حديث إن الملا قد أبوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا ويرفع بها صوته

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث البراء بن عازب

«كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ الأحزابِ يَنقُلُ معنا التَّرابَ، ولقد وارى التُّرابُ بَياضَ بَطنِه، وهو يقولُ: اللَّهُمَّ لَولا أنت ما اهتَدَينا، ولا تَصدَّقْنا ولا صَلَّيْنا، فأنزِلَنْ سَكينةً علينا، إنَّ الأُلى قد بَغَوا علينا، وربَّما قال: إنَّ المَلا قد أبَوا علينا، إذا أرادوا فِتنةً أبَينا، ويَرفَعُ بها صَوتَه.»

مسند الإمام أحمد
البراء بن عازب
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط الشيخين

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 18570 - أخرجه البخاري (2837)، ومسلم (1803)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10367)، وأحمد (18570) واللفظ له

شرح حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ينقل معنا التراب


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لَمَّا كانَ يَوْمُ الأحْزَابِ، وخَنْدَقَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، رَأَيْتُهُ يَنْقُلُ مِن تُرَابِ الخَنْدَقِ، حتَّى وارَى عَنِّي الغُبَارُ جِلْدَةَ بَطْنِهِ، وكانَ كَثِيرَ الشَّعَرِ، فَسَمِعْتُهُ يَرْتَجِزُ بكَلِمَاتِ ابْنِ رَوَاحَةَ وهو يَنْقُلُ مِنَ التُّرَابِ يقولُ:
اللَّهُمَّ لَوْلَا أنْتَ ما اهْتَدَيْنَا ...
ولَا تَصَدَّقْنَا ولَا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ...
وثَبِّتِ الأقْدَامَ إنْ لَاقَيْنَا
إنَّ الأُلَى قدْ بَغَوْا عَلَيْنَا ...
وإنْ أرَادُوا فِتْنَةً أبيْنَا
قَالَ: ثُمَّ يَمُدُّ صَوْتَهُ بآخِرِهَا.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4106 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 4106 )، ومسلم ( 1803 )



لقدْ جاهَدَ الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم في اللهِ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقَّ الجِهادِ؛ لإعْلاءِ كَلِمتِه، وتَنْفيذًا لأمْرِه، ومُجاهَدةً لأعْدائِه، فأُوذوا وصَبَروا للهِ ابْتِغاءَ ما عِندَ اللهِ سُبحانَه وتعالَى، ففازوا بخَيرَيِ الدُّنْيا والآخِرةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ البَراءُ بنُ عازِبٍ رَضيَ اللهُ عنهما عن مُشارَكةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصْحابَه في حَفرِ الخَندَقِ، وهو الحُفرةُ العَميقةُ والطَّويلةُ حَولَ شَيءٍ مُعيَّنٍ، أو في جِهةٍ مُعيَّنةٍ، وقد حفَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معَ أصْحابِه الخَندَقَ شَمالَ المَدينةِ لتَحْصينِ المَدينةِ منَ المُشرِكينَ وحُلفائِهم في غَزْوةِ الأحْزابِ، والَّتي وقعَتْ سَنةَ خَمسٍ منَ الهِجْرةِ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُباشِرُ الحَفرَ، ويَحمِلُ التُّرابَ بيَدِه الشَّريفةِ معَ المُسلِمينَ؛ تَواضُعًا منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وتَرْغيبًا لهم في الأجْرِ حتَّى غَطَّى التُّرابُ جِلدَ بَطنِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَثيرَ الشَّعَرِ، وكان عندَ نقْلِه التُّرابَ مِن الخَندقِ يُنشِدُ بعضَ أبْياتٍ مِن الشِّعرِ قالَها عبدُ اللهِ بنُ رَواحةَ رَضيَ اللهُ عنه، وهي:
اللَّهمَّ لولا أنتَ ما اهْتَدَيْنا *** ولا تَصَدَّقْنا ولا صَلَّيْنا
والمَعنى: كان هُدانا بسبَبِ هِدايةِ اللهِ لنا، فلولا أنَّ اللهَ وَحدَه هو المُتفَضِّلُ بالهِدايةِ، لوَقَعْنا في الضَّلالِ، ولا عَرَفْنا الصَّدقةَ ولا الصَّلاةَ.
فأنْزِلَنْ سَكينةً عَلَيْنا *** وثَبِّتِ الأقْدامَ إنْ لاقَيْنا
أي: فامْنَحْنا يا ربَّنا الطُّمأْنينةَ والاسْتِقْرارَ، وثبِّتْ أقْدامَنا إنْ لاقَيْنا أعْداءَكَ مِنَ الكفَّارِ وغَيرِهم، ولا تَجعَلْنا نَهرَبْ منهم.
إنَّ الْأُلى قد بَغَوْا عَلَيْنا *** وإنْ أَرادوا فِتْنةً أبَيْنَا
أي: إنَّ الَّذين ظَلَمونا واعتَدَوْا علينا يُريدونَ أنْ يَفتِنونا عن دِينِنا، وإنَّنا نأْبَى ذلك.

وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يمُدُّ صَوتَه بقَولِه: «أبَيْنا».
واستُشكِلَ إنْشادُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الشِّعرَ، مع قَولِه تعالَى: { وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ } [ يس: 69 ]، وأُجيبَ: بأنَّ المُمتَنِعَ عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إنْشاءُ الشِّعرِ لا إنْشادُه، ولم يَثبُتْ عنه الإنْشاءُ.
وقدْ مَنَّ اللهُ على المُسلِمينَ بنَصْرِه، فهزَمَ الأحْزابَ وَحْدَه، وسلَّطَ عليهمُ الرِّيحَ والمَلائكةَ، وانتَصَرَ المُسلِمونَ فيها بغَيرِ قِتالٍ بمَنِّهِ وفَضلِه سُبحانَه وتعالى، كما قال اللهُ تعالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا } [ الأحزاب: 9 ].
وفي الحَديثِ: إنْشادُ بَعضِ الشِّعرِ الحَماسيِّ أثْناءَ العَملِ والجِهادِ.
وفيه: مُشارَكةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصْحابِه في الأعْمالِ الكَبيرةِ تَشْجيعًا لهم.
وفيه: تَواضُعُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: اسْتِشهادُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالشِّعرِ.
وفيه: تَسْليةُ الجَيشِ وتَنْشيطُه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدأصبنا يوم خيبر حمرا فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
مسند الإمام أحمدعن النبي صلى الله عليه وسلم مثله أي مثل حديث عن البراء بن
مسند الإمام أحمدذكر عذاب القبر قال يقال له من ربك فيقول الله ربي ونبيي محمد
مسند الإمام أحمدرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا الحسن بن علي على عاتقه
مسند الإمام أحمدإذا أويت إلى فراشك فتوضأ ونم على شقك الأيمن وقل اللهم أسلمت وجهي
مسند الإمام أحمدفتوضأ وضوءك للصلاة وقال اجعلهن آخر ما تتكلم به قال فرددتها على النبي
مسند الإمام أحمدجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة يوم أحد وكانوا خمسين
مسند الإمام أحمدمن تبع جنازة حتى يصلي عليها كان له من الأجر قيراط ومن مشى
مسند الإمام أحمدجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة وكانوا خمسين رجلا عبد
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ قال الحمد لله الذي
مسند الإمام أحمدكان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار
مسند الإمام أحمدإن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول وزينوا القرآن بأصواتكم ومن منح منيحة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب