حديث لا فقال أبو موسى أما تذكر إذ قال عمار لعمر ألا تذكر

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عمار بن ياسر

«كنتُ قاعدًا مع عبدِ اللهِ، وأبي موسى الأشعَريِّ، فقال أبو موسى لعبدِ اللهِ: لو أنَّ رَجُلًا لم يَجِدِ الماءَ، لم يُصَلِّ؟ فقال عبدُ اللهِ: لا، فقال أبو موسى: أمَا تَذكُرُ إذ قال عمَّارٌ لعُمَرَ: ألَا تَذكُرُ إذ بَعَثَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وإيَّاكَ في إبلٍ، فأصابَتْني جَنابةٌ، فتَمرَّغتُ في التُّرابِ، فلمَّا رَجَعتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أخبَرتُه، فضَحِكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقال: إنَّما كان يَكفيكَ أنْ تقولَ هكذا، وضَرَبَ بكَفَّيه إلى الأرضِ، ثُمَّ مَسَحَ كَفَّيه جَميعًا، ومَسَحَ وَجهَه مَسحةً واحدةً بضَرْبةٍ واحدةٍ؟ فقال عبدُ اللهِ: لا جَرَمَ ما رَأَيتُ عُمَرَ قَنَعَ بذلك؟ قال: فقال له أبو موسى: فكيف بهذه الآيةِ في سورةِ النِّساءِ: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} (النساء: 43)؟ قال: فما دَرى عبدُ اللهِ ما يقولُ، وقال: لو رَخَّصْنا لهم في التَّيمُّمِ لأَوشَكَ أحدُهم إنْ بَرَدَ الماءُ على جِلدِه أنْ يَتيَمَّمَ، قال عفَّانُ: وأنكَرَه يَحيى يَعني ابنَ سعيدٍ، فسَأَلتُ حَفصَ بنَ غياثٍ، فقال: كان الأعمَشُ يُحدِّثُنا به عن سَلَمةَ بنِ كُهَيلٍ، وذَكَرَ أبا وائلٍ.»

مسند الإمام أحمد
عمار بن ياسر
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط الشيخين

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 18329 - أخرجه البخاري (347)، ومسلم (368) باختلاف يسير

شرح حديث كنت قاعدا مع عبد الله وأبي موسى الأشعري فقال أبو موسى لعبد


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كنتُ جالسًا مع عبدِ اللهِ وأبي موسى، فقال أبو موسى: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ، أرَأَيتَ لو أنَّ رَجُلًا أجنَبَ فلمْ يَجِدِ الماءَ شَهرًا، كان يَتيَمَّمُ؟ فقال عبدُ اللهِ: لا يَتيَمَّمُ، وإنْ لم يَجِدِ الماءَ شَهرًا، فقال له أبو موسى: فكيف تَصنَعونَ بهذه الآيةِ في سورةِ المائدةِ: { فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا } [ النساء: 43 ]؟ فقال له عبدُ اللهِ: لو رُخِّصَ لهم في هذا لأَوشَكوا إذا بَرَدَ عليهمُ الماءُ أنْ يَتيَمَّموا بالصَّعيدِ، فقال له أبو موسى: فإنَّما كَرِهتُم هذا لهذا؟ قال: نَعم، فقال له أبو موسى: ألم تَسمَعْ قَولَ عَمَّارٍ لعُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: بعَثَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حاجةٍ، فأجنَبتُ فلمْ أجِدِ الماءَ، فتَمرَّغتُ في الصَّعيدِ كما تَمرَّغُ الدَّابَّةُ، ثُمَّ جِئتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فذَكَرتُ ذلك له، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّما كان يَكفيكَ أنْ تَضرِبَ يَدَيكَ على الأرضِ، ثُم تَمسَحَ إحداهما على الأُخرى، ثُم تَمسَحَ بهما وَجهَكَ، فقال عبدُ اللهِ: ألمْ تَرَ عُمَرَ لم يَقنَعْ بقَولِ عَمَّارٍ، وقال يوسُفُ: أنْ تَضرِبَ بكَفَّيكَ على الأرضِ، ثُم تَمسَحَهما، ثُم تَمسَحَ بهما وَجهَكَ وكَفَّيكَ، فقال عبدُ اللهِ: فلمْ تَرَ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه لم يَقنَعْ بقَولِ عَمَّارٍ.
الراوي : شقيق | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج سنن الدارقطني
الصفحة أو الرقم: 684 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



التَّيمُّمُ رُخْصةٌ رخَّصَ اللهُ تَعالى فيها لِمَنْ أحدَثَ ولم يَجِدِ الماءَ، وذلِك بأنْ يَتيمَّمَ ويُصلِّيَ، وقد كان عبدُ اللهِ بنُ مَسْعودٍ رضِيَ اللهُ عنه يَرى في بِدايةِ الأمْرِ أنَّ التيمُّمَ بدَلٌ لِلوُضوءِ فَقَطْ لا لِلغُسلِ، وفي هذا الحَديثِ مُناظَرةٌ بيْنَه وبيْنَ أبي مُوسى الأشْعريِّ رضِيَ اللهُ عنهما في هذه المَسْألةِ؛ حيثُ يَرْوي التَّابعيُّ الجليلُ أبو وائِلٍ شَقيقُ بنُ سَلَمةَ: "كُنتُ جالِسًا مع عبدِ اللهِ وأبي مُوسى، فقال أبو مُوسى: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ، أرأيتَ لو أنَّ رَجُلًا أجنَبَ" بسَبَبِ نُزولِ المَنيِّ لأيِّ سَبَبٍ "فلم يَجِدِ الماءَ شَهْرًا، أكانَ يَتيمَّمُ؟" ويَأخُذُ بالرُّخْصةِ بأنَّ التَّيمُّمَ يَكْفي في التَّطهُّرِ من الجَنابةِ، ويَصِحُّ به الوُضوءِ عِندَ انعِدامِ الماءِ "فقالَ عبدُ اللهِ: لا يَتيمَّمُ، وإنْ لم يَجِدِ الماءَ شَهْرًا" فقالَ له أبو مُوسى: فكيف تَصنَعونَ بهذه الآيةِ في سُورةِ المائِدةِ: { فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا } [ النساء: 43 ]؟" فكان أبو مُوسى رضِيَ اللهُ عنه يُنكِرُ قَولَ ابنِ مَسْعودٍ رضِيَ اللهُ عنه بأنَّ الجُنُبَ لا يَتيمَّمُ، ولا يُصلِّي حتَّى يَجِدَ الماءَ، ثُمَّ استَدَلَّ بهذه الآيةِ "فقالَ له عَبدُ اللهِ: لو رُخِّصَ لهم في هذا لَأوْشَكوا إذا بَرَدَ عليهمُ الماءُ أنْ يَتيمَّموا الصَّعيدَ" فاستَدَلَّ ابنُ مَسْعودٍ رضِيَ اللهُ عنه هُنا بأنَّ القَولَ بأنَّ الجُنُبَ يجوزُ له التَّيمُّمُ قد يَفتَحُ البابَ أمامَ التَّساهُلِ في التَّيمُّمِ، فَيتيمَّمُ كُلُّ مَنْ وجَدَ الماءَ باردًا، فأرادَ سَدَّ الذَّريعةِ، "فقال أبو مُوسى لِعَبدِ اللهِ بنِ مَسْعودٍ: "فإنَّما كَرِهتُم هذا لهذا؟ قال: نَعَمْ"، فذكَرَ أبو مُوسى رضِيَ اللهُ عنه له حديثَ عمَّارِ بنِ ياسرٍ رضِيَ اللهُ عنه الَّذي قال فيه: "بَعثَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حاجةٍ، فأجنَبْتُ فلم أَجِدِ الماءَ، فتَمَرَّغْتُ في الصَّعيدِ كما تَمرَّغُ الدَّابَّةُ ثُمَّ جِئتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، وذَكَرْتُ له ما فَعَلتُ ذلِكَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: " إنَّما كانَ يَكْفيكَ أنْ تَضرِبَ بيَدَيكَ على الأرضِ، ثُمَّ تَمسَحُ إحْداهما على الأُخْرى، ثُمَّ تَمسَحُ بهما وَجْهَكَ"، أي: كان يُغنيكَ عن التَّمرُّغِ بكُلِّ جَسَدِكَ أنْ تَتيمَّمَ مِنَ الجَنابةِ، ثُمَّ علَّمَهُ كَيفيَّةَ التَّيمُّمِ بأنْ يَضرِبَ بكَفِّهِ ضَرْبةً على الأرضِ، ثُمَّ يَنفُضَها، ثُمَّ يَمسَحَ بها ظَهْرَ كَفِّهِ بِشِمالِهِ، أو ظَهْرَ شِمالِهِ بِكَفِّهِ، ثُمَّ يَمسَحَ بها وَجهَهُ، وهذا يدُلُّ على ثُبوتِ التَّيمُّمِ لِلجُنُبِ، فقال عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه لأبي مُوسى: "ألَمْ تَرَ عُمَرَ لم يَقنَعْ بقَولِ عمَّارٍ"، يُشيرُ إلى أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنه قال: إنَّه لا يَتذَكَّرُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لِعمَّارٍ رضِيَ اللهُ عنه هذا عِندَما حدَّثَ عمَّارٌ رضِيَ اللهُ عنه بهذا الحَديثِ أمامَ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنه.

وقال يُوسُفُ -وهو يُوسُفُ بنُ مُوسى أحَدُ رُواةِ هذا الحَديثِ من طَريقٍ آخَرَ-: "أنْ تَضرِبَ بكَفَّيكَ على الأرْضِ، ثُمَّ تَمسَحُهُما، ثُمَّ تَمسَحُ بهما وَجْهَكَ وكَفَّيكَ، فقال عبدُاللهِ: أَلَمْ تَرَ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنه لم يَقنَعْ بقَولِ عمَّارٍ".
وقد جاء ما يدلُّ على التَّيمُّمِ لِقَولِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كما عِندَ النَّسائيِّ: "إنَّ الصَّعيدَ الطَّيِّبَ طَهورُ المُسلِمِ، وإنْ لم يَجِدِ الماءَ عَشْرَ سِنينَ، فإذا وجَدَ الماءَ فلْيُمِسَّه بَشَرَتَهُ؛ فإنَّ ذلِكَ خَيرٌ".
وفى هذا الحَديثِ: بيانُ عادةِ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم في المُناظرَةِ في العِلمِ والاحتِجاجِ بكِتابِ الله وسُنَّةِ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والمقاييسِ الصَّحيحةِ عليها .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدأن رجلا أتى عمر فقال إني أجنبت فلم أجد ماء فقال عمر لا
مسند الإمام أحمدكنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى فقال أبو موسى يا أبا عبد
مسند الإمام أحمدمن التقط لقطة فليشهد ذا عدل أو ذوي عدل ثم لا يكتم ولا
مسند الإمام أحمدإن الله عز وجل أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا
مسند الإمام أحمدإن الله عز وجل أمرني أن أعلمكم ما جهلتم فذكر الحديث وقال الضعيف
مسند الإمام أحمدمن التقط لقطة فليشهد ذوي عدل أو ذا عدل خالد الشاك ولا يكتم
مسند الإمام أحمدخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد بعد صلاة
مسند الإمام أحمدمثل المؤمن كمثل الجسد إذا اشتكى الرجل رأسه تداعى له سائر جسده
مسند الإمام أحمدانطلق بي أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني يشهده على
مسند الإمام أحمدمثل القائم على حدود الله  والمدهن فيها كمثل قوم استهموا على سفينة في
مسند الإمام أحمدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوينا في الصفوف حتى كأنما يحاذي
مسند الإمام أحمدقمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث وعشرين في شهر


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب