شرح حديث أنها كانت تغتسل هي ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
أنَّها كانت تغتسِلُ هي ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن إناءٍ واحدٍ يسَعُ ثلاثةَ أمدادٍ أو قريبًا مِن ذلك
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم: 1202 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
كان النَّبيُّ صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ مُعلِّمًا لأُمَّتِه بالقَولِ والفِعلِ؛ حتَّى في أفعالِه في بَيتِه، ومعَ زَوجاتِه رضِيَ
اللهُ عنهنَّ، وكان صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ أحسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وهَيئةً، وقدْ نقَلَ أزواجُه رضِيَ
اللهُ عنهنَّ هَدْيَه وشَمائِلَه؛ لتَتعلَّمَ الأُمَّةُ وتَقتديَ به صَلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائشةُ زَوجُ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّها كانتْ تَغتسِلُ هي ورَسولُ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الجَنابةِ-كما عندَ مُسلِمٍ- مِن إناءٍ واحدٍ، فيَتشارَكانِ، ويَتناوَلانِ مِن نفْسِ الماءِ، وفي رِوايةِ النَّسائيِّ: «
لقدْ رأَيْتُني أُنازِعُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الإناءَ، أَغتسِلُ أنا وهوَ منه»؛
أي: أنَّهما يَتجاذبانِ الماءَ مِن بعضِهما، وهذا مِن جَميلِ المعاشَرةِ ومُداعَبةِ الأهْلِ.
ثُمَّ أخبَرَتْ رضِيَ
اللهُ عنها بِمِقدارِ الإناءِ، وكَمِّ الماءِ الَّذي كان يَستخدِمانِه في غُسْلِهما، وهو ما يُقاربُ ثَلاثةَ أَمْدادٍ؛ والمعنى: أنَّ كلَّ واحدٍ منهما يَنفرِدُ في اغتسالِه بثَلاثةِ أَمْدادٍ.
وقيلَ: المرادُ بالمُدِّ هنا: الصَّاعُ.
والصَّاعُ: كَيلٌ يسَعُ أربعةَ أَمْدادٍ، والمُدُّ مِقْدارُ ما يَمْلَأُ الكفَّينِ، أو يسَعُ ثمانيةَ أَرْطالٍ، والرِّطْلُ بالمقاديرِ الحَديثةِ حَوالَي 380 جِرامًا.
وقيلَ: 538 جِرامًا.
وهذا كلُّه يدُلُّ على أنَّ الزَّوجَينِ لهما أنْ يَغتسِلَا معًا، ومِن ماءٍ واحدٍ، وإناءٍ واحدٍ، دونَ غَضاضةٍ، وأنَّ للرَّجُلِ والمرأةِ أنْ يَغتسِلَا بفَضلِ بعضَيْهما، معَ ما في ذلكَ مِن حُسنِ استِخدامِ الماءِ، وعدمِ الإسرافِ فيه.
وقدْ تَعدَّدتِ الرِّواياتُ في تَحديدِ مِقْدارِ الماءِ الَّذي استَخدَمه النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ في غُسْلِ الجَنابةِ؛ فقيلَ: إنَّه اغتَسلَ بالفَرَقِ؛
( وهو مِكْيالٌ يسَعُ صاعينِ ).
وقيلَ: خمسُ مَكاكيكَ؛
( والمَكُّوكُ يَختلِفُ قدْرُه حسَبَ اصْطِلاحِ أهْلِ بلَدِه، والمقصودُ به هنا: المُدُّ ).
وقيلَ: الصَّاعُ إلى خمسةِ أَمْدادٍ.
والجمْعُ بيْنَ هذه الرِّواياتِ أنَّها أحْوالٌ لمرَّاتٍ مُتعدِّدةٍ، ذُكِر فيها أكثَرُ ما استَعمَلَه مِنَ الماءِ، وأقَلُّه؛ فدَلَّ على أنَّه لا حَدَّ في قَدْرِ ماءِ الطَّهارةِ، معَ الحِرصِ على استيفاءِ جَميعِ البدَنِ بالماءِ، وعدَمِ الإسْرافِ فيه.
وفي الحَديثِ: الحثُّ على الاقتِصادِ في الماءِ عندَ الاغتسالِ مِنَ الجَنابةِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم