حديث رب آمنت بك وصدقت برسلك وعملت بكتابك فيقول الله له

أحاديث نبوية | تفسير القرطبي | حديث أنس

«يُؤتى بالرجلِ يومَ القيامةِ من الكفارِ فيقولُ اللهُ له : ما صنعتَ فيما أرسلتُ إليك؟ فيقولُ : ربِّ آمنتُ بك ، وصدَّقتُ برسلِك ، وعملتُ بكتابِك. فيقولُ اللهُ له : هذه صحيفتُك ليس فيها شيءٌ من ذلك. فيقولُ : يا ربِّ ، إني لا أقبلُ ما في هذه الصحيفةِ. فيُقالُ له : هذه الملائكةُ الحفظة يشهدون عليك. فيقولُ : ولا أقبلُهم يا ربِّ ، وكيف أقبلُهم ولا هم من عندي ، ولا من جهتي؟ فيقولُ اللهُ تعالى : هذا اللوحُ المحفوظُ أُمُّ الكتابِ قد شهِدَ بذلك. فقال : يا ربِّ ، ألم تُجرْني من الظلمِ؟ قال : بلى. فقال : يا ربِّ ، لا أقبلُ إلا شاهدًا عليَّ من نفسي. فيقولُ اللهُ تعالى : الآن نبعثُ عليك شاهدًا من نفسِك. فيتفكرُ من ذا الذي يشهدُ عليه من نفسِه ، فيُختمُ على فيه ، ثمَّ تنطقُ جوارحُه بالشركِ ، ثمَّ يُخلَّى بينه وبين الكلامِ ، فيدخلُ النارَ وإنَّ بعضَه ليلعنُ بعضًا ، يقولُ لأعضائِه : لعَنَكُنَّ اللهُ فعنكنَّ كنتُ أُناضلُ. فتقولُ أعضاؤه : لعنَك اللهُ ، أفتعلمُ أنَّ اللهَ تعالى يكتمُ حديثًا. فذلك قولُه تعالى : {وَكَانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}»

تفسير القرطبي
أنس
القرطبي المفسر
أخرجه مسلم بمعناه من حديث أنس أيضاً

تفسير القرطبي - رقم الحديث أو الصفحة: 13/309 -

شرح حديث يؤتى بالرجل يوم القيامة من الكفار فيقول الله له ما صنعت


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَضَحِكَ، فَقالَ: هلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ؟ قالَ: قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ، قالَ: مِن مُخَاطَبَةِ العَبْدِ رَبَّهُ؛ يقولُ: يا رَبِّ، أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ؟ قالَ: يقولُ: بَلَى، قالَ: فيَقولُ: فإنِّي لا أُجِيزُ علَى نَفْسِي إلَّا شَاهِدًا مِنِّي، قالَ: فيَقولُ: كَفَى بنَفْسِكَ اليومَ عَلَيْكَ شَهِيدًا، وَبِالْكِرَامِ الكَاتِبِينَ شُهُودًا، قالَ: فيُخْتَمُ علَى فِيهِ، فيُقَالُ لأَرْكَانِهِ: انْطِقِي، قالَ: فَتَنْطِقُ بأَعْمَالِهِ، قالَ: ثُمَّ يُخَلَّى بيْنَهُ وبيْنَ الكَلَامِ، قالَ: فيَقولُ: بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا؛ فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2969 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



يَومُ القيامةِ هو يومُ الحسابِ للعبادِ على أعمالِهِم، فيُقيمُ اللهُ عزَّ وجلَّ في يَومِ القِيامةِ مِيزانَ العَدلِ؛ فلا يُظلَمُ عندَه أحدٌ، ومِن مَظاهرِ عَدلِه سُبحانَه في هذا اليَومِ العَصيبِ: إنطاقُ جَوارحِ وأعضاءِ الإنسانِ لِتَكونَ شُهودًا عليه.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم كانوا عندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَضَحِكَ، فَقال لأَصحابِه: «هَل تَدرونَ مِمَّا أَضْحَكُ؟»، وكأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اطَّلَعَ على أمرٍ مِن الوحيِ، فأحَبَّ أنْ يُعلِمَه أصحابَه، فقال الصَّحابةُ: «اللهُ ورَسولُه أَعلمُ» وهذا مِن حُسنِ الأدبِ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ حتَّى يَعلَموا السَّببَ والموعظةَ الَّتي عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيَذكُرَها لهم.
ثُمَّ بَيَّنَ لهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَببَ ذَلك فَقال: «مِن مُخاطبَةِ العَبدِ رَبَّه» يَومَ القِيامةِ، فيَقولُ العبدُ: «يا رَبِّ، ألم تُجِرْني مِنَ الظُّلمِ؟» أي: تُؤَمِّنِّي من أنْ تَظلِمَني، فيَقولُ اللهُ في جَوابِ العَبدِ: بَلى، فيقولُ العبدُ: «فإِنِّي» أي: فإذا أَجَرْتَني مِنَ الظُّلمِ فَإِنِّي لا أُجَوِّزُ وَلا أَقبَلُ على نَفسي إِلَّا شاهدًا منِّي، يَشهَدُ على صِدقِ قَولي وصَلاحي وحُسنِ طاعَتي؛ وذلك عِندما يُحاسِبُه اللهُ عزَّ وجلَّ ويَسأَلُه عن عَملِه في الدُّنيا، وكأنَّ الرَّجلَ أراد بالشَّاهدِ أقارِبَه ومَن كانوا يَرَونه في الدُّنيا يَأتي تلكَ الأعمالَ، فَيَقولُ اللهُ تَعالَى: «كَفى بنَفسِكَ اليومَ عَليكَ شَهيدًا»، أي: إذا أردْتَ شُهودًا، فأقرَبُ ما يكونُ منكَ هو أعضاءُ جَسدِكَ؛ فهُم مَن كانوا يَحضُرونَك وقْتَ بُعدِكَ عن أعيُنِ مَن تُظهِرُ لهم أعمالَ الطَّاعةِ، وتُسِرُّ عنهم أعمالَ المنكَرِ والمعاصي، وأيضًا فإنَّ مِن الشُّهودِ عليك: «الكِرامَ الكاتِبينَ»، كما جاء ذِكرُهم في قولِ اللهِ تَعالَى: { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } [ الانفطار: 10 - 12 ]، والمرادُ بهم: الملائكةُ الَّذين يَحفَظون ويَكتُبون على النَّاسِ أعْمالَهُم في صُحُفِ الأَعمالِ شُهودًا؛ وهذا تأكيدٌ وتَقريرٌ واستجابةٌ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ لِمَطلوبِه، فيُختَمُ على فَمِه، فيُقالُ لأَعضائِه: انطِقي، فتَنطِقُ الأَركانُ بأَعمالِه وأَفعالِه الَّتي باشَرَها وارْتَكبَها، ثُمَّ يُترَكُ بَينه وبَينَ الكَلامِ فيُرفَعُ الخَتمُ مِن فَمِهِ حتَّى يَتكلَّمَ بالكَلامِ الآدميِّ المُعتادِ، فيقولُ لأعضائِه الَّتي شَهِدَت عليه: بُعدًا لكُنَّ وسُحقًا، أي هَلاكًا لَكُنَّ، «فعَنْكُنَّ» أي: لأَجْلِ خَلاصِكُنَّ، كُنتُ أُناضلُ وأُدافِعُ وأُجادلُ؛ وهذا حالُ المنافِقِ، كما روى مُسْلمٌ مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ أنَّه يقولُ: «مَن ذا الَّذي يَشهَدُ علَيَّ؟ فيُختَمُ على فِيهِ، ويُقالُ لِفَخِذِه ولَحْمِه وعِظامِه: انْطِقِي، فتَنطِقُ فَخِذُه ولَحْمُه وعِظَامُه بعَمَلِه؛ وذلكَ لِيُعْذِرَ مِن نَفْسِهِ، وذلكَ المُنَافِقُ، وذلكَ الَّذي يَسْخَطُ اللهُ عليه».
وفي الحديثِ: إظهارُ اللهِ سُبحانَه عَدْلَه لعِبادِه.
وفيه: بَيانُ حِسابِ اللهِ للعبدِ ووُقوفِه بيْنَ يَديهِ.
وفيه: بَيانُ شَهادةِ الأعضاءِ ونُطقِها بما فَعَلَ صاحِبُها يومَ القيامةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريأنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد فلما قفل
كلمة الإخلاص وتحقيق معناهالا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم
كلمة الإخلاص وتحقيق معناهامن شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على
حقوق النساء في الإسلامأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لصفية إنك لابنة نبي وإن عمك
الجامع الصغيركان يكثر الذكر و يقل اللغو و يطيل الصلاة و يقصر الخطبة وكان
الجامع الصغيرأيما امرئ مسلم أعتق امرءا مسلما فهو فكاكه من النار يجزى بكل عظم
الجامع الصغيرأيما امرئ مسلم أعتق امرءا مسلما فهو فكاكه من النار يجزى بكل عظم
الجامع الصغيردخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت ما هذه قالوا هذا بلال
الجامع الصغيرليلة القدر ليلة بلجة لا حارة ولا باردة ولا سحاب فيها
الجامع الصغيرمن الكبائر استطالة الرجل في عرض رجل مسلم و من الكبائر السبتان
الجامع الصغيرمن قال سبحان الله العظيم و بحمده غرست له بها نخلة
الجامع الصغيرنهى عن النهبة والخلسة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب