حديث فقلنا يا رسول الله وما رأيت قال رأيت الجنة والنار

أحاديث نبوية | صحيح ابن خزيمة | حديث أنس بن مالك

«قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ذاتَ يومٍ، وانصَرفَ منَ الصَّلاةِ، وأقبلَ إلينا بوَجهِهِ، فقالَ: يا أيُّها النَّاسُ، إنِّي إمامُكُم، فلا تَسبقوني بالرُّكوعِ ولا بالسُّجودِ، ولا بالقِيامِ ولا بالقُعودِ، ولا بالانصرافِ، فإنِّي أراكُم مِن خلفي، وايمُ الَّذي نَفسي بيدِهِ، لو رأيتُمْ ما رأيتُ لضَحِكْتُم قليلًا، ولبَكَيتُمْ كثيرًا قالَ: فقُلنا: يا رسولَ اللَّهِ، وما رأيتَ؟ قالَ: رأيتُ الجنَّةَ والنَّارَ»

صحيح ابن خزيمة
أنس بن مالك
ابن خزيمة
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن خزيمة - رقم الحديث أو الصفحة: 3/ 106 -

شرح حديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وانصرف من الصلاة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

صَلَّى بنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ أقْبَلَ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ، فَقالَ: أيُّها النَّاسُ، إنِّي إمَامُكُمْ، فلا تَسْبِقُونِي بالرُّكُوعِ ولَا بالسُّجُودِ، ولَا بالقِيَامِ ولَا بالانْصِرَافِ، فإنِّي أرَاكُمْ أمَامِي ومِنْ خَلْفِي، ثُمَّ قالَ: والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لو رَأَيْتُمْ ما رَأَيْتُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ولَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا قالوا: وما رَأَيْتَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: رَأَيْتُ الجَنَّةَ والنَّارَ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 426 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



مُتابعةُ الإمامِ في الصَّلاةِ لازِمةٌ، وقد حَثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على مُتابعةِ الإمامِ في كلِّ أفعالِه وحركاتِه وهَيئاتِه، ونَهى عن سَبقِ الإمامِ في الصَّلاةِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلَّى بهم ذاتَ يومٍ، فلمَّا انتهى من صلاتِه، التَفتَ إلى المأمومين وجَعَلهم في قُبالةَ وَجهِه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أيُّها النَّاسُ» مُناديًا الحاضِرينَ لجَذبِ أسماعِ مَن حولَه، والمرادُ بالنَّاسِ: كلُّ مَن كان يُصلِّي خَلفَه مِنَ المأمومين، «إنِّي إمامُكم»، أيِ: المأمومُ تابعٌ بحَركاتِه في الصَّلاةِ لفِعلِ وحَرَكاتِ إمامِه، «فلا تَسْبِقوني بالرُّكوعِ ولا بالسُّجودِ، ولا بالقيامِ ولا بالانصرافِ»، والمعنى: لا يكونُ رُكوعُكم قَبلَ رُكوعِ الإمامِ، ولا يكونُ سُجودُكم قبلَ سُجودِ الإمامِ، وهكذا في باقي أحوالِ الصَّلاةِ، والمُرادُ بالانصرافِ في الصَّلاةِ: التَّسليمُ؛ «فإنِّي أراكم أمامي ومِن خَلْفي»، أيِ: انتَبِهوا لأحوالِ صَلاتِكم؛ فإنِّي أراكم من خَلفِ ظَهري بمِثل ما أراكم بوجهي، ومَعنى رُؤيتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَن خَلفَه: أنَّ اللهَ تَعالَى خَلَقَ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إدراكًا من وَرائه، وهذا من خَصائصِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وإبصارُه إدراكٌ حقيقيٌّ انخرَقَت له فيه العادةُ، وقدِ انخرَقَتِ العادةُ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأكثَرَ من هذا، وليس يَمنَعُ من هذا عَقلٌ ولا شَرعٌ، بل وَرَدَ الشَّرعُ بظاهِرِه؛ فوجَبَ الإيمانُ به.
ويَحتمِلُ: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَراهُم بما يُوحَى إليه من أفعالِهم وهَيئاتِهم في الصَّلاةِ؛ لأنَّ الرُّؤيةَ قد يُعبَّرُ بها عن العِلمِ والاعتِقادِ.
ثُمَّ قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «والَّذي نفْسُ مُحمَّدٍ بيَدِه»، أي: مُقسِمًا باللهِ عزَّ وجلَّ؛ وذلك لأنَّ اللهَ هو الذي يَملِكُ الأنفُسَ، وكثيرًا ما كان يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهذا القَسمِ، فيُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصحابِه أنَّه لو كُشِفَ لهم عمَّا يُكشَفُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لقَلَّ ضَحِكُهم وزادَ بُكاؤُهم؛ لهَولِ ما سيَطَّلِعون عليه ويَرَونه، فسألَه الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم عمَّا رآه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «رأيْتُ الجنَّةَ والنَّارَ»، أي: لو رأيتُم ما رأيتُه في الجنَّةِ والنَّارِ مِنَ النَّعيمِ للمُطيعين في الجنَّةِ، ومِنَ العذابِ للعاصين في النَّارِ، لأصابَكمُ الهَمُّ والغَمُّ حيثُ تَرجُون وتَخافون؛ تَرجُون الجنَّةَ وما فيها، وتَخافون النَّارَ وما فيها، ولا أحدَ يَستطيعُ أن يَعرِفَ مَصيرَه، وبذلك تَترُكون الضَّحِكَ في الدُّنيا إلَّا قليلًا، وتُلازِمون البُكاءَ كثيرًا.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الخشوعِ في الصَّلاةِ، والمحافظةِ على إتمامِ أركانِها.
وفيه: أنَّه يَنبغي للإمامِ أن يُنبِّهَ النَّاسَ على ما يَتعلَّقُ بأحوالِ الصَّلاة، ولا سيَّما إن رأى منهم ما يُخالِفُ الأَولى.
وفيه: بَيانُ مُعجِزةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ برُؤيتِه من خلفِه كما يرَى من أمامِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن خزيمةأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عجل به السير يوما جمع
صحيح ابن خزيمةكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بمكوك ويغتسل بخمسة مكاكي
صحيح ابن خزيمةبينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس في المسجد إذ
صحيح ابن خزيمةقال لنا أنس بن مالك إني لا آلو أن أصلي بكم كما رأيت
صحيح ابن خزيمةرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر صلى سبحة الضحى ثمان
صحيح ابن خزيمةكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فلم
صحيح ابن خزيمةرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إليها بالمصلى يعني العنزة
صحيح ابن خزيمةكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فسافر
صحيح ابن خزيمةعن أنس نحو الحديث الذي فيه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح ابن خزيمةسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يرقد عن الصلاة أو
صحيح ابن خزيمةأن أبا بكر الصديق لما استخلف كتب له حين وجهه إلى البحرين فكتب
صحيح ابن خزيمةدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وحبل ممدود بين ساريتين فقال


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, November 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب