حديث ويل للأمراء ليتمنين أقوام أنهم كانوا معلقين بذوائبهم بالثريا وأنهم لم يكونوا ولوا

أحاديث نبوية | صحيح ابن حبان | حديث أبو هريرة

«ويلٌ للأمراءِ لَيتمنَّيَنَّ أقوامٌ أنَّهم كانوا معلَّقينَ بذوائبِهم بالثُّريَّا وأنَّهم لم يكونوا وَلُوا شيئًا قطُّ»

صحيح ابن حبان
أبو هريرة
ابن حبان
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 4483 -

شرح حديث ويل للأمراء ليتمنين أقوام أنهم كانوا معلقين بذوائبهم بالثريا وأنهم لم يكونوا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

"ويلٌ للأُمراءِ، ويلٌ للعُرَفاءِ، ويلٌ للأُمناءِ، لَيَتمنَّيَنَّ أقوامٌ يومَ القيامةِ أنَّ ذوائبَهم كانتْ معلَّقةً بالثُّريَّا، يَتذَبْذبونَ بينَ السماءِ والأرضِ، ولم يكونوا عَمِلوا على شيءٍ".
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4/559 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



الإمارةُ وغَيرُها مِنَ الوِلاياتِ والمسؤوليَّاتِ الَّتي لا يَنتظِمُ صَلاحُ النَّاسِ، ولا يَتِمُّ مَعاشُهُم دونَها، والَّتي ظاهرُها أنَّ أصْحابَها مأْجورونَ عليها، إلَّا أنَّ فيها خطَرًا، والقيامُ بحُقوقِها عَسيرٌ، فلا يَنبَغي للعاقلِ أنْ يَقتحِمَ عليها، ويَميلَ بطبْعِه إليها؛ فإنَّ مَن زلَّتْ قَدَمُه فيها عنِ الصَّوابِ، وحَقيقةِ ما أقامَ نفْسَه فيه؛ قدْ يَندفِعُ بها إلى فِتَنٍ تُودِي به إلى عَذابِ اللهِ عزَّ وجَلَّ.
وفي هذا الحَديثِ يُحذِّرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( الأُمَراءَ )؛ جمْعُ أَميرٍ؛ وهو كلُّ مَن ولِيَ أمْرًا مِن أُمورِ المسلِمينَ، ( والعُرَفاءَ )؛ جمعُ عَريفٍ؛ وهو القَيِّمُ بأمْرِ القَبيلةِ، وهو مَن يَلي الأَميرَ، ويَعرِفُ الأَميرُ منه أحْوالَ الرَّعيَّةِ، ومِثلُه رُؤَساءُ القُرَى، وأرْبابُ الوِلاياتِ، ( والأُمَناءَ )؛ جمعُ أَمينٍ؛ وهو مَنِ ائتَمنَه الإمامُ على الصَّدَقاتِ، والخَراجِ، وسائرِ أُمورِ المسلِمينَ، ويَشمَلُ بعُمومِه كلَّ مَنِ ائتَمنَه غَيرُه على مالٍ، ومنْهم وَصِيُّ الأَيْتامِ، وناظرُ الأَوْقافِ، ونَحوُهُما.
فيُحذِّرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هؤلاءِ الثَّلاثةَ بالوَيْلِ؛ وهو الحزنُ والهَلاكُ والمَشقَّةُ مِنَ العذابِ يَومَ القيامةِ، وقدْ ورَدَ أنَّ الوَيْلَ وادٍ في جَهنَّمَ يَهوِي فيه الكافرُ أَرْبعينَ خَريفًا قبْلَ أنْ يَبلُغَ قَعْرَه.
وإنَّما يَختصُّ هذا التَّحذيرُبالظَّالِمينَ أو الضُّعَفاءِ منهم؛ لِمَا تَتطلَّبُ مَواقعُهُم ومَسؤوليَّاتُهم مِنَ القُوَّةِ، والعدْلِ، والتَّسويةِ، وعدَمِ الخِيانةِ، وتَرْكِ التَّسلُّطِ بظُلْمٍ على أحَدٍ، وهي أُمورٌ يَصعُبُ جَمعُها إلَّا مَن يَمُنُّ اللهُ عليه بذلكَ؛ فيكونُ قادرًا على القيامِ بواجبِ مَسْؤوليَّتِه الَّذي خوَّلَه اللهُ فيه، فقدْ جاء في الصَّحيحينِ مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «سَبْعةٌ يُظِلُّهُم اللهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: الإمامُ العادلُ...»؛ والمُرادُ به: صاحِبُ الوِلايةِ العُظمى، ويَلتحِقُ به كلُّ مَن وَلِيَ شيئًا مِن أُمورِ المُسلمينَ فعدَلَ فيه، واتَّبَعَ أمْرَ اللهِ بوضْعِ كلِّ شَيءٍ في مَوضِعِه مِن غيرِ إفراطٍ ولا تَفريطٍ، كما قالَ اللهُ تَعالَى عنهم: { الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } [ الحج: 41 ].
ثُمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لَيَتمَنَّيَنَّ أَقْوامٌ يَومَ القيامةِ»؛ والمرادُ بهم: الأُمَراءُ، والعُرَفاءُ، والأُمَناءُ، ومَن كان في مِثلِ مَسؤوليَّاتِهم، «أنَّ ذَوائبَهُم»؛ وهو شعَرُ مُقدَّمِ الرَّأْسِ، وفي رِوايةِ البَيْهَقيِّ: «نَواصِيَهُم»؛ جَمعُ ناصيةٍ؛ وهي مُقدَّمُ الرَّأسِ ( الجَبْهةُ )، «كانتْ مُعلَّقةً بالثُّرَيَّا»؛ وهو النَّجْمُ المَعْروفُ، وهو يَطلُعُ معَ الفَجْرِ أوَّلَ فَصلِ الصَّيفِ عندَ اشتدادِ الحَرِّ في بِلادِ الحِجازِ وابتداءِ نُضْجِ الثِّمارِ، «يَتذبذَبونَ»؛ أي: يَتردَّدونُ ويَتحرَّكونَ بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ؛ والمعنى: أنَّه لَمَّا رأَى الأُمَراءُ والعُرَفاءُ والأُمَناءُ الَّذينَ ظَلَموا وخانوا في عَمَلِهِم عَذابَ اللهِ يَومَ القيامةِ، نَدِموا على ما عَمِلوا، ويَقولونَ: يا لَيتَنا كنَّا في الدُّنْيا مُعلَّقينَ بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، مُعذَّبينَ، ولمْ يَلُوا ما تَولَّوهُ مِن عَمَلِ الَّذي أفْضَى بِهِم إلى هذا العذابِ؛ فإنَّ مَن قام بها حقَّ القيامِ، وتَجنَّبَ فيها الظُّلمَ والحَيفَ؛ استَحقَّ به الثَّوابَ، ومَن عَمِلَ في رَعيَّتِه غَيْرَ ذلكَ استَحقَّ العقابَ يَومَ القيامةِ.
وفي الحَديثِ: ذمُّ الحِرصِ على تَولِّي الإمارةِ ونَحوِها.
وفيه: بَيانُ سُوءِ عاقِبةِ مَن تولَّى أُمورَ النَّاسِ، ولمْ يَقُمْ بِحُقوقِهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن حبانليؤيدن الله هذا الدين بقوم لا خلاق لهم
صحيح ابن حباندخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء وعبد الله بن
صحيح ابن حبانكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله
صحيح ابن حبانلما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال الحجاج بن علاط
صحيح ابن حبانذهبت بعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري حين ولد إلى رسول الله صلى
صحيح ابن حبانبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة والنصح لكل مسلم
صحيح ابن حبانأنه مر عليه سلمان وهو مرابط فقال ما تصنع ها هنا يا شرحبيل
صحيح ابن حبانسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبنا في حجة الوداع وهو على
صحيح ابن حبانإني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في أمتي
صحيح ابن حبانسيكون بعدي هنات وهنات فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن يفرق بين
صحيح ابن حبانأن عبد الله بن عمر أتى ابن مطيع ليالي الحرة فقال ضعوا لأبي
صحيح ابن حبانلا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب