حديث سميعا بصيرا قال دعه وإذا أملى عليه عليما حكيما كتب عليما حليما

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أنس بن مالك

«أنَّ رجُلًا كان يَكتُبُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فإذا أَمْلى عليه «سميعًا» يقولُ: كتَبْتُ: سميعًا بصيرًا، قال: دَعْهُ، وإذا أَمْلى عليه: «عليمًا حكيمًا» كتَبَ: عليمًا حليمًا -قال حَمَّادٌ: نحوَ ذا- قال: وكان قد قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمْرانَ، وكان مَن قَرأهُما قد قرَأَ قُرآنًا كثيرًا، فذهَبَ فتنَصَّرَ، فقال: لقد كنتُ أكتُبُ لمحمَّدٍ ما شِئتُ فيقولُ: دَعْهُ. فمات، فدُفِن، فنَبَذَتْه الأرضُ مرَّتَينِ أو ثلاثًا. قال أبو طَلْحةَ: ولقد رأيْتُه مَنْبوذًا فَوقَ الأرضِ.»

مسند الإمام أحمد
أنس بن مالك
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط مسلم

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 13573 - أخرجه أحمد (13573) واللفظ له، والطيالسي (2132)، وعبد بن حميد (1352)

شرح حديث أن رجلا كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أملى


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا فأسْلَمَ، وقَرَأَ البَقَرَةَ وآلَ عِمْرَانَ، فَكانَ يَكْتُبُ للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا، فَكانَ يقولُ: ما يَدْرِي مُحَمَّدٌ إلَّا ما كَتَبْتُ له، فأمَاتَهُ اللهُ فَدَفَنُوهُ، فأصْبَحَ وقدْ لَفَظَتْهُ الأرْضُ، فَقالوا: هذا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ منهمْ؛ نَبَشُوا عن صَاحِبِنَا فألْقَوْهُ، فَحَفَرُوا له فأعْمَقُوا، فأصْبَحَ وقدْ لَفَظَتْهُ الأرْضُ، فَقالوا: هذا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وأَصْحَابِهِ؛ نَبَشُوا عن صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ منهمْ فألْقَوْهُ، فَحَفَرُوا له وأَعْمَقُوا له في الأرْضِ ما اسْتَطَاعُوا، فأصْبَحَ وقدْ لَفَظَتْهُ الأرْضُ، فَعَلِمُوا أنَّه ليسَ مِنَ النَّاسِ، فألْقَوْهُ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3617 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 3617 ) واللفظ له، ومسلم ( 2781 )



تَكفَّلَ اللهُ سُبحانَه وتعالَى بحِفظِ دِينِه ونَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كما تَكفَّلَ بحِفظِ كِتابِه منَ التَّحريفِ والتَّغْييرِ، حتَّى وإنْ تعمَّدَ بعضُ الكَفَرةِ والمُنافِقينَ ذلك.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي أنَسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَجلًا نَصْرانيًّا مِن بَني النَّجَّارِ -كما في رِوايةِ مُسلمٍ- أسْلَمَ في عهْدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحَفِظ بَعضَ القُرْآنِ، حتَّى قَرَأ سُورَتَيِ البَقرةِ وآلِ عِمْرانَ، فكان يَكتُبُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الوَحْيَ وغَيرَه ممَّا يُريدُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كِتابَتَه، ولكنَّه ارتَدَّ، فعادَ نَصْرانيًّا كما كان، ولمُسلمٍ: «فانطلَقَ هاربًا حتَّى لَحِقَ بأهلِ الكِتابِ فرَفَعوه»، فكان الرَّجلُ يَقولُ بعْدَ ارْتِدادِه عنِ الإسْلامِ: ما يَدْري مُحمَّدٌ إلَّا ما كَتبْتُ له، وفي هذا إشارةٌ إلى سُوءِ ظنِّه باللهِ سُبحانَه، وبرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنَّه كان يَكتُبُ الوَحيَ بغَيرِ ما يُمْليهِ عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويظُنُّ أنَّه بذلك هو الَّذي يُحدِّدُ الوَحْيَ بما يَكتُبُه، ولم يَعلَمْ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَحفَظُ الوَحيَ، ويُحفِّظُه لغَيرِه مِن الصَّحابةِ.
وفي رِوايةِ أحمَدَ: فكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُمْلي عليه: ( غَفورًا رَحيمًا )، فيَكتُبُ ( عَليمًا حَكيمًا )، فيَقولُ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اكتُبْ كذا وكذا، اكتُبْ كيف شِئتَ»، ويُمْلي عليه: ( عَليمًا حَكيمًا )، فيقولُ: أكتُبُ ( سَميعًا بَصيرًا )؟ فيَقولُ: «اكتُبْ كيف شِئتَ».
فماتَ هذا الرَّجلُ وهو على رِدَّتِه تلك، فدَفَنَه أهْلُه في قَبرِه، فأصبَحَ وقدْ لفَظَتْه الأرضُ، أي: طرَحَتْه ورَمَتْه مِن داخِلِ القَبرِ إلى خارِجِه؛ لتَقومَ الحُجَّةُ على مَن رَآهُ، وليَدُلَّ على صِدقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وليَكونَ عِبرةً للنَّاظِرينَ، فظنَّ أهْلُ الكِتابِ أنَّ هذا الرَّمْيَ مِن فِعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصْحابِه لَمَّا هرَبَ منهم، ولم يَرْضَ دِينَهم، نبَشُوا -أي: فَتَحوا- قَبْرَه، فألقَوْه خارجَه، فأعادَ أهلُ الكِتابِ دَفْنَه، فحَفَروا له فأعْمَقوا، أي: أبْعَدوا في باطنِ الأرضِ، ورَغْمَ ذلك لَفَظَتْه الأرضُ مرَّةً أُخْرى، فأصبَحَ مَرميًّا خارجَ قَبْرِه، فظنَّ أهلُ الكِتابِ مرَّةً أُخْرى أنَّ هذا مِن فِعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصْحابِه، نَبَشوا قَبْرَه لَمَّا هَرَب منهم، فألْقَوْه خارجَ القَبرِ، فحَفَر له أهْلُه مرَّةً ثالثةً، فأعْمَقوا له في الأرضِ قَدْرَ ما يَسْتَطيعون، فأصبَحَ وقدْ لفَظَتْه الأرضُ، فعَلِموا أنَّه لَيس مِن فِعلِ النَّاسِ، بلْ مِن ربِّ النَّاسِ، فألقَوْه، وفي رِوايةِ مُسلمٍ: «فتَرَكوه مَنْبوذًا» مَرميًّا على وجْهِ الأرضِ، فكان عِبرةً لكلِّ مُنافقٍ مُرتَدٍّ.
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عنِ الكَذِبِ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وسُوءُ عاقِبةِ مَن يَكذِبُ عليه.
وفيه: ذِكرُ آيةٍ مِن آياتِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ وهي أنَّ هذا الرَّجلَ لَمَّا كذَبَ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وادَّعى خِلافَ ما كان يُمْليه عليه، وكانت دَعْواه على السِّرِّ الَّذي لولا تَقريبُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ له بأنْ جعَلَه كاتبًا للوَحيِ؛ لم يَقدِرْ على تلك الدَّعْوى، فأظهَرَ اللهُ تعالَى فيه تلك الآيةَ، وهي إخراجُه مِن قَبْرِه ولَفْظُ الأرضِ له؛ وذلك أنَّه لَمَّا أظهَرَ سرَّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانت عُقوبتُه مِن جنسِ ذَنْبِه، فأظهَرَتِ الأرضُ مِن سَوْءتِه ما تَوارى به مِن كلِّ أحدٍ.
وفيه: بَيانُ أنَّ الهِدايةَ بيَدِ اللهِ تعالى؛ فالمَهْديُّ مَن هَداهُ اللهُ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى أبا سفيان وعيينة والأقرع وسهيل
مسند الإمام أحمدكنت رديف أبي طلحة يوم خيبر وقدمي تمس قدم رسول الله صلى الله
مسند الإمام أحمدكان فزع بالمدينة فاستعار رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لنا يقال
مسند الإمام أحمدإن البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها
مسند الإمام أحمدقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل يسوق بدنة اركبها قال إنها
مسند الإمام أحمدرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يسوق بدنة قال اركبها قال
مسند الإمام أحمدلا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين
مسند الإمام أحمدثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان من كان يحب المرء لا يحبه
مسند الإمام أحمدجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار فقال أفيكم أحد من غيركم
مسند الإمام أحمدصليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان
مسند الإمام أحمدلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى الروم كتابا
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إن العيش عيش


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب