شرح حديث عن عائشة أن أسماء سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الغسل
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
دخَلَتْ أسماءُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالت: يا رسولَ اللهِ، كيف تَغتَسِلُ إحْدانا إذا طهُرَتْ منَ المَحيضِ؟ قال: "تأخُذُ سِدرَها وماءَها فتَوضَّأُ، ثم تَغسِلُ رأسَها وتَدلُكُه حتى يَبلُغَ الماءُ أُصولَ شَعَرِها، ثم تُفيضُ على جسَدِها، ثم تأخُذُ فِرْصَتَها فتطَّهَّرُ بها"، قالت: يا رسولَ اللهِ، كيف أتطَهَّرُ بها؟ قالت عائشةُ: فعرَفْتُ الذي يَكْنِي عنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلْتُ لها: تَتَّبِعينَ آثارَ الدمِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم: 314 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
مِنَ الصُّوَرِ التي يَكونُ فيها الحَياءُ عِندَ ذِكْرِ العَوراتِ؛ خُصوصًا فيما يَذكُرُه الرِّجالُ بحَضرةِ النِّساءِ، والنِّساءُ بحَضرةِ الرِّجالِ، التَّعريضُ بالألفاظِ المُستَقبَحةِ وتَجنُّبُ ذِكْرِها والانقِباضُ والاستِحياءُ عِندَ ذلك، وتَرْكُ التَّصريحِ بها.
وفي هذا الحَديثِ تقولُ عائِشةُ رَضيَ
اللهُ عنها: "دَخَلتْ أسماءُ على رَسولِ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ" قيلَ: هي أسماءُ بِنتُ شكَلٍ رَضيَ
اللهُ عنها، وقيلَ: هي أسماءُ بِنتُ يَزيدَ بنِ السَّكَنِ التي كانَ يُقالُ لها: خَطيبةُ النِّساءِ، "فقالَتْ: يا رَسولَ
اللهِ، كيف تَغتَسِلُ إحدانا إذا طَهُرتْ مِنَ المَحيضِ؟" والمَقصِدُ: بَعدَ انقِطاعِ دَمِ الحَيْضِ، وهو مُصطَلَحٌ يُستَخدَمُ لِوَصفِ الدَّمِ الذي يَنفُضُه رَحِمُ المَرأةِ البالِغةِ عِدَّةَ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهرٍ، ويَترَتَّبُ على نُزولِه وانقِطاعِه أحكامٌ شَرعيَّةٌ، والمُرادُ بالاغتِسالِ، هو الذي تُباشَرُ به العِباداتُ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: "تأخُذُ سِدْرَها وماءَها فتوَضَّأُ" والسِّدْرُ: شَجَرُ النَّبقِ، وتُستَعمَلُ أوراقُه في التَّنظيفِ، والمُرادُ أنَّها تَغسِلُ مَوضِعَ الفَرجِ وتُنَقِّيه، ثم تَتوَضَّأُ كَوُضوئِها لِلصَّلاةِ، "ثم تَغسِلُ رَأْسَها وتَدْلُكُه حتى يَبلُغَ الماءُ أُصولَ شَعرِها" تُحَرِّكُ شَعرَها بيَدِها وتَدْلُكُه حتى يَصِلَ الماءُ إلى فَروةِ الرَّأْسِ ومَنابِتِ الشَّعرِ، "ثم تُفيضُ على جَسَدِها" تَصُبُّ على جَسَدِها وتُعَمِّمُه بالماءِ، "ثم تَأخُذُ فِرصَتَها فتَطَّهَّرُ بها" بمَعنى: خُذي قِطعةً مِن صوفٍ أو قُطنٍ عليها مِن طِيبِ المِسكِ، وتَطَهَّري بها، فتُعَطِّرُ بها مَوضِعَ الفَرجِ؛ لِإزالةِ الرَّائِحةِ، "قالَتْ: يا رَسولَ
اللهِ، كيفَ أتطَهَّرُ بها؟ قالَتْ عائِشةُ: فعَرَفتُ الذي يُكَنِّي عنه رَسولُ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ" أيْ أنَّ النَّبيَّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ استَحْيا أنْ يُجاريَ السَّائِلةَ باللَّفظِ الصَّريحِ، "فقُلتُ لها: تَتَّبِعينَ آثارَ الدَّمِ"، اجعَليها في الفَرْجِ وحيثُ مَوضِعُ الدَّمِ؛ لِلتَّنظيفِ، ولِقَطعِ رائِحةِ الأذَى.
وفي الحَديثِ: ما كانَ عليه النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الحَياءِ ومَحاسِنِ الأخلاقِ.
وفيه: بَيانُ كيفيَّةِ الاغتِسالِ مِنَ الحَيضِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم