار
جابر بن عبدالله
الرباعي
إسناده صحيح

فتح الغفار - رقم الحديث أو الصفحة: 1859/4 -

شرح حديث أن من نزل على حكم سعد من بني قريظة وقتلوا كانوا أربع


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أُصِيبَ سَعْدٌ يَومَ الخَنْدَقِ؛ رَمَاهُ رَجُلٌ مِن قُرَيْشٍ يُقَالُ له: حِبَّانُ بنُ العَرِقَةِ، رَمَاهُ في الأكْحَلِ، فَضَرَبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيْمَةً في المَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِن قَرِيبٍ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الخَنْدَقِ وضَعَ السِّلَاحَ واغْتَسَلَ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ وهو يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الغُبَارِ، فَقَالَ: قدْ وضَعْتَ السِّلَاحَ؟ واللَّهِ ما وضَعْتُهُ، اخْرُجْ إليهِم، قَالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فأيْنَ؟ فأشَارَ إلى بَنِي قُرَيْظَةَ، فأتَاهُمْ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَنَزَلُوا علَى حُكْمِهِ، فَرَدَّ الحُكْمَ إلى سَعْدٍ، قَالَ: فإنِّي أحْكُمُ فيهم: أنْ تُقْتَلَ المُقَاتِلَةُ، وأَنْ تُسْبَى النِّسَاءُ والذُّرِّيَّةُ، وأَنْ تُقْسَمَ أمْوَالُهُمْ.
[ وفي رِوايةٍ ]: أنَّ سَعْدًا قَالَ: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعْلَمُ أنَّه ليسَ أحَدٌ أحَبَّ إلَيَّ أنْ أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ، مِن قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسولَكَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَخْرَجُوهُ، اللَّهُمَّ فإنِّي أظُنُّ أنَّكَ قدْ وضَعْتَ الحَرْبَ بيْنَنَا وبيْنَهُمْ، فإنْ كانَ بَقِيَ مِن حَرْبِ قُرَيْشٍ شَيءٌ فأبْقِنِي له؛ حتَّى أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ، وإنْ كُنْتَ وضَعْتَ الحَرْبَ، فَافْجُرْهَا واجْعَلْ مَوْتَتي فِيهَا، فَانْفَجَرَتْ مِن لَبَّتِهِ، فَلَمْ يَرُعْهُمْ -وفي المَسْجِدِ خَيْمَةٌ مِن بَنِي غِفَارٍ- إلَّا الدَّمُ يَسِيلُ إليهِم، فَقالوا: يا أهْلَ الخَيْمَةِ، ما هذا الذي يَأْتِينَا مِن قِبَلِكُمْ؟ فَإِذَا سَعْدٌ يَغْذُو جُرْحُهُ دَمًا، فَمَاتَ منها رَضِيَ اللَّهُ عنْه.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4122 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 4122 )، ومسلم ( 1769 )



جاهَدَ الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم في اللهِ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقَّ الجِهادِ؛ لإعْلاءِ كَلِمتِه، وتَنْفيذًا لأمْرِه، فأُوذوا وصَبَروا للهِ ابْتِغاءَ ما عندَ اللهِ سُبحانَه وتعالَى، فمَنَّ اللهُ عليهم بنَصرِه، وردَّ عنهم كَيدَ عَدوِّهم، وفازوا بخَيرَيِ الدُّنْيا والآخِرةِ.
وفي هذا الحَديثِ تَحْكي أمُّ المؤمِنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ سَعدَ بنَ مُعاذٍ رَضيَ اللهُ عنه -وكان سيِّدَ الأوْسِ- أُصيبَ يَومَ غَزْوةِ الخَندَقِ سَنةَ خَمسٍ منَ الهِجْرةِ؛ فقدْ رَماه رَجلٌ مِن كفَّارِ قُرَيشٍ يُقالُ له: حِبَّانُ بنُ العَرِقةِ، وهو حِبَّانُ بنُ قَيسٍ مِن بَني مَعِيصِ بنِ عَامِرِ بنِ لُؤَيٍّ، رَماه في «الأكْحَلِ»، وهو عِرقٌ في الذِّراعِ، فأقامَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ له خَيْمةً في المَسجِدِ النَّبَويِّ؛ ليَكونَ قَريبًا منه.
فلَمَّا هزَمَ اللهُ الأحْزابَ، وردَّهم خاسِرينَ، ورجَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن الخَندَقِ إلى بَيتِه بالمَدينةِ؛ وضَعَ السِّلاحَ واغتَسَلَ، فجاءهُ جِبْريلُ عليه السَّلامُ وهو يَنفُضُ رَأسَه مِن غُبارِ المعركةِ، فقال للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وضَعْتَ السِّلاحَ؟ واللهِ ما وضَعْتُه، اخرُجْ إليهم، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فأين أذهَبُ؟ فأشارَ جِبْريلُ عليه السَّلامُ إلى بَني قُرَيْظةَ، وهمْ قَبيلةٌ مِن اليَهودِ كانوا بالمَدينةِ قبْلَ هِجْرةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليها، وعقَدَ معَهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَهدًا، ولكنَّهم خانوا عَهْدَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أشدِّ الأوْقاتِ؛ بأنْ تَحالَفوا معَ الأحْزابِ ضدَّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والمؤمِنينَ، وكادوا أنْ يُدْخِلوا جُيوشَ المُشرِكينَ إلى المَدينةِ مِن ناحِيَتِهم، إلَّا أنَّ اللهَ أدرَكَ المُسلِمينَ بعِنايَتِه ورَحمَتِه. 
فجاءهمْ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فحاصَرَهم بِضعَ عَشْرةَ لَيلةً، فنَزَلوا على حُكمِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، فرَدَّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ الحُكمَ فيهم إلى سَعدِ بنِ مُعاذٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأرْسَلَ إليه، فلَمَّا حضَرَ قال: فإنِّي أحكُمُ فيهم أنْ تُقتَلَ الطَّائِفةُ المُقاتِلةُ منهم، وهمُ الرِّجالُ، وأنْ تُسْبى النِّساءُ والذُّرِّيَّةُ، أيِ: الصِّبْيانُ، وأنْ تُقسَمَ أمْوالُهم.

وتَحْكي عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ سَعدًا رَضيَ اللهُ عنه قال في مَرضِه: «اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّه ليس أحَدٌ أحَبَّ إلَيَّ أنْ أُجاهِدَهم فيكَ، مِن قَومٍ كَذَّبوا رَسولَكَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ»، يَعني كفَّارَ قُرَيشٍ؛ وذلك لأنَّ إيذاءَ كفَّارِ قُرَيشٍ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والمُسلِمينَ أوجَبَ عليهمُ الهِجْرةَ إلى المَدينةِ، وأخْرَجوهم مِن ديارِهم وأمْوالِهم، «اللَّهُمَّ فإنِّي أظُنُّ أنَّكَ قدْ وضَعْتَ الحَربَ بيْنَنا وبيْنَهم» يَقصِدُ الحَربَ معَ قُرَيشٍ، «فإنْ كان بَقيَ مِن حَربِ كفَّارِ قُرَيشٍ شَيءٌ فأبْقِني له»، يَسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ ألَّا يُمِيتَه حتَّى يُجاهِدَ كفَّارَ قُرَيشٍ في حُروبٍ مُستَقبَلةٍ، إنْ لم يَنْتَهوا مِن إيذاءِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإنْ كُنتَ وضَعْتَ الحَربَ بيْننا وبيْنهم، أي: لا يكونُ هناك حَربٌ بينَ المُسلِمينَ وقُرَيشٍ، «فافْجُرْها»، أي: جِراحَتَه وإصابَتَه حتَّى يكونَ مَوتُه فيها، واجعَلْ مَوْتي فيها؛ لأفوزَ بمَرْتَبةِ الشَّهادةِ، فانفَجَرَت مِن «لَبَّتِه»، أي: مِن مَوضِعِ القِلادةِ مِن صَدْرِه، وكان مَوضِعُ الجُرْحِ قد وَرِمَ حتَّى وصَلَ الوَرَمُ إلى صَدْرِه، فانفَجَرَ منه، وعندَ مُسلِمٍ: «من لَيلَتِه»، أي: وقَعَ مَوتُه اليومَ الَّذي دَعا فيه بهذا الدُّعاءِ، وقيلَ: إنَّ قَولَه: «مِن لَيلَتِه» هو الأصوَبُ، والأنسَبُ لسياقِ الرِّوايةِ، ومَوضِعِ الجُرحِ.
وكان في المَسجِدِ خَيْمةٌ لبَني غِفارَ، فلم يَفزَعْ أهلَ المَسجِدِ إلَّا الدَّمُ الخارِجُ مِن جُرحِ سَعدٍ رَضيَ اللهُ عنه يَسيلُ إلى أهلِ المَسجِدِ، فقالوا: يا أهلَ الخَيْمةِ، ما هذا الَّذي يَأْتينا مِن جِهَتِكم؟ فنَظَروا في الأمرِ، فإذا سَعدٌ رَضيَ اللهُ عنه يَسيلُ جُرحُه دَمًا، فمات مِن تلك الجِراحةِ.
قيلَ: إنَّ ظنَّ سَعدٍ كان مُصيبًا، وإنَّ دُعاءَه في هذه القِصَّةِ كان مُجابًا؛ وذلك أنَّه لم يقَعْ بيْنَ المُسلِمينَ وبيْنَ قُرَيشٍ مِن بعْدِ وَقْعةِ الخَندَقِ حَربٌ يكونُ ابتِداءُ القَصدِ فيها مِن المُشرِكينَ؛ فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تجَهَّزَ إلى العُمرةِ، فصَدُّوه عن دُخولِ مكَّةَ، وكادتِ الحَربُ أنْ تقَعَ بْينَهم، فلم تقَعْ؛ كما قال تعالَى: { وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } [ الفتح: 24 ]، ثمَّ وقعَتِ الهُدْنةُ، واعتَمَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن قابِلٍ، واستمَرَّ ذلك إلى أنْ نَقَضوا العَهدَ، فتَوجَّه إليهم غازيًا، ففُتِحَتْ مكَّةُ؛ فعلى هذا فالمُرادُ بقولِه: «أظُنُّ أنَّكَ وضَعْتَ الحَربَ»، أي: أنْ يَقصِدونا مُحارِبينَ.
وفي الحَديثِ: فَضيلةُ سَعدِ بنِ مُعاذٍ رَضيَ اللهُ عنه.
وفيه: تَأْييدُ اللهِ لعِبادِه المؤمِنينَ بالمَلائكةِ يُقاتِلونَ معَهم، ويَدفَعونَ عنهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
فتح الغفارمن شرب الخمر لم يرض الله عنه أربعين ليلة فإن مات مات كافرا
فتح الغفارأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر أعرابيا قائما في
فتح الغفارسباب المسلم كالمشرف على الهلكة
فتح الغفارقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم دلني على عمل يدخلني الجنة
فتح الغفارجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره قال اطرح متاعك
فتح الغفارأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة أعاذك الله من
الأحكام الكبيرجواب التثويب الصلاة خير من النوم بقول صدقت وبررت وحكي أنه يقول صدق
الأحكام الكبيردخل أعرابي المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فقال اللهم اغفر
الأحكام الكبيرعن وائل بن حجر في وصفه صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قال
الأحكام الكبيرعن عبد الله بن مسعود قال من قرأ القرآن في أقل من ثلاث
الأحكام الكبيررأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الصلاة حذو منكبيه حين
الأسماء والصفات للبيهقيعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله إذ يغشى السدرة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب