شرح حديث ألا هل عسى أحدكم أن يتخذ الصبة من الغنم على رأس ميل
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
ألا هَل عَسى أحدُكُم أن يتَّخذَ الصُّبَّةَ ( أي الجماعَةَ ) منَ الغنَمِ علَى رأسِ ميلٍ أو ميلينِ فيتعَذَّرَ عليهِ الكلأُ فيرتفعَ ثمَّ تجيءُ الجمعةُ فلا يجيءُ ولا يشهَدُها وتجيءُ الجمُعةُ فلا يشهدُها وتجيءُ الجمعةُ فلا يشهدُها حتَّى يطبعَ علَى قلبِهِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 932 | خلاصة حكم المحدث : حسن
أمَرَ
اللهُ تعالَى ورسولُه صلَّى
الله عليه وسلَّم بالتَّعبُّدِ للهِ بما شرَعَه مِن عِباداتٍ وبالمُحافظةِ على أوامِرِ
اللهِ ورَسولِه صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم بحُضورِ الجَماعاتِ والصَّلَواتِ مع المسلِمين، وحذَّر مِن العُزْلةِ والرَّهبَنةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ أبو هُريرةَ رَضِي
اللهُ عَنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم قال: "ألَا هَل عَسى أحَدُكم أن يتَّخِذَ الصُّبَّةَ"،
أي: الجَماعةَ "مِن الغنَمِ على رأسِ مِيلٍ أو مِيلَينِ"،
أي: يَبعُدُ عن العُمرانِ بقَدرِ هذه المسافةِ، والميل يساوي 1.6 كم تقريبًا، "فيتَعذَّرُ عليه الكلَأُ"،
أي: يقِلُّ ولا يُوجَدُ ما يَكْفي لرَعْيِ غنَمِه، "فيَرتفِعُ"،
أي: يَبعُدُ ذاهِبًا في الصَّحراءِ مِن أجلِ المرعَى، ويَمكُثُ فيها ويُقيمُ، "ثمَّ تَجيءُ الجمعةُ فلا يَجيءُ ولا يَشهَدُها، وتَجيءُ الجُمُعةُ فلا يَشهَدُها، وتَجيءُ الجُمُعةُ فلا يَشهَدُها، حتَّى يُطبَعَ على قلبِه"،
أي: لا يَنزِلُ إلى القُرى والمدُنِ والعُمرانِ لِيُصلِّيَ الجُمُعةَ ويَشهَدَ الجماعةَ كلَّ هذه المدَّةِ، فيَعتادُ على تَرْكِ الصَّلَواتِ، ولا يَحصُلُ له الخوفُ والخَشيةُ مِن ذلك.
ويَنبَغي التَّنبيهُ هنا على أنَّ الطَّبعَ على القَلبِ لا يَلزَمُ مِنه كفرُ صاحبِ ذلك القلبِ، بل هو مِن الوعيدِ الَّذي جاء به الشَّارِعُ في حقِّ المسلِمِ والكافرِ؛
فقد أخرَج الترمذيُّ عن أبي هُريرةِ رَضِي
اللهُ عَنه، عن النَّبيِّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم قال: "إنَّ العبدَ إذا أخطَأ خَطيئةً نُكِتَت في قلبِه نُكْتةٌ سوداءُ، فإذا هو نَزَع واستغفَر وتاب سُقِل قلبُه، وإن عاد زِيدَ فيها حتَّى تَعلُوَ قلبَه، وهو الرَّانُ الَّذي ذَكَر
اللهُ:
{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [
المطففين: 14 ].
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن ترْكِ الجُمُعاتِ والجَماعاتِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم