حديث فيه الذي أمرت به فقبله وعقده في عمامته وكان أحلم الرجلين وأما

أحاديث نبوية | مجمع الزوائد | حديث سهل ابن الحنظلية الأنصاري

«أنَّ عُيَينَةَ والأقرَعَ سأَلَا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شيئًا، فأمَرَ مُعاويةَ أنْ يَكتُبَ به لهما، وختَمَهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأمَرَه أنْ يَدفَعَه إليهما، قال: فأمَّا عُيَينَةُ، فقال ما فيه؟ فقال: فيه الذي أُمِرتَ به، فقبَّله وعَقَدَه في عِمامَتِه، وكان أحلَمَ الرَّجُلينِ، وأمَّا الأقرَعُ، فقال: أحمِلُ صَحيفةً لا أدْري ما فيها كصَحيفَةِ المُتلَمِّسِ، فأخبَرَ مُعاويةُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقَولِهِما، وخَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لحاجَةٍ، فمرَّ ببَعيرٍ مُناخٍ على بابِ المَسجِدِ من أوَّلِ النَّهارِ، ثم مرَّ به في آخِرِ النَّهارِ، فقال: أين صاحِبُ هذا البَعيرِ؟ فابتُغِيَ فلم يُوجَدْ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اتَّقوا اللهَ في هذه البَهائِمِ، اركَبوها صِحاحًا، وكُلوها سِمانًا كالمُتسخِّطِ آنِفًا، إنَّه مَن سأَلَ، وعندَه ما يُغنيهِ؛ فإنَّما يَستكثِرُ من جَمْرِ جَهنَّمَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما يُغنيهِ؟ قال: ما يُغدِّيهِ أو يُعشِّيهِ.»

مجمع الزوائد
سهل ابن الحنظلية الأنصاري
الهيثمي
رجاله رجال الصحيح‏‏

مجمع الزوائد - رقم الحديث أو الصفحة: 3/98 -

شرح حديث أن عيينة والأقرع سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فأمر


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

قدِمَ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عُيَيْنةُ بنُ حِصنٍ ، والأقرعُ بنُ حابسٍ ، فسألاهُ ، فأمرَ لَهُما بما سألا ، وأمرَ معاويةَ فَكَتبَ لَهُما بما سألا ، فأمَّا الأقرَعُ ، فأخذَ كتابَهُ ، فلفَّهُ في عمامتِهِ وانطلقَ ، وأمَّا عُيَيْنةُ فأخذَ كتابَهُ ، وأتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ مَكانَهُ ، فقالَ : يا محمَّدُ ، أتراني حامِلًا إلى قومي كتابًا لا أدري ما فيهِ ، كصَحيفةِ المتلمِّسِ ، فأخبَرَ معاويةُ بقولِهِ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : مَن سألَ وعندَهُ ما يغنيهِ ، فإنَّما يستَكْثرُ منَ النَّارِ وقالَ النُّفَيْليُّ في موضعٍ آخرَ : من جَمرِ جَهَنَّمَ فقالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، وما يُغنيهِ ؟ وقالَ النُّفَيْليُّ في موضعٍ آخرَ : وما الغِنى الَّذي لا تنبغي معَهُ المسألةُ ؟ قالَ : قدرُ ما يغدِّيهِ ويعشِّيه وقالَ النُّفَيْليُّ في موضعٍ آخرَ : أن يَكونَ لَهُ شِبَعُ يومٍ وليلةٍ ، أو ليلةٍ ويومٍ ، وَكانَ حدَّثَنا بِهِ مختَصرًا على هذِهِ الألفاظِ الَّتي ذَكَرتُ
الراوي : سهل ابن الحنظلية الأنصاري | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 1629 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



علَّم الإسلامُ أتباعَه تَحمُّلَ الشَّدائدِ، وعدَمَ ذُلِّ النَّفسِ بالسُّؤالِ، ما دام أنَّ معَه ما يَكْفيه ولو شيئًا يسيرًا، وفي هذا الحديثِ يقول سهل ابن الحنظلية: "قَدِم على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عُيَينةُ بنُ حِصْنٍ، والأقرَعُ بنُ حابِسٍ، فسَأَلاه"، أي: طلَبا مِنه مالًا أو عَطاءً، "فأمَر لهما بما سأَلا"؛ لأنَّه كان يتَألَّفُ قُلوبَهما على الإسلامِ، "وأمَر مُعاويةَ"، أي: ابنَ أبي سُفيانَ رَضِي اللهُ عَنهما وكان كاتِبَه، "فكَتَب لهما بِما سأَلا"، "فأمَّا الأقرَعُ فأخَذَ كِتابَه، فلَفَّه في عِمامتِه وانطلَق"، والعِمامةُ: هي ما يُلبَسُ فوقَ الرَّأسِ، "وأمَّا عُيينَةُ فأخَذ كِتابَه، وأتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مَكانَه"، أي: في المكانِ الَّذي يَكونُ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "فقال: يا محمَّدُ، أتُراني حامِلًا إلى قَومي كِتابًا لا أَدري ما فيه، كصَحيفَةِ المُتلَمِّسِ!"، والمُتلمِّسُ: شاعرٌ جاهليٌّ هَجا مَلِكَ الحِيرَةِ، فكَتَب له كِتابًا إلى عامِلِه يوهِمُه أنَّ فيه عطاءً، ولكنَّه كتَب فيه أن يَقتُلَه، فارتابَ المتلمِّسُ ففتَح الكتابَ وقَرَأه، فلَمَّا عرَف ما فيه رَماه ونَجا، فصار يُضرَبُ به المثَلُ لِمَن يَحمِلُ شيئًا فيه هَلَكتُه، فأخبَر معاويةُ بقَولِه رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن سأَل وعِندَه ما يُغْنيه"، أي: عن السُّؤالِ، "فإنَّما يَستَكثِرُ مِن النَّارِ"، أي: يَسأَلُ الزِّيادةَ مِن عَذابِه في النَّارِ، وقال النُّفيليُّ، أحَدُ رُواةِ الحديثِ في موضِعٍ آخَرَ: "مِن جَمرِ جهَنَّمَ"، أي: يَستكثِرُ مِن جَمعِ جَمْرِ النَّارِ، "فقالوا: يا رسولَ اللهِ، وما يُغْنيه؟"، أي: ما المِقْدارُ الَّذي يَكْفيه عَن السُّؤالِ؟ وقال النُّفيليُّ في موضِعٍ آخَرَ: "وما الغِنى الَّذي لا تَنبَغي معَه المسألةُ؟ قال: قَدْرَ ما يُغدِّيه ويُعشِّيه"، أي: يَكونُ معَه مِن المالِ أو يَقدِرُ أن يَكتسِبَ قَدْرُ ما يَكْفيه طعامَ الغَداءِ والعَشاءِ، وقال النُّفيليُّ في موضِعٍ آخَرَ: "أن يَكونَ له شِبْعُ يومٍ وليلةٍ"، أي: مِقدارُ ما يُشْبِعُه في طولِ يومٍ وليلةٍ، "أو ليلةٍ ويومٍ"، شكٌّ مِن راوي الحديثِ.
وفي هذا الحديثِ: بيانٌ لِسَعَةِ صَدرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وحِلْمِه، وحُسنِ تَعْليمِه لأصحابِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
شرح معاني الآثارمن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف
الفتح الربانيمن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف
نيل الأوطارمن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف
صحيح ابن خزيمةمن سأل وله قيمة أوقية فهو ملحف
فتح الغفارمن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف
مسند عمرجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فلم يكن عنده ما
هداية الرواةمن سأل منكم وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا
هداية الرواةمن سأل منكم وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا
مسند عمرلا يسأل رجل وله أوقية أو عدلها إلا سأل إلحافا
تخريج رياض الصالحينمن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة
التنوير شرح الجامع الصغير فقالت أم سلمة يا رسول الله فكيف تصنع النساء بذيولهن قال يرخين
مسند الإمام أحمدمن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب