حديث فتقدم فأمنوه فبينما هو يحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أنس بن مالك

«أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَثَ خالَه حَرامًا أخَا أُمِّ سُلَيمٍ في سَبعينَ إلى بني عامِرٍ، فلمَّا قَدِموا قال لهم خالي: أتَقَدَّمُكم، فإنْ أَمَّنوني حتى أُبَلِّغَهم عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإلَّا كنتم مِنِّي قريبًا، قال: فتَقَدَّمَ، فأَمَّنوه، فبيْنما هو يُحَدِّثُهم عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، إذْ أَوْمَؤُوا إلى رجُلٍ فطَعَنَه فأْنفَذَه، فقال: اللهُ أكبَرُ، فُزْتُ وربِّ الكعبةِ. ثمَّ مالُوا على بقيَّةِ أصحابِه فقَتَلوهم، إلَّا رجُلًا أَعرَجَ منهم كان قد صَعِد الجبَلَ. قال هَمَّامٌ: فأُراه قد ذكَرَ مع الأعرجِ آخَرَ معه على الجبَلِ. قال: وحدَّثَنا أنسٌ، أنَّ جِبريلَ عليه السلامُ أَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأَخبَرَه أنَّهم قد لَقُوا ربَّهم، فرَضيَ عنهم وأَرْضاهم. قال أنسٌ: كانوا يَقرَؤونَ: أنْ بَلِّغوا قَومَنا، أنَّا قد لَقِينا ربَّنا، فرَضيَ عَنَّا وأَرْضانا. قال: ثمَّ نُسِخ بعْدَ ذلك. فدَعا عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاثينَ صباحًا؛ على رِعْلٍ، وذَكْوانَ، وبني لِحْيانَ، وعُصَيَّةَ الذين عَصَوُا اللهَ ورسولَه، أو عَصَوُا الرحمنَ.»

مسند الإمام أحمد
أنس بن مالك
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط الشيخين

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 14074 - أخرجه البخاري (2801)، ومسلم (677) باختلاف يسير

شرح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خاله حراما أخا أم سليم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

بَعَثَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَقْوَامًا مِن بَنِي سُلَيْمٍ إلى بَنِي عَامِرٍ في سَبْعِينَ، فَلَمَّا قَدِمُوا قالَ لهمْ خَالِي: أَتَقَدَّمُكُمْ؛ فإنْ أَمَّنُونِي حتَّى أُبَلِّغَهُمْ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإلَّا كُنْتُمْ مِنِّي قَرِيبًا، فَتَقَدَّمَ فأمَّنُوهُ، فَبيْنَما يُحَدِّثُهُمْ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ أَوْمَؤُوا إلى رَجُلٍ منهمْ فَطَعَنَهُ، فأنْفَذَهُ، فَقالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ! فُزْتُ ورَبِّ الكَعْبَةِ، ثُمَّ مَالُوا علَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ، فَقَتَلُوهُمْ إلَّا رَجُلًا أَعْرَجَ صَعِدَ الجَبَلَ -قالَ هَمَّامٌ: فَأُرَاهُ آخَرَ معهُ- فأخْبَرَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّهُمْ قدْ لَقُوا رَبَّهُمْ، فَرَضِيَ عنْهمْ وأَرْضَاهُمْ، فَكُنَّا نَقْرَأُ: ( أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وأَرْضَانَا ) ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ، فَدَعَا عليهم أَرْبَعِينَ صَبَاحًا؛ علَى رِعْلٍ وذَكْوَانَ، وبَنِي لَحْيَانَ وبَنِي عُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوُا اللَّهَ ورَسولَه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2801 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان القُرَّاءُ على عهْدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن خَيرِ الناسِ؛ يَتعلَّمون القرآنَ ويُعلِّمونَه، وكانوا عَونًا للمسلمينَ وقْتَ الحاجةِ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَثَ سَبعينَ رجُلًا مِن القُرَّاءِ إلى بَني عامرِ بنِ صَعْصعةَ مِن أهْلِ نَجْدٍ؛ لِيَدْعُوهم إلى الإسلامِ.
وقولُه: «بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَقْوامًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ» خَطأٌ، والصَّوابُ -كما في الصَّحيحينِ- أنَّهم مَبعوثٌ إليهم، والمَبْعوثون هم رِجالٌ مِن الأنصارِ.
وكان حَرامُ بنُ مِلْحانَ رَضيَ اللهُ عنه -خالُ أنَسِ بنِ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه- أميرًا عليهم.
فلَمَّا جاؤوا إلى بَني عامرٍ قالَ لهم حَرامُ بنُ مِلْحانَ: «أتَقَدَّمُكُمْ؛ فإنْ أَمَّنُونِي حتَّى أُبَلِّغَهُمْ عن رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإلَّا كُنْتُم مِنِّي قَرِيبًا»، فلمَّا تَقدَّمَ حَرامُ بنُ مِلْحانَ رَضيَ اللهُ عنه أمَّنوه، فبيْنما هو يُكلِّمُهم عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ أوْمَؤُوا إلى رَجُلٍ منهم -والإيماءُ: هو الإشارةُ باليدِ أو العينِ أو غيرِهما- فطَعَنَه برُمحِه طَعنةً شَديدةً حتى نَفَذَ مِن النَّاحيةِ الأُخرى، فقال حَرامٌ: اللهُ أَكبَر! فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، حيثُ نال الشَّهادةَ.
ثمَّ أخبَرَ أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم مالُوا علَى بَقِيَّةِ أصحابِه، فقَتَلوا السَّبعينَ جَميعًا، إلَّا رَجُلًا أَعْرَجَ -هو كَعبُ بنُ زيدٍ الأنصاريُّ- صَعِدَ الجَبَلَ؛ هَرَبًا مِن القتْلِ، وقولُه: «فأُراهُ آخَرَ معه»، أي: نجَا معه رجلٌ آخرُ، قيل هو: عمرُو بنُ أُميَّةَ الضَّمْرِيُّ.
فأَخْبَرَ جِبريلُ عليه السَّلامُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَوتِهم، وأنَّهُم قَدْ لَقُوا رَبَّهُم، فَرَضيَ عنهم وأرْضاهُم، قال: فَكُنَّا نَقْرَأُ -يعني في القرآنِ الكريمِ-: ( أنْ بَلِّغُوا قَومَنا أنْ قَدْ لَقِينا رَبَّنا، فَرَضِيَ عَنَّا وأَرْضانا )، ثم نُسِخَ لَفظُه مِن التِّلاوةِ بعْدَ ذلك، وقد حَزِن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حُزنًا شَديدًا، فظَلَّ يَدْعو على رِعْلٍ وَذَكْوانَ وَبَنِي لَحْيانَ وَبَنِي عُصَيَّةَ أربعينَ صباحًا في القُنوتِ في صَلاةِ الصُّبحِ، كما في الصَّحيحينِ؛ لأنَّهم عَصَوُا اللهَ تعالَى ورَسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وغَدَروا بأصحابِه الكرامِ.

وقدْ ورَدَ عند أبي داودَ، عن ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما، قال: «قنَتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَهرًا مُتتابِعًا، في الظُّهرِ والعَصرِ، والمَغرِبِ والعِشاءِ، وصَلاةِ الصُّبحِ، في دُبُرِ كلِّ صَلاةٍ، إذا قال: سَمِع اللهُ لِمَن حَمِدَه مِن الرَّكعةِ الآخرةِ، يَدْعو على أحياءٍ مِن بَني سُلَيمٍ؛ على رِعْلٍ، وذَكْوانَ، وعُصَيَّةَ، ويُؤَمِّنُ مَن خَلْفَه».
ثمَّ تَرَك الدُّعاءَ عليهم لَمَّا نزَل قولُ اللهِ تعالَى: { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ } [ آل عمران: 128 ]، كما ورَدَ في الصَّحيحينِ.
وفي الحديثِ: الدُّعاءُ على الظَّالمينَ والغادِرين ومَن يُؤذِي المُسلِمينَ.
وفيه: أنَّ الطَّاعةَ التامَّةَ للهِ تعالَى ورَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَببٌ في النَّجاةِ عندَ اللهِ سُبحانَه والفوزِ برِضوانِه.
وفيه: القُنوتُ في النَّوازِلِ والمُلِمَّاتِ.
وفيه: حِرصُ الصَّحابةِ على الشَّهادةِ، وفَرَحُهم لنَيلِها.
وفيه: دَليلٌ على أنَّ أهلَ الحَقِّ قد يَنالُ منهم المُبطِلون، ولا يكونُ ذلك دالًّا على فَسادِ ما عليه أهلُ الحَقِّ، بلْ كَرامةً لهم، وشَقاءً لأهلِ الباطِلِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يستفتحون
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال قال قيل له إنك
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند الزوال فاحتاج أصحابه إلى الوضوء
مسند الإمام أحمدأن يهوديا مر على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال السام عليكم
مسند الإمام أحمدصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فأقبل علينا بوجهه فقال إني
مسند الإمام أحمدمات ابن لأبي طلحة من أم سليم قال فقالت أم سليم لأهلها لا
مسند الإمام أحمدأن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما ونقش فيه نقشا فقال
مسند الإمام أحمدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل بخمسة مكاكيك ويتوضأ بمكوك
مسند الإمام أحمدما بعث الله عز وجل نبيا إلا أنذر أمته الدجال ألا إنه الأعور
مسند الإمام أحمداعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه كما يبسط الكلب
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل يسوق بدنة قال


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, January 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب