حديث وكانت أم أنس بن مالك أعطت رسول الله صلى الله عليه وسلم

أحاديث نبوية | تخريج صحيح ابن حبان | حديث أنس بن مالك

«لمَّا قدِم المُهاجِرونَ مِن مكَّةَ إلى المدينةِ قدِموا وليس بأيديهم شيءٌ وكان الأنصارُ أهلَ الأرضِ والعَقارِ قال : فقاسَمهم الأنصارُ على أنْ يُعطوهم أنصافَ ثمارِ أموالِهم كلَّ عام فيَكفوهم العملَ قال : وكانت أمُّ أنسِ بنِ مالكٍ أعطَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أعذاقًا لها فأعطاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَّ أيمنَ مولاتَه أمَّ أسامةَ بنِ زيدٍ فلمَّا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن قِبَلِ أهلِ خيبرَ وانصرَف إلى المدينةِ ردَّ المُهاجرونَ إلى الأنصارِ مَنائحَهم الَّتي كانوا منَحوهم مِن ثمارِهم قال : فردَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أمِّي أعذاقَها وأعطى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَّ أيمنَ مكانَها مِن حائطِه»

تخريج صحيح ابن حبان
أنس بن مالك
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط مسلم

تخريج صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 6282 -

شرح حديث لما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة قدموا وليس بأيديهم شيء وكان


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لَمَّا قَدِمَ المُهَاجِرُونَ المَدِينَةَ مِن مَكَّةَ، وليسَ بأَيْدِيهِمْ -يَعْنِي شيئًا- وكَانَتِ الأنْصَارُ أهْلَ الأرْضِ والعَقَارِ، فَقَاسَمَهُمُ الأنْصَارُ علَى أنْ يُعْطُوهُمْ ثِمَارَ أمْوَالِهِمْ كُلَّ عَامٍ، ويَكْفُوهُمُ العَمَلَ والمَؤُونَةَ، وكَانَتْ أُمُّهُ أُمُّ أنَسٍ أُمُّ سُلَيْمٍ كَانَتْ أُمَّ عبدِ اللَّهِ بنِ أبِي طَلْحَةَ، فَكَانَتْ أعْطَتْ أُمُّ أنَسٍ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِذَاقًا، فأعْطَاهُنَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّ أيْمَنَ مَوْلَاتَهُ أُمَّ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ.
قالَ ابنُ شِهَابٍ: فأخْبَرَنِي أنَسُ بنُ مَالِكٍ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا فَرَغَ مِن قَتْلِ أهْلِ خَيْبَرَ، فَانْصَرَفَ إلى المَدِينَةِ رَدَّ المُهَاجِرُونَ إلى الأنْصَارِ مَنَائِحَهُمُ الَّتي كَانُوا مَنَحُوهُمْ مِن ثِمَارِهِمْ، فَرَدَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أُمِّهِ عِذَاقَهَا، وأَعْطَى رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّ أيْمَنَ مَكَانَهُنَّ مِن حَائِطِهِ.
[ وفي رِوايةٍ ]: مَكَانَهُنَّ مِن خَالِصِهِ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2630 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 2630 )، ومسلم ( 1771 )



الأنصارُ لهم فضْلٌ كَبيرٌ في الإسلامِ؛ فقدْ نَصَروا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونَصَروا الدِّينَ، وأحْسَنوا استقبالَ إخوانِهِم المهاجِرين، وبالَغوا في إكرامِهِم، فعُرِفَ لهم فَضْلُهم وعَطاؤهم في الإسلامِ.
وفي هذا الحديثِ يَحْكي أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه لَمَّا تَرَك المهاجِرونَ مكَّةَ فِرارًا بدِينِهم تاركينَ الأهلَ والوطَنَ والأموالَ، ووَصَلوا المدينةَ النَّبويَّةَ؛ كانوا فُقراءَ مُعْدمِينَ، وقدْ كان الأنصارُ همْ أصحابَ الأرضِ والعَقارِ فيها، فوَاسَوْا إخوانَهم المهاجرينَ بقِسمةِ ثِمارِ نَخْلِهم كلَّ عامٍ، وأيضًا كَفَتِ الأنصارُ المهاجِرينَ العَمَلَ والمَؤُونَةَ؛ لأنَّ المهاجِرين لم يَكونوا يَعرِفون عمَلَ الحدائقِ وإصلاحَها، ويُرجِّحُ هذا ما وَرَدَ عندَ التِّرمذيِّ مِن حَديثِ أنَسٍ رَضيَ اللهُ عنه: «لمَّا قَدِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المدينةَ، أتاهُ المهاجِرون فقالوا: يا رَسولَ اللهِ، ما رَأَينا قَومًا أبذَلَ مِن كَثيرٍ، ولا أحسَنَ مُواساةً مِن قَليلٍ؛ مِن قَومٍ نَزَلْنا بيْن أظْهُرِهم؛ لقدْ كَفَونا المُؤْنةَ وأشْرَكونا في المَهْنأِ، حتَّى لقدْ خِفْنا أنْ يَذهَبوا بالأجْرِ كلِّه».
والمُؤْنةُ هي: القُوتُ أو النَّفقةُ أو المسؤوليَّةُ.
وقد كانتْ أمُّ أنسِ بنِ مالكٍ، واسمُها: سَهْلةُ أو مُلَيكةُ بِنتُ مِلْحَانَ الأنصاريَّةُ، وتُدْعَى أمَّ سُلَيْمٍ رَضيَ اللهُ عنها، وهي أُمُّ عبدِ اللهِ بنِ أبِي طَلْحةَ أيضًا، فهو أخو أنسِ بنِ مالكٍ لأُمِّه؛ كانتْ قد أهَدَتْ للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم «عِذَاقًا» جمْعُ عَذْقٍ، وهو الذي يكونُ فيه التَّمرُ مِن النَّخلةِ، والمرادُ بها هنا النَّخلةُ نفْسُها وتَمْرُها، فأعطاهُنَّ –يعني النَّخلاتِ- لمَوْلَاتِه وحاضنتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَرَكَةَ الحَبَشيَّةِ أمِّ أيْمنَ، وهي أُمُّ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ رَضيَ اللهُ عنهم مَولى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وأخبَرَ ابنُ شِهابٍ الزُّهريُّ عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه: أنَّه لمَّا فتَح اللهُ تَعالى خَيْبَرَ على رَسولِه صلَّى الله عليه وسلَّم -وهي مَنطقةٌ شَمالَ المدينةِ المنوَّرةِ، كان بها حُصونٌ لليَهودِ، وفُتِحَت بعْدَ صُلحِ الحُديبيةِ، في أوَّلِ المحرَّمِ سَنةَ سَبعٍ مِن الهجرةِ- كَثُرَ المالُ والثِّمارُ، فأعاد رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والمهاجرونَ على الأنصارِ ما وهَبُوهم؛ لاستغنائِهِم بغَنيمةِ خَيَبرَ، ومِن هذا ما وَهَبتْه أمُّ سُليمٍ رَضيَ اللهُ عنها لرَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، فردَّه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليها، وعوَّض أمَّ أيمنَ رَضيَ اللهُ عنها بدَلًا عنه مِن حائطِه، أي: بُستانِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفي رِوايةٍ: «مِن خالِصِه»، أي: خالِصِ مالِه، والمرادُ به الحائطُ.
وفي الحديثِ: أنَّ رابطَ الأُخوَّةِ الإيمانيَّةِ مِن أقْوى الرَّوابطِ.
وفيه: ردُّ المعروفِ عندَ القُدرةِ.
وفيه: إكرامُ رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم لمَوْلاتِه أمِّ أيمنَ رَضيَ اللهُ عنها.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج صحيح ابن حبانكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يجمع بين الصلاتين في
تخريج صحيح ابن حباناعتدلوا في السجود ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب
تخريج صحيح ابن حبانخر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرس فجحش فصلى لنا قاعدا
تخريج صحيح ابن حبانأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فصرع عنه فجحش شقه
تخريج صحيح ابن حبانأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فصرع يعني فجحش
تخريج صحيح ابن حبانسقط النبي صلى الله عليه وسلم من فرس فجحش شقه الأيمن فحضرت صلاة
تخريج صحيح ابن حباناعتدلوا في السجود ولا يكون أحدكم باسطا ذراعيه كالكلب
تخريج صحيح ابن حبانلا تنقضي الدنيا حتى تكون عند لكع بن لكع
تخريج صحيح ابن حبانيا أم حارثة إنها لجنان وإن حارثة في الفردوس الأعلى فإذا سألتم الله
تخريج صحيح ابن حبانكان رجل يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وكان قد قرأ البقرة وآل
تخريج صحيح ابن حبانلا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين
تخريج صحيح ابن حبانما تحاب اثنان في الله إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب