حديث أذكركم بالله هل تعلمون أن رومة لم يكن يشرب منها أحد إلا

أحاديث نبوية | صحيح ابن خزيمة | حديث عثمان

«عن أبي عبدِ الرَّحمنِ السُّلميِّ قالَ: لمَّا حُصِرَ عثمانُ أشرفَ عليهِم مِن فوقِ دارِهِ، ثمَّ قالَ: أذَكِّرُكُم باللَّهِ هل تعلَمونَ أنَّ رومةَ لم يَكُن يشرَبُ منها أحدٌ إلَّا بثَمنٍ فابتَعتُها مِن مالي فجعلتُها للغَنيِّ والفقيرِ وابنِ السَّبيلِ؟ قالوا: نعَم»

صحيح ابن خزيمة
عثمان
ابن خزيمة
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن خزيمة - رقم الحديث أو الصفحة: 4/ 205 -

شرح حديث عن أبي عبد الرحمن السلمي قال لما حصر عثمان أشرف عليهم من


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

شَهِدتُ الدَّارَ حين أشرَفَ عليهم عُثمانُ رضِيَ اللهُ عنه، فقال: أنشُدُكم باللهِ، هل تَعلَمونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَدِمَ المدينةَ، وليس بها ماءٌ يُستَعذَبُ غيرُ بِئرِ رُومةَ، فقال: مَن يَشتري بِئرَ رُومةَ، فيَجعَلَ دَلْوَه فيها مع دِلاءِ المُسلِمينَ بخَيرٍ له منها في الجَنَّةِ؟ فاشتَرَيتُها من صُلبِ مالي، فجَعَلتُ دَلْوي فيها مع دِلاءِ المُسلِمينَ، فإنَّهم اليَومَ تَمنَعوني أنْ أشرَبَ منها حتى أشرَبَ من ماءِ البَحرِ؟ قالوا: اللَّهُمَّ نَعم، قال: أنشُدُكم باللهِ والإسلامِ، هل تَعلَمونَ أنِّي جَهَّزتُ جَيشَ العُسرةِ من صُلبِ مالي؟ قالوا: اللَّهُمَّ نَعم، قال: أنشُدُكمُ اللهَ والإسلامَ، هل تَعلَمونَ أنَّ المَسجِدَ ضاقَ بأهْلِه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن يَشتري بُقعةَ آلِ فُلانٍ، فيَزيدَها في المَسجِدِ بخَيرٍ له منها في الجَنَّةِ؟ فاشْتَرَيتُها من صُلبِ مالي، فزِدتُها في المَسجِدِ، وأنتمُ اليَومَ تَمنَعوني أنْ أُصلِّيَ فيه رَكعَتينِ؟ قالوا: اللَّهُمَّ نَعم، فقال: أنشُدُكم باللهِ والإسلامِ، هل تَعلَمونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان على ثَبيرِ مكَّةَ، ومعه أبو بَكرٍ، وعُمَرُ، وأنا، فتَحرَّكَ الجَبَلُ حتى سَقَطَتْ حِجارَتُه بالحَضيضِ، فركَضَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِرِجْلِهِ، وقال: اسْكُنْ؛ فإنَّما عليكَ نَبيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهيدانِ؟ قالوا: اللَّهُمَّ نَعم، قال: اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، شَهِدوا لي وربِّ الكَعبةِ أنِّي شَهيدٌ، ثلاثَ مرَّاتٍ.
الراوي : ثمامة بن حزن القشيري | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج سنن الدارقطني
الصفحة أو الرقم: 4437 | خلاصة حكم المحدث : حسن



لعُثمانَ بنِ عفَّانَ ذي النُّورَينِ فَضائلُ جَليلةٌ، ومَناقِبُ كَثيرةٌ، وفي هذا الحَديثِ يُعدِّدُ عُثمانُ بنُ عفَّانَ رضِيَ اللهُ عَنه بعْضَ مَناقِبَه وفَضائِلَه الَّتي خُصَّ بها على سائرِ الصَّحابةِ، وما بَذَله مِن عَطاءٍ لدِينِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، طمَعًا في الأجْرِ والثَّوابِ؛ وذلكَ حينَما ثارَ عليه مَن ثارَ؛ لِيُبيِّنَ لهم خُطورةَ ما هُم مُقْدِمون عليه، ولِيَستبرئَ لدِينِه وعِرْضِه ممَّا أُشيعَ عنه، وفيه يقولُ ثُمامةُ بنُ حَزْنٍ القُشَيريُّ: «شَهِدتُ الدَّارَ»؛ أي: حَضَرتُ قِصَّةَ الحِصارِ لِعُثمانَ بنِ عفَّانَ، «حينَ أشرَفَ عليهِم عُثْمانُ»؛ أي: أقبَلَ على مَن حاصَروه لِيُكلِّمَهم، فقال عُثْمانُ رضِيَ اللهُ عَنه: «ائتُوني بصاحِبَيْكُمُهذينِ اللَّذَينِ ألَّبَاكُمْ علَيَّ»؛ أي: حرَّضاكم، وجعَلاكم ضِدِّي، وحمَلَاكم على كُرْهي.
قال ثُمامةُ: «فجيءَ بهما كأنَّهُما جَمَلانِ، أو كأنَّهما حِمارانِ»؛ أي: كأنَّهما مِن غضَبِهما ونُفورِهما جَملانِ غاضِبانِ، «فأشرَف عَليهِم عُثْمانُ»؛ أي: أقبَلَ ووقَفَ أمامَ الَّذينَ يُريدونَ قَتْلَه، وتَوجَّه إليهم بالكلامِ، فقال عُثْمانُ: «أَنشُدُكم باللهِ والإسلامِ»؛ أي: أسأَلُكم بحقِّ اللهِ وبحقِّ الإسلامِ، «هلْ تَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قَدِم المَدينةَ وليس بها ماءٌ يُستَعذَبُ غيرَ بِئرِ رُومةَ»؛ أي: لمْ يَكُنْ بالمَدينةِ ماءٌ عذْبٌ حُلْوٌ إلَّا في تِلكَ البئرِ، وهي بئرٌ بالمَدينةِ، وكانت لِيَهوديٍّ يَبيعُ ماءَها للمُسلِمينَ، كلَّ قِرْبةٍ بدِرْهَمٍ، فاشْتَراها عُثْمانُ رضِيَ اللهُ عَنه، وأوقَفَها للمسلِمينَ؛ على أنَّ له أنْ يَشرَبَ مِنها كما يَشرَبونَ، فقال صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «مَن يَشتَري بِئرَ رُومةَ، فيَجْعَلَ دَلْوه معَ دِلَاءِ المسلِمينَ»؛ أي: يَطلُبُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عَنهم أنْ يَشتَريها أحَدُهم، ويُوقِفَها للمُسلِمينَ، ويكونَ له مِنها نَصيبٌ معَهم، «بخَيرٍ له مِنْها في الجنَّةِ؟»؛ أي: يُبدِلُه اللهُ عزَّ وجَلَّ بأفضَلَ وأحسَنَ مِنها في الجنَّةِ؟ قال عُثْمانُ: «فاشتَريتُها مِن صُلبِ مالي»؛ أي: مِن خالِصِ مالِه، ولمْ يَشرَكْ معَه فيها أحدًا؛ طمَعًا في هذا الأجْرِ، وقد قيل: إنَّه رضِيَ اللهُ عَنه قدِ اشتَراها بمِائةِ ألْفِ دِرْهمٍ، «وأنتُمُ اليَومَ تَمنَعوني أنْ أشرَبَ مِنها!»؛ أي: مِنَ البئرِ الَّتي أوقَفْتُها للمُسلِمينَ، وهذا إنكارٌ مِنه رضِيَ اللهُ عَنه عليهم لِمَا يَمنَعونَه، وليسَ لهُمُ الحقُّ في مَنعِه، وهو أحَقُّ بها مِنهم، «حتَّى أَشرَبَ مِن ماءِ البحرِ؟»؛ أي: حتَّى جَعَلوه يَشرَبُ الماءَ المالِحَ؛ لِمَنعِ الحُلْوِ عنه، قالوا: «اللَّهمَّ نعَمْ»؛ أي: مُقرِّينَ له باستِشْهادِه عليهِم، وحُجَّتِه.
فقال: «أَنشُدُكم باللهِ والإسلامِ، هلْ تَعلَمونَ أنَّ المسجِدَ ضاق بأهْلِه»؛ أي: بالمُصلِّينَ، والمرادُ به: مَسجدُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، «فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: مَن يَشتَري بُقْعةَ آلِ فُلانٍ»؛ أي: الأرضَ المُجاوِرةَ للمسجِدِ، «فيَزيدَها في المسجِدِ»؛ أي: يتَصدَّقَ بها؛ لِيَزيدَ مِن مِساحةِ المسجِدِ، «بخَيرٍ له مِنها في الجنَّةِ؟ فاشتَريتُها مِن صُلبِ مالي؛ فأنتُمُ اليَومَ تَمنَعوني أنْ أُصلِّيَ فيها رَكعتَينِ!»؛ أي: في المسجِدِ على وَجْهِ العُمومِ، وفي تلكَ البُقْعةِ الَّتي ليسَ لكُمُ الحقُّ في مَنعِي مِنَ الصَّلاةِ فيها، قالوا: «اللَّهمَّ نعَمْ»؛ أي: مُقرِّينَ باستِشْهادِه عليهم، وحُجَّتِه.
قال عُثْمانُ رضِيَ اللهُ عَنه: «أَنشُدُكم باللهِ وبالإسلامِ، هلْ تَعلَمونَ أنِّي جهَّزتُ جَيشَ العُسْرةِ مِن مالي؟»؛ أي: جَيشَ غَزوةِ تَبوكَ، وسُمِّيَتْ بالعُسْرةِ لِما كان بها مِن شدَّةِ الحرِّ والمَشقَّةِ، قالوا: «اللَّهمَّ نعَمْ»، وفي التِّرمذيِّ -وحسَّنَه-: عن عبْدِالرَّحمنِبنِسَمُرةَ رضِيَ اللهُ عنه، قال: «رأَيتُ عُثْمانَ بنَ عفَّانَ رضِيَ اللهُ عنه جاء بألْفِ دينارٍ، فصَبَّها في حَجْرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ جهَّز جَيشَ العُسْرةِ، قال: فرَأَيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُدْخِلُ يدَه في فِيها يُقبِّلُها، ويقولُ: ما ضرَّ عُثْمانَ ما عَمِلَ بعْدَ اليَومِ، ما ضرَّ عُثْمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليَومِ».
قال عُثْمانُ رضِيَ اللهُ عَنه: «أَنشُدُكم باللهِ والإسلامِ، هلْ تَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان على ثَبِيرِ مكَّةَ»، وثَبيرٌ: جبَلٌ بالمُزدَلِفةِ على يَسارِ الذَّاهبِ مِنها إلى مِنًى، قيل: وبمكَّةَ جِبالٌ كلٌّ مِنها اسمُه ثَبيرٌ، والمشهورُ: أنَّه جَبلٌ مُشرِفٌ على مِنًى مِن جَمرةِ العقَبةِ إلى تِلْقاءِ مَسجِدِ الخَيفِ، وأمامَه قَليلًا على يَسارِ الذَّاهبِ إلى عَرَفاتٍ، «ومعه أبو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وأنا، فتَحرَّك الجبَلُ»؛ أي: اهتَزَّ، «حتَّى تساقَطَتْ حِجارتهُ بالحَضيضِ»؛ أي: وصَلَت في سُقوطِها إلى مُستَوى الأرْضِ، قال: «فرَكَضَه برِجْلِه»؛ أي: ضرَبَ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم برِجْلِه عليه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «اسكُنْ ثَبيرُ»؛ أي: اثبُتْ، ولا تَهتَزَّ؛ «فإنَّما علَيكَ نَبيٌّ وصِدِّيقٌ وشَهيدانِ؟»؛ والمرادُ بالصِّدِّيقِ: أبو بَكْرٍ، والمرادُ بالشَّهيدَينِ: عُمرُ وعُثْمانُ رضِيَ اللهُ عَنهم جَميعًا، قالوا: «اللَّهمَّ نعَمْ»، قال عُثْمانُ: «اللهُ أكبَرُ!»؛ أي: لِثَباتِ الحُجَّةِ عليهم، «شَهِدوا لي ورَبِّ الكَعبةِ أنِّي شهيدٌ-ثلاثًا-»؛ أي: قالها ثلاثًا؛ وذلكَ لِمَا ظهَرَ مِن حقٍّ على أَلْسِنتِهم.
وفي الحَديثِ: التَّرغيبُ والحثُّ على بذْلِ المالِ في خِدمةِ المُسلِمينَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن خزيمةعن الأحنف بن قيس فذكر حديثا طويلا في قتل عثمان وقال فإذا علي
صحيح ابن خزيمةعن محمود بن الربيع الأنصاري أنه عقل رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح ابن خزيمةعن ابن عباس أن الناس كانوا في أول الحج يبتاعون بمنى وعرفة وسوق
صحيح ابن خزيمةعن عبيد الله بن أبي يزيد قال سمعت ابن الزبير يقرؤها ليس عليكم
صحيح ابن خزيمةلا يمنعن أذان بلال أحدا منكم من سحوره فإنه ينادي أو يؤذن لينتبه
الجوهر النقيما يسرني أن لي أحدا ذهبا يبيت عندي منه دينار إلا دينارا أرصده
الجوهر النقيكان أصحاب عبد الله وأصحاب علي لا يرفعون أيديهم إلا في افتتاح الصلاة
صحيح ابن خزيمةسألت علقمة هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه
صحيح ابن خزيمةجاء نهيك بن سنان إلى عبد الله فقال كيف تجد هذا الحرف من
صحيح ابن خزيمةصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزاد في الصلاة أو نقص
صحيح ابن خزيمةبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد وحوله ناس من قريش إذ
صحيح ابن خزيمةلعلكم ستدركون أقواما يصلون الصلاة لغير وقتها فإن أدركتموهم فصلوا في بيوتكم للوقت


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب