شرح حديث أن بعض الناس كلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
أنَّ بعضَ النَّاسِ مَن كَلَّموا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في شَأنِ العَزلِ، وذلك لشَأنِ غَزْوةِ بَني المُصطلِقِ، فأصابوا سَبايا وكَرِهوا أنْ يَلِدنَ منهم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما عليكم ألَّا تَعزِلوا؛ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قَدَّرَ ما هو خالقٌ إلى يومِ القيامةِ.
الراوي : أبو سعيد | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم: 3701 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
غَزا النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ بَني المُصْطَلِقِ، وهم قَومُ جُوَيريةَ بِنتِ الحارِثِ زَوجِ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ سَنةَ سِتٍّ مِنَ الهِجرةِ، فقَتَلَ مُقاتِلَتَهم، وسَبى ذَراريَّهم قَبلَ أنْ يُعتِقَهم أصحابُ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لِزَواجِ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ جُوَيريةَ؛ كَرامةً لِأصهارِ رَسولِ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُطلِقَ بسَبَبِها أهلُ بَيتٍ مِن قَومِها، قُرابةُ المِئةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو سَعيدٍ الخُدريُّ رَضيَ
اللهُ عنه: "أنَّ بَعضَ الناسِ كَلَّموا رَسولَ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ في شَأنِ العَزلِ" وهو أنْ يَعزِلَ الرَّجُلُ مَاءَه عن رَحِمِ المَرأةِ إذا جامَعَها لِتَجنُّبِ الحَمْلِ، ويَكونُ بنَزْعِ الذَّكَرِ مِن فَرْجِ المَرأةِ قَبلَ الإنزالِ، "وذلك لِشَأنِ غَزوةِ بَني المُصطَلِقِ، فأصابوا سَبايا وكَرِهوا أنْ يَلِدنَ منهم" وكانَ سَبَبُ سُؤالِهم لِلنَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ عنِ العَزلِ هو لِمَا أصابوه مِنَ السَّبيِ، وهُنَّ النِّساءُ اللَّاتي يُؤخَذْنَ مِنَ الكُفَّارِ بَعدَ قِتالِهم، وكانوا قدِ اشْتَهَوُا النِّساءَ، واشتَدَّتْ عليهمُ العُزبةُ، وأحَبُّوا العَزلَ،
يَعني: أرادوا جِماعَ النِّساءِ اللَّاتي سَبَوْهُنَّ بَعدَ أن صِرْنَ لهم، ولكِنَّهم أحَبُّوا العَزلَ؛ حتى لا تَحمِلَ هذه السَّبايا؛ خَوفًا مِن ألَّا يَتمَكَّنوا مِن بَيعِهِنَّ إذا حَمَلتِ الأمَةُ، فامْتَنَعوا عنِ العَزلِ حتَّى يَسألُوا النَّبيَّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ عن حُكمِ ذلك، فلَمَّا سألوه قالَ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما عليكم ألَّا تَعزِلوا"، لا بَأْسَ عليكم أنْ تَترُكوا العَزلَ.
وقيلَ: قد فَهِمتْ طائِفةٌ مِن هذا التَّركيبِ النَّهيَ والزَّجرَ عنِ العَزلِ، وفَهِمتْ طائِفةٌ أُخرى منها الإباحةَ، بدَليلِ قَولِه: "فإنَّ
اللهَ عَزَّ وجَلَّ قَدَّرَ ما هو خالِقٌ إلى يَومِ القيامةِ" وقَولِه في رِواياتٍ أُخرى: "ما مِن نَسمةٍ كائِنةٍ إلَّا وسَتكونُ"، وبِقَولِه: "افعَلوا أو لا تَفعَلوا؛ فإنَّما هو القَدَرُ"، وبقَولِه: "إذا أرادَ
اللهُ -عَزَّ وجَلَّ- خَلْقَ شَيءٍ لم يَمنَعْه شَيءٌ" بمَعنى: ما قَدَّرَ
اللهُ كَونَ نَسمةٍ فلا بُدَّ مِن مَجِيئِها مِنَ العَدَمِ إلى الوُجودِ، سواءٌ حَدَثَ العَزْلُ أو لم يَحدُثْ.
وفي الحَديثِ: مَشروعيَّةُ العَزلِ وما في مَعناه مِنَ الوَسائِلِ الحَديثةِ مِنَ الإيماءِ لِمَنعِ الحَملِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم