حديث اذهب إلى أمي وقل لها إن ابنك يقرئك السلام ويقول

أحاديث نبوية | صحيح الأدب المفرد | حديث حميد بن مالك

«كنتُ جالسًا مع أبي هريرةَ بأرضِه بالعَقيقِ ، فأتاه قومٌ من أهلِ المدينةِ على دوابٍّ فنزلوا ، قال حميد : فقال أبو هريرةَ : اذهبْ إلى أمي وقلْ لها : إنَّ ابنَك يُقرِئُك السلامَ ويقولُ : أَطعِمينا شيئًا ، قال : فوضعتْ ثلاثةَ أقراصٍ من شعيرٍ وشيئًا من زيتٍ وملحٍ في صحفةٍ ، فوضعتُها على رأسي ، فحملتُها إليهم ، فلما وضعتُه بين أيديهم ، كبَّر أبو هريرةَ وقال : الحمد لله الذي أشبعَنا من الخُبزِ بعد أن لم يكن طعامُنا إلا الأسودانِ ؛ التمرَ والماءَ ، فلم يُصِبِ القومُ من الطعام شيئًا ! فلما انصرفوا قال : يا ابنَ أخي ! أحسنْ إلى غنمِك ، وامسحِ الرّغامَ عنها ، واطلبْ مراحَها ، وصَلِّ في ناحيتِها ؟ فإنها من دوابِّ الجنَّةِ ، والذي نفسي بيدِه ليوشِكُ أن يأتي على الناسِ زمانٌ ، تكون الثُّلَّةُ من الغنمِ ، أحبَّ إلى صاحبِها من دارِ مَروانَ»

صحيح الأدب المفرد
حميد بن مالك
الألباني
صحيح الإسناد، وجملة: "الصلاة في مراح الغنم ومسح رغامها وأنها..." صحيح مرفوعاً

صحيح الأدب المفرد - رقم الحديث أو الصفحة: 445 -

شرح حديث كنت جالسا مع أبي هريرة بأرضه بالعقيق فأتاه قوم من أهل


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كنتُ جالسًا عندَ أبي هُرَيرةَ في أرضِه بالعَقيقِ، فأتاه قَومٌ، فنزَلوا عندَه.
قال حُمَيدٌ: فقال: اذهَبْ إلى أُمِّي، فقُلْ: إنَّ ابنَكِ يُقرِئُكِ السَّلامَ، ويقولُ: أطعِمينا شيئًا.
قال: فوَضَعَتْ ثَلاثةَ أقراصٍ في الصَّحفةِ، وشيئًا مِن زَيتٍ ومِلحٍ، ووَضَعتُها على رَأْسي، فحمَلتُها إليهم.
فلمَّا وضَعتُه بيْنَ أيديهم، كبَّرَ أبو هُرَيرةَ، وقال: الحَمدُ للهِ الذي أشبَعَنا مِن الخُبزِ بعدَ أنْ لم يَكُنْ طَعامُنا إلَّا الأسوَدَينِ: التَّمرَ والماءَ.
فلمْ يُصِبِ القَومُ مِن الطَّعامِ شيئًا.
فلمَّا انصَرَفوا، قال: يا ابنَ أخي، أحسِنْ إلى غَنَمِكَ، وامسَحْ عنها الرُّعامَ، وأطِبْ مُراحَها، وصَلِّ في ناحيَتِها؛ فإنَّها مِن دَوابِّ الجنَّةِ، والذي نَفْسي بيَدِه، يُوشِكُ أنْ يَأتيَ على النَّاسِ زَمانٌ تَكونُ الثُّلَّةُ مِن الغَنَمِ أحَبَّ إلى صاحبِها مِن دارِ مَرْوانَ.
الراوي : حميد بن مالك بن خثيم | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء
الصفحة أو الرقم: 2/610 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح



أرشَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى كلِّ ما فيه نَفعُهم وصَلاحُ أحوالِهم في الدُّنيا والآخِرةِ، وبما يَتناسَبُ مع أحوالِ بيئَتِهم ومُجتَمَعِهم.
كما في هذا الحَديثِ، حيث يقولُ التابِعيُّ حُمَيدُ بنُ مالِكٍ: "كُنتُ جالِسًا عِندَ أبي هُرَيرةَ في أرضِه بالعَقيقِ" وهو وادٍ في المَدينةِ، والعَقيقُ هو كُلُّ مَسيلِ ماءٍ شَقَّه السَّيلُ في الأرضِ فأنهَرَه وأوسَعَه "فأتاه قَومٌ، فنَزَلوا عِندَه"؛ لِلرَّاحةِ والضِّيافةِ "فقال أبو هُرَيرةَ: اذهَبْ إلى أُمِّي، فقُلْ: إنَّ ابنَكِ يُقرِئُكِ السَّلامَ" وهذا مِن أدَبِ الطَّلَبِ والاستِئذانِ، "ويَقولُ: أطعِمينا شَيئًا" أكرِمينا بشَيءٍ مِنَ الطَّعامِ والزَّادِ "قال: فوَضَعتْ ثَلاثةَ أقراصٍ"، أي: ثَلاثةَ أرغِفةٍ مِنَ الخُبزِ "في الصَّحفةِ" وهي إناءُ الطَّعامِ، "وشَيئًا مِن زَيتٍ ومِلحٍ"؛ لِلائتِدامِ بها مع الخُبزِ، وهذا مِن ضيقِ الحالِ والفَقرِ الذي كانوا عليه، إلَّا أنَّهم كانوا كُرَماءَ ويَجودونَ بما عِندَهم، "ووَضعَتْها على رأْسي، فحَمَلتُها إليهم، فلَمَّا وَضَعتُه بَينَ أيديهم"، أي: أمامَ الناسِ؛ لِيأكُلوا منها "كَبَّرَ أبو هُرَيرةَ" قال: اللهُ أكبَرُ، "وقال: الحَمدُ للهِ الذي أشبَعَنا مِنَ الخُبزِ بَعدَ أنْ لم يَكُنْ طَعامُنا إلَّا الأسوَدَيْنِ، التَّمرَ والماءَ" هذا مِن ذِكْرِ فَضلِ اللهِ عليه، إذْ كان أبو هُرَيرةَ وكَثيرٌ مِنَ الصَّحابةِ بَعدَ الهِجرةِ فُقَراءَ لا يَجِدونَ مِنَ الطَّعامِ إلَّا التَّمرَ والماءَ، وعلى قِلَّةٍ، فلَمَّا رأى القَومُ هذا الطَّعامَ غَيرَ الشَّهيِّ كأنَّهم زَهِدوا فيه، "فلم يُصِبِ القَومُ مِنَ الطَّعامِ شَيئًا" لم يأكُلوا منه، ولَعَلَّهم عافَتْه أنفُسُهم ولم يُعجِبْهم "فلَمَّا انصَرَفوا قال أبو هُرَيرةَ: يا ابنَ أخي" وهذا مِن حُسنِ الأدَبِ "أحسِنْ إلى غَنَمِكَ، وامسَحْ عنها الرُّعامَ"، يعني: امسَحْ عنها التُّرابَ، أوِ امسَحْ ما سالَ مِن أنْفِها؛ إصلاحًا لِشأنِها، ورِعايةً لها، "وأطِبْ مَراحَها" نَظِّفْ مَكانَ تَجَمُّعِها وبَياتِها "وصَلِّ في ناحِيَتِها" صَلِّ جانِبَ المَراحِ؛ "فإنَّها مِن دَوابِّ الجَنَّةِ" هي مِن حَيواناتِ الجَنَّةِ، ويَنبَغي أنْ يَعلَمَ المُسلِمُ أنَّ الطُّيورَ والحَيواناتِ التي في الجَنَّةِ لا تَتَّفِقُ مع ما في الدُّنيا إلَّا في الأسماءِ فقط، أمَّا حَقيقةُ صِفَتِها فلا يَعلَمُها إلَّا اللهُ تَعالى، غَيرَ أنَّنا نَعلَمُ أنَّها في غايةِ الجَمالِ والبَهاءِ؛ لِأنَّها مِن أنواعِ النَّعيمِ الذي أعَدَّه اللهُ تَعالى لِأوليائِه في الجَنَّةِ.
ثم قال أبو هُرَيرةَ: "والذي نَفْسي بيَدِه، يوشِكُ أنْ يأتيَ على الناسِ زَمانٌ تَكونُ الثُّلَّةُ" وهي المَجموعةُ القَليلةُ "مِنَ الغَنَمِ أحَبَّ إلى صاحِبِها مِن دارِ مَروانَ" وهو مَروانُ بنُ الحَكَمِ، أميرُ المَدينةِ في ذلك الوَقتِ؛ وذلك لِأنَّه في آخِرِ الزَّمانِ تَكثُرُ الفِتَنُ ويَقِلُّ الدِّينُ؛ فتَكونُ الغَنَمُ خَيرَ مالٍ يُمكِنُ أنْ يَقتَنيَه المُؤمِنُ، فيَهرُبَ بها مع دِينِه مِنَ الفِتَنِ؛ طَلَبًا لِسَلامَتِه.
وفي الحَديثِ: بَيانُ أنَّ في الجَنَّةِ حَيَواناتٍ على مِثلِ أسماءِ بَعضِ حَيَواناتِ الدُّنيا، ولكِنْ لا يَعلَمُ صِفَتَها إلَّا اللهُ سُبحانَه.
وفيه: فَضلُ اتِّخاذِ الغَنَمِ، والاعتِناءِ بها.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
عمدة التفسيرلا يحقرن أحدكم نفسه أن يرى أمرا لله فيه مقال فلا يقول
إتحاف الخيرة المهرةلا يحقرن أحدكم نفسه قالوا وكيف يحقر نفسه قال أن يرى أمرا
الترغيب والترهيبلا يحقرن أحدكم نفسه قالوا يا رسول الله وكيف يحقر أحدنا نفسه قال
نخب الافكارقلت لابن عباس إني أركب الدابة فأمذي قال اغسل ذكرك وتوضأ وضوءك
مسند الإمام أحمدكنت رجلا مذاء فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا خذفت فاغتسل
هداية الرواةأسلم الناس وآمن عمرو بن العاص
صحيح الجامعأسلم الناس و آمن عمرو بن العاص
هداية الرواةأسلم الناس وآمن عمرو بن العاص
أحكام الجنائزأثقل في ميزانه من أحد
در السحابةلساق ابن مسعود يوم القيامة أشد وأعظم من أحد
الأحكام الشرعية الصغرىرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي متربعا
الإلمام بأحاديث الأحكامرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي متربعا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب