حديث وانبياه واخليلاه واصفياه

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عائشة أم المؤمنين

«أنَّ أبا بَكرٍ دَخَلَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعدَ وَفاتِه، فوَضَعَ فَمَه بيْنَ عَيْنَيهِ، ووضَعَ يَدَيهِ على صُدغَيهِ، وقال: وانبيَّاهُ، واخليلاهُ، واصَفيَّاهُ.»

مسند الإمام أحمد
عائشة أم المؤمنين
شعيب الأرناؤوط
إسناده حسن

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 24029 - أخرجه أحمد (24029)، وأبو يعلى (48) واللفظ لهما، والترمذي في ((الشمائل المحمدية)) (392) باختلاف يسير

شرح حديث أن أبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

ذَهَبتُ أنا وصاحِبٌ لي إلى عائِشةَ فاستَأْذَنَّا عليها، فألقَتْ لنا وِسادةً، وجَذَبَتْ إليها الحِجابَ، فقال صاحِبي: يا أُمَّ المُؤمِنينَ، ما تقولينَ في العَراكِ؟ قالَتْ: وما العَراكُ؟ وضرَبْتُ مَنْكِبَ صاحِبي، فقالَتْ: مَهْ، آذَيتَ أخاكَ! ثم قالَتْ: ما العَراكُ؟! المَحيضُ، قولوا: ما قال اللهُ: المَحيضُ، ثم قالَتْ: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يتَوَشَّحُني، ويَنالُ مِن رَأْسي، وبَيْني وبَيْنَه ثَوبٌ، وأنا حائِضٌ، ثم قالَتْ: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا مَرَّ بِبابي ممَّا يُلْقي الكَلِمةَ يَنفَعُ اللهُ عزَّ وجلَّ بها، فمَرَّ ذاتَ يومٍ فلم يَقُلْ شَيئًا، ثم مَرَّ أيضًا فلم يَقُلْ شَيئًا -مرَّتَينِ أو ثَلاثًا- قُلتُ: يا جاريةُ، ضَعي لي وِسادةً على البابِ، وعَصَبتُ رَأْسي فمَرَّ بي، فقال: يا عائِشةُ، ما شَأنُكِ؟ فقُلتُ: أشْتَكي رَأْسي، فقال: أنا وارَأْساهُ، فذَهَبَ فلم يَلبَثْ إلا يَسيرًا حتى جيءَ به مَحمولًا في كِساءٍ، فدخَلَ علَيَّ، وبعَثَ إلى النساءِ، فقال: إنِّي قدِ اشتَكَيتُ، وإنِّي لا أستَطيعُ أنْ أدورَ بَينَكُنَّ؛ فائْذَنَّ لي فلْأكُنْ عِندَ عائِشةَ، فكُنتُ أُوَضِّئُه، ولم أكُنْ أُوَضِّئُ أحَدًا قَبلَه، فبَينَما رَأْسُه ذاتَ يومٍ على مَنْكِبَيَّ إذ مالَ رَأْسُه نحوَ رَأْسي، فظَنَنتُ أنَّه يُريدُ مِن رَأْسي حاجةً، فخرَجَتْ مِن فيه نُطْفةٌ بارِدةٌ، فوَقَعَتْ على ثُغْرةِ نَحْري، فاقْشَعَرَّ لها جِلْدي، فظَنَنتُ أنَّه غُشِيَ عليه فسَجَّيتُه ثَوبًا، فجاء عُمَرُ والمُغيرةُ بنُ شُعْبةَ فاسْتَأْذَنا، فأَذِنتُ لهما، وجَذَبتُ إليَّ الحِجابَ، فنَظَرَ عُمَرُ إليه، فقال: واغَشْياه، ما أشَدَّ غَشْيَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ! ثم قاما، فلمَّا دَنَوا مِن البابِ قال المُغيرةُ: يا عُمَرُ، ماتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: كَذَبتَ، بلْ أنتَ رَجُلٌ تَحوسُكَ فِتنةٌ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَموتُ حتى يُفْنيَ اللهُ عزَّ وجلَّ المُنافِقينَ، ثم جاء أبو بَكرٍ فرَفَعتُ الحِجابَ فنَظَرَ إليه، فقال: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ، ماتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم أتاه مِن قِبَلِ رَأْسِه فحَدَرَ فاه، وقبَّلَ جَبْهَتَه، ثم قال: وانَبيَّاه، ثم رفَعَ رَأْسَه ثم حَدَرَ فاه وقبَّلَ جَبْهَتَه، ثم قال: واصَفيَّاه، ثم رفَعَ رَأْسَه وحَدَرَ فاه وقبَّلَ، وقال: واخَليلاه، ماتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فخرَجَ إلى المسجِدِ وعُمَرُ يَخطُبُ الناسَ ويتَكَلَّمُ، ويقولُ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَموتُ حتى يُفْنيَ اللهُ عزَّ وجلَّ المُنافِقينَ، فتَكَلَّمَ أبو بَكرٍ فحَمِدَ اللهَ، وأثْنى عليه، ثم قال: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } [ الزمر: 30 ]، حتى فَرَغَ مِن الآيةِ، { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ } [ آل عمران: 144 ]، حتى فَرَغَ مِن الآيةِ، فمَن كان يَعبُدُ اللهَ عزَّ وجلَّ فإنَّ اللهَ حيٌّ، ومَن كان يَعبُدُ مُحمَّدًا، فإنَّ مُحمَّدًا قد ماتَ، فقال عُمَرُ: أوَإنَّها لَفي كِتابِ اللهِ؟ ما شعَرتُ أنَّها في كِتابِ اللهِ، ثم قال عُمَرُ: يا أيُّها الناسُ، هذا أبو بَكرٍ وهو ذو شَيْبةِ المُسلِمينَ، فبايِعوه؛ فبايَعوه.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 25841 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن

التخريج : أخرجه أبو داود ( 2137 ) مختصراً باختلاف يسير، وأحمد ( 25841 ) واللفظ له



كان مَوتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فاجِعةً على المُسلِمينَ، وقد ثَبَّتَ اللهُ سُبحانَه أبا بَكرٍ، فذَكَّرَ الناسَ وأعلَمَهم بحَقيقةِ مَوتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ التابِعيُّ يَزيدُ بنُ بابَنوسَ: "ذَهَبتُ أنا وصاحِبٌ لي إلى عائِشةَ، فاستأذَنَّا عليها" لِمُجالَسَتِها، وأخْذِ العِلْمِ منها، "فألقَتْ لنا وِسادةً"؛ لِلجُلوسِ عليها "وجَذَبتْ إليها الحِجابَ" لِتَستُرَ نَفْسَها عنهما، "فقال صاحِبي: يا أُمَّ المُؤمِنينَ، ما تَقولينَ في العِراكِ؟" ما حُكمُه؟ وماذا يُفعَلُ فيه؟ "قالت: وما العِراكُ؟ وضَرَبتُ مَنكِبَ صاحِبي"، أي: وضَرَبَ يَزيدُ بنُ بابَنوسَ على كَتِفِ صاحِبِه؛ حَياءً مِنَ السُّؤالِ الذي سألَه "فقالَتْ: مَهْ" اكفُفْ عن ضَربِه "آذَيتَ أخاكَ" وهذا مِن جَميلِ الأدبِ وحُسنِ الإرشادِ إلى آدابِ الأُخوَّةِ وعدمِ إيذاءِ الأخِ أخاه.
"ثم قالتْ: ما العِراكُ؟! المَحيضُ" وهو وَقتُ حَيضِ المَرأةِ في وَقتٍ مَعلومٍ مِن كُلِّ شَهرٍ، ثم أرشَدَتْهما فقالت: "قولوا: ما قال اللهُ: المَحيضُ"؛ حيثُ قال تَعالى: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى } [ البقرة: 222 ]، فسَمَّاه مَحيضًا، ولم يُسَمِّه عِراكًا، "ثم قالتْ: كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتوَشَّحُني"، أي: يَكونُ معي في وِشاحٍ واحِدٍ، أو ثَوبٍ واحِدٍ، "ويَنالُ مِن رأْسي" فيُقبِّلُ رأْسي "وبَيني وبَينَه ثَوبٌ" حائِلٌ بَينَنا "وأنا حائِضٌ" فكان يَفعَلُ كُلَّ ذلك ويَقتَرِبُ منها بهذه الأفعالِ وهي حائِضٌ، دونَ أنْ يَطأها "ثم قالت: كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا مَرَّ ببابي" عِندَ حُجرَتي "مِمَّا يُلقي الكَلِمةَ" مِنَ الحَقِّ والوَحيِ والسُّنَّةِ "يَنفَعُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ بها"؛ لِأنَّها كانت تَحفَظُ أقوالَه وتَعقِلُها "فمَرَّ ذاتَ يَومٍ فلم يَقُلْ شَيئًا، ثم مَرَّ أيضًا فلمْ يَقُلْ شَيئًا -مَرَّتَيْنِ أو ثَلاثًا- قُلتُ: يا جاريةُ، ضَعي لي وِسادةً على البابِ، وعَصَبتُ رأْسي"، أي: لففتُ عليها رِباطًا مِن ثَوبٍ ونَحوِه، "فمَرَّ بي" عندَ ذلك، "فقال: يا عائِشةُ، ما شأنُكِ؟ فقُلتُ: أشتَكي رأْسي" مِنَ التَّعَبِ "فقال: أنا وارأْساهُ"! بل أنا الذي أشتَكي مِن وَجَعٍ في رأْسي "فذَهَبَ" خارِجًا إلى المَسجِدِ "فلم يَلبَثْ إلَّا" وَقتًا "يَسيرًا حتى جيءَ به مَحمولًا في كِساءٍ"؛ لِشِدَّةِ تَعَبِه، فلم يَقدِرْ على المَشيِ "فدَخَلَ علَيَّ" في حُجرَتي "وبَعَثَ إلى النِّساءِ" مِن زَوجاتِه؛ لِيَستأذِنَ مِنهُنَّ "فقال: إنِّي قدِ اشتَكيتُ" مِنَ التَّعَبِ والوَجَعِ "وإنِّي لا أستَطيعُ أنْ أدورَ بَينَكُنَّ" في بُيوتِكُنَّ، كما كان في حالِ الصِّحَّةِ، "فَأْذَنَّ لي فَلْأكُنْ عِندَ عائِشةَ" وهذا مِن حُسنِ عِشرَتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومَعرِفَتِه بحَقِّ زَوجاتِه، فاستأذَنَ منهُنَّ جَميعًا أنْ يُمرَّضَ عِندَ عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها؛ لِيَكونَ ذلك أرضى لَهُنَّ، قالت عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها: "فكُنتُ أُوَضِّئُه"، أي: تُعينُه على الوُضوءِ بصَبِّ الماءِ، وغسْلِ أعضاءِ جَسَدِه، "ولم أكُنْ أُوَضِّئُ أحَدًا قَبلَه".
وفي رِوايةٍ عِندَ الإمامِ أحمَدَ "ولم أُمرِّضْ أحَدًا قَبلَه" يَعني أنَّها لم يَسبِقْ لها تَمريضُ أحَدٍ مِنَ المَرضى قَبلَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فبَينَما رأْسُه ذاتَ يَومٍ على مَنكِبَيَّ، إذْ مالَ رأْسُه نَحوَ رأْسي، فظَنَنتُ أنَّه يُريدُ مِن رأْسي حاجةً" مِنَ الاستِنادِ عليها أو تَقبيلِها؛ مُداعَبةً لها "فخَرَجتْ مِن فيه نُطفةٌ بارِدةٌ"، أي: ماءٌ قَليلٌ بارِدٌ "فوَقَعتْ على ثَغرةِ نَحري" وهي المِنطَقةُ العَميقةُ الرَّقيقةُ في الرَّقَبةِ "فاقشَعَرَّ لها جِلْدي" مِنَ الخَوفِ عليه، "فظَنَنتُ أنَّه غُشيَ عليه" بالإغماءِ، "فسَجَّيتُه ثَوبًا" فوَضَعتُ ثَوبًا عليه وغَطَّيتُه "فجاءَ عُمَرُ والمُغيرةُ بنُ شُعبةَ فاستأذَنا، فأذِنتُ لهما، وجَذَبتُ إلَيَّ الحِجابَ"؛ لِسَترِ نَفْسي عنهما، "فنَظَرَ عُمَرُ إليه، فقال: واغَشْيَاهُ"! وهذه نُدبةٌ لِلتَّفجُّعِ مِن إغماءةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم قال عُمَرُ: "ما أشَدَّ غَشيَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ! ثم قامَا، فلَمَّا دَنَوا مِنَ البابِ" اقتَرَبا مِنَ الخُروجِ "قال المُغيرةُ: يا عُمَرُ، ماتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"! فأقَرَّ بمَوتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتَبيَّنَ له ذلك "قال عُمَرُ: كَذَبتَ، بل أنتَ رَجُلٌ تَحوسُكَ فِتنةٌ"، أي: تُخالِطُكَ وتَحُثُّكَ على رُكوبِها، وكُلُّ مَوضِعٍ خالَطتَه ووَطِئتَه فقد حُستَه وجُستَه؛ "إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَموتُ حتى يُفنيَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ المُنافِقينَ" وهذا ظَنٌّ مِن عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه، ومِن عِظَمِ هولِ الموقِفِ عليه لحُبِّه الشديدِ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "ثم جاءَ أبو بَكرٍ فرَفَعتُ الحِجابَ، فنَظَرَ إليه، فقال: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ" فقال ما أمَرَ اللهُ بقَولِه في المَصائِبِ، ثم قال: "ماتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم أتاه مِن قِبَلِ رأْسِه" مِن جِهةِ رأْسِه، فكَشَفَه، "فحَدَرَ فاه"، أي: فمَدَّ أبو بَكرٍ فَمَه ودَنا مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "وقَبَّلَ جَبهَتَه" فقَبَّلَه قُبلةَ تَوديعٍ له، والجَبهةُ: مُقدِّمةُ الرأْسِ، "ثم قال: وانَبيَّاهُ"! وهو نُدبةٌ وتوَجَّعٌ لِمَوتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن غَيرِ انزِعاجٍ وقَلَقٍ وجَزَعٍ وفَزَعٍ، وليس ضَجَرًا ولا غَضَبًا، "ثم رَفَعَ رأْسَه ثم حَدَرَ فاه وقَبَّلَ جَبهَتَه" مَرَّةً أُخرى "ثم قال: واصَفِيَّاهُ"! وهو نُدبةٌ وتَوجُّعٌ لِمَوتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذي كان صَفيَّه الذي اختارَه مِن بَينِ الناسِ صاحِبًا، "ثم رَفَعَ رأْسَه وحَدَرَ فاه وقَبَّلَ، وقال: واخَليلاهُ"! وهو نُدبةٌ وتَوجُّعٌ لِمَوتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَليلِه، حيثُ كان بَينَهما أُخوَّةُ الإسلامِ، والصُّحبةُ الطَّيِّبةُ، ثم قال: "ماتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فخَرَجَ إلى المَسجِدِ وعُمَرُ يَخطُبُ الناسَ ويَتكَلَّمُ، ويَقولُ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَموتُ حتى يُفنيَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ المُنافِقينَ" وهذا القَولُ مِن عُمَرَ مِن ظَنِّه ومِن تَفجُّعِه وعَدَمِ تَصديقِه بمَوتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فتَكلَّمَ أبو بَكرٍ، فحَمِدَ اللهَ، وأثْنَى عليه، ثم قال: إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَقولُ: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } [ الزمر: 30 ]، حتى فَرَغَ مِنَ الآيةِ، { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ } [ آل عمران: 144 ]، حتى فَرَغَ مِنَ الآيةِ" فمَهَّدَ لِلنَّاسِ بالآيةِ، وذَكَّرَهم بأنَّ اللهَ حَكَمَ عليه بالمَوتِ مِثلَ كُلِّ البَشَرِ، ثم قال أبو بَكرٍ: "فمَن كان يَعبُدُ اللهَ عَزَّ وجَلَّ فإنَّ اللهَ حَيٌّ" دائِمُ الحياةِ ولا يَموتُ سُبحانَه؛ فهو المَعبودُ الحَقُّ، وهو رَبُّ العالَمينَ، "ومَن كان يَعبُدُ مُحمدًا، فإنَّ مُحمدًا قد ماتَ"؛ لِأنَّه نَبيٌّ بَشَرٌ، والكُلُّ مَحكومٌ عليه بالمَوتِ، فلَمَّا سَمِعَ الناسُ منه ذلك صاروا وكأنَّهم لم يَكونوا يَعلَمونَ بنُزولِها، فتَلقَّاها منه الناسُ؛ ولذلك "قال عُمَرُ: أوَإنَّها لَفي كِتابِ اللهِ؟ ما شَعَرتُ أنَّها في كِتابِ اللهِ"؛ وإنَّما نَسيَ ذلك عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه مِن شِدَّةِ دَهشَتِه؛ لِعِظَمِ المُصيبةِ، "ثم قال عُمَرُ: يا أيُّها الناسُ، هذا أبو بَكرٍ، وهو ذو شَيبةِ المُسلِمينَ" يَعني هو أكبَرُهم وأقدَمُهم إسلامًا "فبايِعوه؛ فبايَعوه" بالخِلافةِ، فكانَ خَليفةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحَديثِ: تَسميةُ الأُمورِ الشَّرعيَّةِ بأسمائِها التي ذَكَرَها اللهُ ورَسولُه.
وفيه: مَنقَبةٌ ظاهرةٌ لِأبي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، وبَيانُ ثَباتِه في الشَّدائِدِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدأن عبد الله بن عمر ابتاع جارية بطريق مكة فأعتقها وأمرها أن تحج
مسند الإمام أحمدأرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من الجنابة في أول
مسند الإمام أحمدفضلت صلاة الجماعة على صلاة الفذ خمسا وعشرين
مسند الإمام أحمدلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر يرى أنه يأتي ولا
مسند الإمام أحمدكنت أفرك الجنابة من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم
مسند الإمام أحمدما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام
مسند الإمام أحمدالولد للفراش
مسند الإمام أحمدمن نذر أن يطيع الله عز وجل فليطعه ومن نذر أن يعصي الله
مسند الإمام أحمدانكسفت الشمس فصلى النبي صلى الله عليه وسلم فأطال القيام ثم ركع فأطال
مسند الإمام أحمدأن بريرة أتتها تستعينها وكانت مكاتبة فقالت لها عائشة أيبيعك أهلك فأتت أهلها
مسند الإمام أحمداشتكى فجعل ينفث فجعلنا نشبه نفثه نفث آكل الزبيب وكان يدور على نسائه
مسند الإمام أحمدما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا حطت من خطيئته


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب