حديث قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول فخنقته العبرة

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أبو بكر الصديق

«قال: قَدِمتُ المدينةَ بعدَ وفاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بسَنَةٍ، فألفَيْتُ أبا بَكْرٍ يَخطُبُ الناسَ، فقال: قامَ فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عامَ الأوَّلِ، فخنَقتْهُ العَبرةُ ثلاثَ مِرارٍ، ثمَّ قال: يا أيُّها الناسُ، سلُوا اللهَ المُعافاةَ؛ فإنَّه لم يُؤتَ أحدٌ مِثلَ يَقينٍ بعدَ مُعافاةٍ، ولا أشَدَّ مِن رِيبةٍ بعدَ كُفرٍ، وعليكم بالصِّدقِ؛ فإنَّه يَهدي إلى البِرِّ، وهما في الجنَّةِ، وإيَّاكُم والكذبَ؛ فإنَّه يَهدي إلى الفجورِ، وهما في النارِ.»

مسند الإمام أحمد
أبو بكر الصديق
شعيب الأرناؤوط
إسناده حسن

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 44 - أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (10718)، وابن ماجه (3849)، وأحمد (34) واللفظ له

شرح حديث قال قدمت المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

عن أبي بكرٍ حين قُبِضَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ في مقامي هذا عامَ الأولِ ثم بكى أبو بكرٍ ثم قال عليكم بالصدقِ فإنَّهُ مع البِرِّ وهما في الجنةِ وإياكم والكذبُ فإنَّهُ مع الفجورِ وهما في النارِ وسلُوا اللهَ المعافاةَ فإنَّهُ لم يُؤْتَ أحدٌ بعد اليقينِ خيرًا من المعافاةِ ولا تَحاسَدُوا ولا تباغَضوا ولا تقاطَعوا ولا تدابَروا وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3118 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حريصًا على إرشادِ أُمَّتِه إلى الأمورِ المهمَّةِ الَّتي فيها نفْعُهم في الدُّنيا والآخرَةِ؛ ومِن ذلك: وصيَّتُه للمسلِمين بالحِرصِ على الصِّدقِ مع اليَقينِ والبُعدِ عن الكذبِ، ووصيَّتُه بالتَّحابُبِ وعدَمِ التَّنافُرِ والخِلافِ.
وفي هذا الحديثِ تَوضيحٌ لبعضِ وَصايا النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في هذا الأمْرِ، وفيه يُخبِرُ أوسَطُ بنُ إسماعيلَ البَجَليُّ: "أنَّه سَمِع أبا بَكرٍ"، أي: في خُطبَتِه.
وفي رِوايةِ التِّرمذيِّ: "قام أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ على المِنبَرِ ثمَّ بَكى"، قال أَوسَطُ: "حين قُبِض النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقولُ: قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في مَقامي هذا"، أي: قام خَطيبًا في النَّاسِ على هذا المِنبَرِ، "عامَ الأوَّلِ"، أي: مِن الهِجرةِ، "ثمَّ بَكى أبو بَكرٍ"، أي: بَكى مِن ذِكرِه النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "ثمَّ قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "علَيكم بالصِّدقِ"، أي: الْزَموه وداوِموا عليه، والصِّدقُ هو الإخبارُ على وَفقِ ما في الواقِع، وقولُ الحقِّ، وقد يُستعمَلُ في أفعالِ الجوارحِ نحوَ: صَدَقَ فلانٌ في القِتالِ: إذا أوفاه حقَّه؛ "فإنَّه مع البِرِّ"، والبِرُّ: اسمٌ جامِعٌ للخَيرِ كلِّه، ويَحتمِلُ أنَّ المرادَ بالبِرِّ العِبادةُ، "وهما في الجنَّةِ"، أي: الصِّدقُ مع البِرِّ يُدخِلان صاحِبَهما الجنَّةَ، "وإيَّاكم والكذِبَ"، أي: فاجتَنِبوه واحذَروا الوقوعَ فيه، والكذبُ هو قولُ الباطلِ، والإخبارُ على غيرِ ما هو في الواقعِ، وأعظَمُه: الكَذِبُ على اللهِ تعالى ورَسولِه صلَّى الله عليه وسلَّم، وثَمَّةَ كذِبٌ بالفِعلِ أيضًا، كفِعلِ الإنسان خلافَ ما يُبطِنُ؛ فالمنافق كاذب لأنَّه يُظهرُ إيمانَه، ولكنَّه ليس مؤمنًا في الباطنِ؛ "فإنَّه مع الفُجورِ"، أي: الخُروجِ عن الطَّاعةِ، والميلِ عن الاستِقامَةِ، "وهما في النَّارِ"؛ فالكذِبُ معَ الفُجورِ يُدخِلان صاحِبَهما النَّارَ.
ثُمَّ قال: "وسَلوا اللهَ المعافاةَ" اطلُبوا منه عزَّ وجلَّ أن يَمُنَّ عليكم بالمعافاةِ، وهي السَّلامةُ في الدِّينِ مِن الفِتنةِ، وفي البدَنِ مِن سيِّئِ الأسقامِ وشدَّةِ المِحنةِ، فهي بذلك أجَلُّ نِعَمِ اللهِ على عبدِه، فيتعيَّنُ مُراعاتُها وحِفظُها؛ "فإنَّه لم يؤتَ أحَدٌ بعدَ اليَقينِ"، أي: عِلمِ اليَقينِ وهو الإيمانُ والبَصيرةُ في الدِّينِ، وبه يَتِمُّ تَحقيقُ الإيمانِ بالغيبِ وإزالةُ كلِّ شَكٍّ أو رَيبٍ في جَنبِ اللهِ، "خيرًا مِن المُعافاةِ".
ثمَّ قال صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ولا تَحاسَدوا"، والحسَدُ المذمومُ: هو أن يرَى أحدُهم النِّعمةَ في غَيرِه فيتمنّى زوالَها عنه، سواءٌ حصلتْ لنَفْسِه هو أو لا، "ولا تَباغَضوا"، أي: تُقدِّموا أسبابَ البُغضِ والكَراهيةِ بين بعضِكم البعضِ، "ولا تَقاطَعوا"، أي: لا يُقاطِعْ بعضُكم بعضًا، والتَّقاطُعُ ضدُّ الوَصلِ، "ولا تَدابَروا"، وهذا كِنايةٌ عن العَدواةِ، وهو تأكيدٌ للنَّهيِ عن المقاطَعةِ، وهذا نَهيٌ عن وُقوعِ هذه الشُّرورِ بين المسلمين؛ بحيثُ لا يَحسُدُ بعضُهم بعضًا ولا يَكرَهُ بعضُهم بعضًا، ولا يَقطَعون الأرحامَ والصِّلاتِ فيما بينهم، فيكونَ بينَهم التَّدابُرُ والمخالَفةُ بين القلوبِ، "وكُونوا عِبادَ اللهِ إخوانًا"؛ بأنْ يكونَ المسلِمُ أخًا حقيقيًّا لأخيه المسلِمِ؛ في المحبَّةِ والأُلفَةِ، وعدمِ التَّعرُّضِ له بالسُّوءِ، والدِّفاعِ عن عِرضِه، وغيرِ ذلك مِن مُقتَضَياتِ الأخوَّةِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على التَّزامِ الصِّدقِ في كلِّ الأمورِ؛ فإنَّ عاقِبتَه إلى الجنَّةِ.
وفيه: التَّحذيرُ مِن الكذِبِ الدَّائمِ؛ لأنَّه يؤدِّي إلى النَّارِ ويُفسِدُ الأعمالَ.
وفيه: دعوةٌ إلى الأُلفةِ والتَّآخي بين المسلِمين، مع التَّحذيرِ والنَّهيِ عن وقوعِهم في الحِقدِ والحسَدِ، والتَّنافُرِ؛ وهذا كلُّه أساسٌ للمجتمَعِ السَّليمِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل قرية على رأس أربعة
مسند الإمام أحمدقلت لابن عباس أشهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
مسند الإمام أحمدصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بذي قرد أرض من
مسند الإمام أحمدقلت لابن عباس إن قومك يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم نام حتى نفخ ثم قام فصلى ولم
مسند الإمام أحمدلما نزل تحريم الخمر قالوا يا رسول الله كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى مع رجل وأمره
مسند الإمام أحمدلما نزل تحريم الخمر قالوا يا رسول الله الذين ماتوا وهم يشربون الخمر
مسند الإمام أحمدإذا اختلفتم في الطريق فدعوا سبع أذرع ثم ابنوا ومن سأله جاره أن
مسند الإمام أحمدنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر قال أيوب وفسر
مسند الإمام أحمدقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب
مسند الإمام أحمدقاتل النبي صلى الله عليه وسلم عدوا فلم يفرغ منهم حتى أخر العصر


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب