حديث كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من

أحاديث نبوية | تخريج صحيح ابن حبان | حديث أبو هريرة

«خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عامَ خيبرَ فلم نغنَمْ ذهبًا ولا فضَّةً إلَّا الأموالَ والثِّيابَ والمتاعَ فوجَّه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نحوَ وادي القرى وكان رفاعةُ بنُ زيدٍ وهَب لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عبدًا أسودَ يُقالُ له مِدْعَمٌ فخرَجْنا حتَّى إذا كنَّا بوادي القرى فبينما مِدْعَمٌ يحُطُّ رَحْلَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ جاءه سهمٌ عائرٌ فأصابه فقتَله فقال النَّاسُ: هنيئًا له الجنَّةُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( كلَّا والَّذي نفسي بيدِه إنَّ الشَّملةَ الَّتي أخَذها يومَ خيبرَ مِن المغانمِ لم تُصِبْها المقاسمُ لَتشتعلُ عليه نارًا ) فلمَّا سمِع ذلك النَّاسُ جاء رجلٌ بشِراكٍ أو شِراكينِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( شِراكٌ مِن نارٍ أو شِراكانِ مِن نارٍ )»

تخريج صحيح ابن حبان
أبو هريرة
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط الشيخين

تخريج صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 4851 -

شرح حديث خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر فلم نغنم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ، ولَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا ولَا فِضَّةً، إنَّما غَنِمْنَا البَقَرَ والإِبِلَ والمَتَاعَ والحَوَائِطَ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا مع رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى وادِي القُرَى، ومعهُ عَبْدٌ له يُقَالُ له: مِدْعَمٌ، أهْدَاهُ له أحَدُ بَنِي الضِّبَابِ، فَبيْنَما هو يَحُطُّ رَحْلَ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ، حتَّى أصَابَ ذلكَ العَبْدَ، فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا له الشَّهَادَةُ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنَّ الشَّمْلَةَ الَّتي أصَابَهَا يَومَ خَيْبَرَ مِنَ المَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا المَقَاسِمُ، لَتَشْتَعِلُ عليه نَارًا.
فَجَاءَ رَجُلٌ حِينَ سَمِعَ ذلكَ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشِرَاكٍ -أوْ بشِرَاكَيْنِ- فَقَالَ: هذا شَيءٌ كُنْتُ أصَبْتُهُ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: شِرَاكٌ -أوْ شِرَاكَانِ- مِن نَارٍ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4234 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 4234 )، ومسلم ( 115 )



الغُلولُ مِن الغَنائمِ قبْلَ أنْ تُقسَّمَ كَبيرةٌ مِن الكبائرِ، وهي حَقٌّ مُشْترَكٌ بيْنَ المُسلِمينَ، وقد بيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عُقوبةَ مَن يَفعَلُ ذلك.

وفي هذا الحَديثِ يَقولُ أبو هُرَيْرةَ رَضيَ اللهُ عنه: «افْتَتَحْنا خَيْبرَ»، أيِ: افتَتَحَ المُسلِمونَ خَيْبرَ؛ لأنَّ أبا هُرَيْرةَ رَضيَ اللهُ عنه لم يَحضُرْ فَتْحَ خَيْبرَ، وإنَّما حضَرَها بعْدَ أنْ فُتِحَت، وشَهِدَ قَسْمَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَنائمَ خَيْبرَ هو وجَعفَرُ بنُ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه، وجَماعةٌ مِن مُهاجِرةِ الحَبَشةِ.
وخَيْبرُ قَرْيةٌ كانت يَسكُنُها اليَهودُ، وكانت ذاتَ حُصونٍ ومَزارِعَ، وتَبعُدُ نحوَ 173 كيلو تَقْريبًا مِن المَدينةِ إلى جِهةِ الشَّامِ، وقدْ غَزاها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والمسلمون، وفتَحَها اللهُ لهم في السَّنةِ السَّابعةِ مِن الهِجْرةِ.
وذكَرَ أبو هُرَيْرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ المُسلِمينَ لم يَغنَموا مِن خَيْبرَ  ذَهبًا أو فِضَّةً، وإنَّما غَنِموا البَقَرَ والإبِلَ والمَتاعَ، «والحَوائطَ»، جمْعُ حائطٍ، وهو البُسْتانُ مِن النَّخلِ.

وبعْدَ أنْ أتمَّ اللهُ عليهم فَتْحَ خَيْبرَ انْصَرَفوا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ راجِعينَ إلى المَدينةِ، حتَّى إذا كانوا في وادي القُرى -وهو مَوضِعٌ بقُربِ المَدينةِ- وكان معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَبدٌ له، اسمُه: مِدْعَمٌ، وكان أهْداهُ له أحَدُ بَني الضِّبابِ، وهو رِفاعةُ بنُ زَيدِ بنِ وَهبٍ الجُذاميُّ، قدِمَ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هُدْنةِ الحُدَيْبيَةِ قبْلَ خَيْبرَ في جَماعةٍ مِن قَومِه، فأسْلَموا، وأهْدى لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا العبدَ، فبيْنَما يضَعُ العبْدُ رَحْلَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ظَهرِ دَابَّةٍ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ جاءَهُ سَهمٌ عائِرٌ، أي: لا يُدْرى مَن رَمَى به، وقيلَ: هو السَّهمُ الحائِدُ عن قَصدِه، حتَّى أصابَ ذلك العَبدَ، فقال النَّاسُ: هَنيئًا له الشَّهادةُ، يَقصِدونَ: هَنيئًا لمِدْعَمٍ الجَنَّةُ؛ لأنَّهُ مات في خِدْمةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو في سَبيلِ اللهِ، فردَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَلامَهم، وقال: «والَّذي نَفْسي بيَدِه» وهو قَسَمٌ كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقسِمُ به كَثيرًا، ومَعْناه: واللهِ الَّذي نَفْسي مِلكٌ له يُصرِّفُها حيث يَشاءُ، «إنَّ الشَّمْلةَ» -وهي: كِساءٌ يُشتمَلُ به، والاشتمالُ إدارةُ الثَّوبِ على الجسَدِ كلِّه- «الَّتي أصابَها يَومَ خَيْبرَ منَ المَغانِمِ لم تُصِبْها المَقاسِمُ»، أي: أنَّه أخَذَها قبْلَ القِسْمةِ، فكانَ غُلولًا؛ لأنَّها كانت مُشتَرَكةً بيْنَ الغانِمينَ، «لَتَشتَعِلُ عليه نارًا»؛ وذلك إمَّا أنَّها تَشتَعِلُ بنَفْسِها عليه نارًا؛ تَعْذيبًا له، أو أنَّها سَببٌ لعَذابِه في النَّارِ، فجاء رَجلٌ حينَ سَمِعَ ذلك الوَعيدَ الشَّديدَ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشِراكٍ أو بشِراكَيْنِ، أي: سَيرٍ أو سَيرَيْنِ يَكونانِ على ظَهرِ القَدمِ عندَ لُبسِ النَّعلِ، وبيَّنَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قد أصابَ هذا مِنَ الغَنائمِ قبْلَ القِسمةِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «شِراكٌ -أو شِراكانِ- مِن نارٍ»، وفي هذا تَنْبيهٌ على المُعاقَبةِ بهما.
وفي الحَديثِ: غِلَظُ تَحْريمِ الغُلولِ، وأنَّهُ لا فَرْقَ بيْن قَليلِه وكَثيرِه في التَّحْريمِ.
وفيه: أنَّ الغُلولَ يَمنَعُ مِن إطْلاقِ اسمِ الشَّهادةِ على مَن غَلَّ.
وفيه: تَهْديدٌ عَظيمٌ، ووَعيدٌ جَسيمٌ في حَقِّ مَن يَأكُلُ منَ المالِ الَّذي يَتعلَّقُ به حَقُّ جَمعٍ مِن المُسلِمينَ، كمَالِ الأوْقافِ، ومالِ بَيتِ المالِ.
وفيه: علَمٌ مِن أعْلامِ النُّبوَّةِ، ومُعجِزةٌ ظاهِرةٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حيث يُطلِعُه اللهُ سُبحانَه وتعالَى على المُغَيَّباتِ، من أحْوالِ المَوْتى، فيَرى المُعَذَّبينَ، ونَوعَ عَذابِهم، وسَببَه، فيُخبِرُ بذلك أصْحابَه؛ تَحْذيرًا لهم، ولأُمَّتِه جَميعًا عنِ التَّعرُّضِ لأسْبابِ العَذابِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج صحيح ابن حبانمن اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا حتى يصلي عليها ثم يقعد حتى يوضع
تخريج صحيح ابن حبانجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هلكت فقال وما
تخريج صحيح ابن حبانبينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل
تخريج صحيح ابن حبانقال رجل يا رسول الله هلكت قال وما ذاك
تخريج صحيح ابن حبانقال رجل يا رسول الله هلكت قال ويحك وما ذاك قال
تخريج صحيح ابن حبانأن النبي صلى الله عليه وسلم صعد حراء ومعه أبو بكر وعمر وعثمان
تخريج صحيح ابن حبانمثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت الصائم الذي لا يفتر صلاة ولا
تخريج صحيح ابن حبانأن النبي صلى الله عليه وسلم سلم من اثنتين من صلاة العشي فقام
تخريج صحيح ابن حبانصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر أو العصر فسلم في الركعتين
تخريج صحيح ابن حبانصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر أو العصر فسلم في
تخريج صحيح ابن حبانصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي قال
تخريج صحيح ابن حبانأن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من اثنتين فقال له ذو


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 27, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب