حديث إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين الدرجتين كما

أحاديث نبوية | صحيح ابن حبان | حديث أبو هريرة

«إنَّ في الجنَّةِ مئةَ درجةٍ أعدَّها اللهُ للمجاهدينَ في سبيلِه، بَيْنَ الدَّرجتينِ كما بين السَّماءِ والأرضِ فإذا سأَلْتُم اللهَ فاسأَلوه الفِردوسَ؛ فهو أوسطُ الجنَّةِ وهو أعلى الجنَّةِ وفوقَه العرشُ ومنه تُفجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ»

صحيح ابن حبان
أبو هريرة
ابن حبان
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 7390 -

شرح حديث إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين الدرجتين


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

مَن آمَنَ باللَّهِ وبِرَسولِهِ، وأَقامَ الصَّلاةَ، وصامَ رَمَضانَ؛ كانَ حَقًّا علَى اللَّهِ أنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، جاهَدَ في سَبيلِ اللَّهِ أوْ جَلَسَ في أرْضِهِ الَّتي وُلِدَ فيها، فقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أفَلا نُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قالَ: إنَّ في الجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ، أعَدَّها اللَّهُ لِلْمُجاهِدِينَ في سَبيلِ اللَّهِ، ما بيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كما بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ، فاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ؛ فإنَّه أوْسَطُ الجَنَّةِ وأَعْلَى الجَنَّةِ -أُراهُ- فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، ومِنْهُ تَفَجَّرُ أنْهارُ الجَنَّةِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2790 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 2790 )



العمَلُ الصَّالحُ مع الإخلاصِ يكونُ سَببًا في الفَوزِ برِضا اللهِ سُبحانه، ومِن أفضَلِ الأعمالِ الَّتي تَرفَعُ الدَّرَجاتِ عندَ اللهِ، وتكونُ سَببًا في دُخولِ الجنَّةِ؛ الصَّلاةُ والصِّيامُ والجِهادُ.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن آمَن باللهِ تعالَى وأنَّه وَحْدَه المستحِقُّ بالعبادةِ، ولم يُشرِكْ بعِبادةِ ربِّه أحَدًا، وآمَنَ برَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إيمانًا صادقًا مِن قلْبِه، وأنَّه خاتمُ المرسَلينَ، ورسَولُ اللهِ إلى الخلْقِ كافَّةً، وأقام الصَّلواتِ الخمْسَ «الفجْرُ، والظُّهرُ والعصْرُ، والمغرِبُ والعِشاءُ»، فأدَّاها بشُروطِها وأركانِها كما يَنْبغي، وصام شَهرَ رَمَضانَ إيمًانا واحتسابًا؛ استحَقَّ دُخولَ الجنَّةِ بفَضْلِ اللهِ ورَحمتِه، سَواءٌ جاهَدَ في سَبيلِ اللَّهِ إنِ استطاعَ، أوْ جَلَسَ في أرْضِهِ الَّتي وُلِدَ فيها ولم يُشارِكْ في الجِهادِ؛ لأنَّ كلَّ مُسلمٍ يُعامَلُ بحَسْبِ عَمَلِه كثيرًا كان أو قَليلًا، فالتَّفاوُتُ حاصلٌ في عمَلِ الدُّنيا، وكذلك حاصلٌ في دَرَجاتِ الجنَّاتِ في الآخرةِ.
ولم يَذكُرِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الحديثِ الزَّكاةَ والحَجَّ؛ قيل: لم يَذكُرْهما تَسامُحًا؛ لأنَّ الحديثَ لم يُذكَرْ لبَيانِ الأركانِ؛ فكأنَّ الاقتصارَ على ما ذُكِر لأنَّه هو المُتكرِّرُ غالبًا؛ فالزَّكاةُ لا تجِبُ إلَّا على الغنيِّ بشَرْطِه، والحجُّ لا يَجِبُ إلَّا على المستطيعِ في العُمرِ مَرَّةً واحدةً.
فلمَّا قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك، قال بَعضُ الحاضِرين: «أفَلَا نُبَشِّرُ النَّاسَ؟» يعني: نُخبِرُهم بهذه البِشارةِ العَظيمةِ، وعِندَ التِّرمذيِّ مِن حَديثِ مُعاذِ بنِ جبَلٍ رَضيَ اللهُ عنه: «قال مُعاذٌ: ألَا أُخبِرُ بهذا النَّاسَ؟ فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذَرِ النَّاسِ يَعمَلون»، فظَهَر أنَّ المرادَ: لا تُبشِّرِ النَّاسِ بما ذكَرْتُه مِن دُخولِ الجنَّةِ لمَن آمَنَ وعَمِلَ الأعمالَ المفروضةَ عليه، فيَقِفوا عندَ ذلك ولا يَتجاوَزوه إلى ما هو أفضَلُ منه مِن الدَّرَجاتِ التي تَحصُلُ في الجِهادِ.
ولمَّا سوَّى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْن الجِهادِ وبيْن عَدَمِه -وهو المرادُ بالجلوسِ في أرْضِه الَّتي وُلِدَ فيها- في دُخولِ المؤمنِ باللهِ ورَسولهِ، المُقيمِ للصَّلاةِ، الصَّائمِ لرَمَضانَ في الجنَّةِ؛ استَدْرَكَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قولَه الأوَّلَ بقَولِه الثَّاني: «إنَّ في الجنَّةِ مِئةَ دَرَجةٍ أعَدَّها اللهُ لِلمُجاهِدينَ في سَبيلِ اللهِ» إلى آخِرِه، وتَعقَّبَ بأنَّ التَّسويةَ لَيست على عُمومِها، وإنَّما هي في أصْلِ دُخولِ الجنَّةِ، لا في تَفاوُتِ الدَّرَجاتِ، فأَخبَرَهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بدَرَجاتِ المجاهِدين في سَبيلِ الله، وبيَّن مَنْزِلَتهم في الجنَّةِ؛ لِيُرغِّبَ أُمَّتَه في مُجاهَدةِ المشركينَ وإعلاءِ كَلمةِ الإسلامِ، ودَرَجاتُ الجنَّةِ كثيرةٌ لم يَرِدْ حَصْرُها في عَدَدٍ، فهذه مِئةٌ أُعِدَّتْ للمُجاهِدين، ثمَّ قال: «فإذا سَأَلتُم اللهَ فاسأَلوه الفِرْدَوْسَ» وهو البُستانُ يكونُ فيه الشَّجَرُ والزُّهورُ والنَّباتاتُ؛ «فإنَّه أَوسَطُ الجنَّةِ، وأعلَى الجنَّةِ»، والمرادُ بالأوسَطِ هنا: الأَعْدَلُ، والأفضَلُ، كقولِه تعالَى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا } [ البقرة: 143 ]، وقيل: المرادُ بالأوسَطِ السَّعةُ، وبالأعْلى الفَوقيَّةُ.
«فَوْقَه عَرْشُ الرَّحْمَنِ» فيَكونُ لها سَقفًا، فعَرْشُ الرَّحمنِ فوقَ كلِّ دَرَجاتِ الجنَّةِ، وهو أعْلَى المَخلوقاتِ وأكْبَرُها وأعظَمُها، ومِن الفِردوسِ تَتَّفجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ الأربعةُ، فتَسيلُ وتَنبُعُ، وهي الأنهارُ المذكورةُ في قولِه تعالَى: { فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى } [ محمد: 15 ].
وفي الحديثِ: الحَثُّ على أداءِ فَرائضِ اللهِ سُبحانه وتعالَى.
وفيه: الحثُّ والتَّرغيُب في الجِهادِ في سَبيلِ اللهِ وإعلاءِ كَلمتِه.
وفيه: أنَّ الفِرْدَوسَ فوقَ جَميعِ الجِنَانِ.
وفيه: تَأنيسٌ لمَن حُرِمَ الجِهادَ وأنَّه ليس مَحرومًا مِن الأجْرِ، بلْ له مِن الإيمانِ والْتزامِ الفرائضِ ما يُوصِلُه إلى الجنَّةِ وإنْ قَصُرَ عن دَرَجةِ المجاهِدينَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن حبانإن الرجل في الجنة ليتكئ سبعين سنة قبل أن يتحول ثم تأتيه المرأة
صحيح ابن حبانوالذي نفسي بيده لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة على أهل الأرض
صحيح ابن حبانيعطى الرجل في الجنة كذا وكذا من النساء قيل يا رسول
صحيح ابن حبانكان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
صحيح ابن حبانفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مئة سنة لا يقطعها
صحيح ابن حبانسمعت محمدا يقول اختصم الرجال والنساء أيهم في الجنة أكثر فأتوا
صحيح ابن حبانكنت قائما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء حبر من
صحيح ابن حبانأتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود فقال يا أبا
صحيح ابن حبانيكون قوم في النار ما شاء الله أن يكونوا ثم يرحمهم الله فيخرجهم
صحيح ابن حبانإذا أدخل أهل الجنة الجنة قال الله أتشتهون شيئا فأزيدكم فيقولون
صحيح ابن حبانتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة
صحيح ابن حبان ما من أهل الجنة أحد يسره أن يرجع إلى الدنيا وله عشرة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 28, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب