حديث قد لقيت فاسأل قال قلت بلغني أنك تقول سمعت رسول الله صلى

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أبو ذر الغفاري

«بلَغَني عن أبي ذَرٍّ حَديثٌ، فكُنْتُ أحِبُّ أنْ أَلْقاهُ فلَقيتُه، فقُلْتُ له: يا أبا ذَرٍّ، بلَغَني عنكَ حَديثٌ، فكُنْتُ أُحِبُّ أنْ أَلْقاكَ فأسأَلَكَ عنه، فقال: قد لَقيتَ فاسأَلْ، قال: قُلْتُ: بلَغَني أنَّكَ تقولُ: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: ثلاثةٌ يُحِبُّهمُ اللهُ، وثلاثةٌ يُبغِضُهمُ اللهُ، قال: نَعَمْ، فما إخالُني أكذِبُ على خَليلي محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثلاثًا يقولُها، قال: قُلْتُ: مَنِ الثلاثةُ الذين يُحِبُّهمُ اللهُ عزَّ وجلَّ؟ قال: رَجُلٌ غَزا في سَبيلِ اللهِ، فلَقيَ العَدوَّ مُجاهِدًا مُحتَسبًا، فقاتَلَ حتى قُتِلَ، وأنتم تَجِدونَ في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} (الصف: 4)، ورَجُلٌ له جارٌ يُؤْذيهِ، فيَصبِرُ على أَذاهُ ويَحتَسِبُه حتى يَكفيَه اللهُ إيَّاهُ بموتٍ أو حياةٍ، ورَجُلٌ يكونُ مع قومٍ، فيَسيرونَ حتى يشُقَّ عليهم الكَرى والنُّعاسُ، فيَنزِلونَ في آخِرِ الليلِ فيقومُ إلى وَضوئِه وصَلاتِه، قال: قُلْتُ: مَنِ الثلاثةُ الذين يُبغِضُهمُ اللهُ؟ قال: الفَخورُ المُختالُ، وأنتم تَجِدونَ في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (لقمان: 18)، والبَخيلُ المنَّانُ، والتاجِرُ أوِ البيَّاعُ الحلَّافُ، قال: قُلْتُ: يا أبا ذَرٍّ، ما المالُ؟ قال: فِرْقٌ لنا وذَوْدٌ، يَعْني بالفِرْقِ: غَنَمًا يَسيرةً، قال: قُلْتُ: لستُ عن هذا أسأَلُ، إنَّما أسأَلُكَ عن صامتِ المالِ؟ قال: ما أصبَحَ لا أَمْسى، وما أَمْسى لا أصبَحَ، قال: قُلْتُ: يا أبا ذَرٍّ، ما لكَ ولإخوتِكَ قُرَيشٍ؟ قال: واللهِ لا أسأَلُهم دُنْيا ولا أستَفْتيهم عن دِينِ اللهِ، حتى أَلْقى اللهَ ورسولَه، ثلاثًا يقولُها.»

مسند الإمام أحمد
أبو ذر الغفاري
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط مسلم

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 21530 - أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (1315) بنحوه، وأحمد (21530) واللفظ له

شرح حديث بلغني عن أبي ذر حديث فكنت أحب أن ألقاه فلقيته فقلت له


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

عن ابنِ الأَحْمَسِ أنَّه قال: بلَغَني أنَّ أبا ذَرٍّ رضِيَ اللهُ عنه يقولُ: ثلاثةٌ يُحبُّهمُ اللهُ عزَّ وجلَّ، وثلاثةٌ يَشنَؤُهمُ اللهُ عزَّ وجلَّ قال: فلقِيتُهُ، فقُلْتُ: يا أبا ذَرٍّ، ما حديثُ بلَغَني عنكَ تُحدِّثُ به عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أحببْتُ أنْ أَسمعَهُ منكَ؟ قال: ما هو؟ قُلْتُ: ثلاثةٌ يُحبُّهمُ اللهُ عزَّ وجلَّ، وثلاثةٌ يَشنَؤُهمُ اللهُ عزَّ وجلَّ قال أبو ذَرٍّ: قُلْتُهُ وسمِعْتُهُ.
قال: قُلْتُ: مَنِ الذينَ يُحبُّهمُ اللهُ؟ قال: رجُلٌ لقِيَ فِئةً أو سَرِيَّةً فانكَشَفَ أصحابُهُ فلقِيَهم بنفْسِهِ ونَحرِهِ حتَّى قُتِلَ أو فتَحَ اللهُ عزَّ وجلَّ، ورجُلٌ كان مع قومٍ، فأطالوا السُّرى حتَّى أَعجَبهم أنْ يَمَسُّوا الأرضَ فنزَلوا، فتَنحَّى، فصلَّى حتَّى أيقَظَ أصحابَهُ للرحيلِ، ورجُلٌ كان له جارُ سُوءٍ، فصبَرَ على أذاهُ حتَّى يُفرِّقَ بيْنَهما موتٌ أو ظَعْنٌ.
قال: قُلْتُ: هؤلاءِ الذينَ يُحبُّهمُ اللهُ، فمَنِ الذينَ يَشنَؤُهم؟ قال: التَّاجرُ الحلَّافُ أوِ البائعُ الحلَّافُ -شكَّ الجُرَيريُّ- والبخيلُ المنَّانُ، والفقيرُ المُختالُ.

الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج مشكل الآثار
الصفحة أو الرقم: 2782 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



العُصاةُ والمُذنِبونَ يَتفاوَتونَ بحَسَبِ الدَّواعِي الحامِلةِ لهم على ارتِكابِها؛ فمَنِ ارتَكَبَها مع ضَعْفِ الدَّاعي دَلَّ على أنَّ في نَفْسِه مِنَ الشَّرِّ الذي يَستَحِقُّ به مِنَ الوَعيدِ ما لا يَستَحِقُّه غَيرُه مِمَّن قَويَ داعي المَعصيةِ عِندَه.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ ابنُ الأحْمَسيِّ: "بَلَغَني أنَّ أبا ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه" بمعنى: حَدَّثَه أحَدُهم بحَديثٍ عن أبي ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه، يَقولُ فيه: "ثَلاثةٌ يُحِبُّهمُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ، وثَلاثةٌ يَشنَؤُهمُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ" أيْ: يُبغِضُهمُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ، والمُرادُ: أنَّ هناك ثَلاثةَ أصنافٍ مِنَ الناسِ يَحصُلونَ بصِفاتِهم على مَحبَّةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وثَلاثةَ أصنافٍ آخرينَ يَحصُلونَ بصِفاتِهم على بُغضِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، قالَ ابنُ الأحمَسيِّ: "فلَقيتُه" قابَلَ ابنُ الأحمَسيِّ أبا ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه مُستَفسِرًا منه عن هذا الحَديثِ، وتَوضيحِ أصحابِ تلك الصِّفاتِ السِّتِّ، "فقُلتُ: يا أبا ذَرٍّ، ما حَديثٌ بَلَغَني عنكَ تُحدِّثُ به عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" قالَ ذلك مُتَعجِّبًا ومُستَفهِمًا عن حَقيقةِ هذا الحَديثِ، ثم قال: "أحبَبتُ أنْ أسمَعَه منكَ؟ قال" أبو ذَرٍّ مُستَفهِمًا: "ما هو؟" الحَديثُ الذي تَستَفهِمُ عنه وتُريدُ أنْ تَسمَعَه، "قُلتَ: ثَلاثةٌ يُحِبُّهمُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ، وثَلاثةٌ يَشنَؤُهمُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ.
قال أبو ذَرٍّ: قُلتُه وسَمِعتُه" بمعنى: نَعَمْ، حَدَّثتُ به وسَمِعتُه مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
"قُلتُ: مَنِ الذين يُحِبُّهمُ اللهُ؟ قالَ: رَجُلٌ لَقيَ فئةً أو سَريَّةً" والسَّريَّةُ هي الجُزءُ مِنَ الجَيشِ يُرسَلُ في مُهِمَّةٍ، "فانكَشَفَ أصحابُه" ظَهَرَ فيهم ما يَهزِمُهم أمامَ عَدُوِّهم، "فلَقِيَهم بنَفْسِه ونَحْرِه حتى قُتِلَ" سَبَقَ وهَجَمَ على الأعداءِ دونَ خَوفٍ لِيَقتُلَهم حتى استُشهِدَ، "أو فَتَحَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ" بالنَّصرِ على العَدوِّ؛ فيَكونُ قد فازَ بإحدى الحُسنَيَيْنِ، فيَفوزُ بالشَّهادةِ أو يَفتَحُ اللهُ له بالنَّصرِ على الأعداءِ؛ وهذا الصِّنفُ الأوَّلُ، والصِّنفُ الثاني هو: "ورَجُلٌ كان مع قَومٍ، فأطالوا السُّرَى" سافَروا لَيلًا وأطالوا فيه، "حتى أعجَبَهم أن يَمَسُّوا الأرضَ" حتى نَزَلوا عن دَوابِّهم في آخِرِ اللَّيلِ لِيأخُذوا قِسطًا مِنَ الرَّاحةِ، والنَّومُ أحَبُّ إليهم مِن أيِّ شَيءٍ بسَبَبِ ما نَزَلَ بهم مِن تَعَبِ السَّفَرِ، "فنَزَلوا، فتَنَحَّى" في جانِبٍ مِنَ القَومِ "فصَلَّى" فجَعَلَ هو يُصَلِّي ويَتقَرَّبُ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ ويَتضَرَّعُ إليه، "حتى أيقَظَ أصحابَه لِلرَّحيلِ" لِيَستَكمِلوا طَريقَ سَفَرِهم، وهو كِنايةٌ عن تَركِه الرَّاحةَ؛ حُبًّا في الصَّلاةِ والتَّنفُّلِ للهِ عَزَّ وجَلَّ، والصِّنفُ الثَّالِثُ هو: "ورَجُلٌ كانَ له جارُ سَوْءٍ" كانَ يُؤذيه، وهذا مِمَّا يَكونُ أشَدَّ على الإنسانِ في المَكانِ الذي يَعيشُ فيه، "فصَبَرَ على أذاه حتى يُفَرِّقَ بَينَهما مَوتٌ أو ظَعنٌ" صَبَرَ على أذى هذا الجارِ السَّيِّئِ حتى يَكونَ المَوتُ أوِ الرَّحيلُ مِنَ المَكانِ هو المُفَرِّقَ بَينَهما، وهذا حَثٌّ ودَعْوى إلى عَدَمِ الدُّخولِ في نِزاعٍ مع هذا النَّوعِ مِنَ الجِيرانِ مُتكَلِّفًا معه الصَّبرَ حتى يَأتيَ فَرَجُ اللهِ، وفي رِوايةٍ لِأحمَدَ: "فرَجُلٌ أتى قَومًا فسألَهم باللهِ، ولم يَسألْهم بقَرابةٍ بَينَهم، فمَنَعوه، فتَخَلَّفَ رَجُلٌ بأعقابِهم فأعطاه سِرًّا لا يَعلَمُ بعطِيَّتِه إلَّا اللهُ، والذي أعطاه".
قالَ ابنُ الأحمَسيِّ: "قُلتُ: هؤلاء الذين يُحِبُّهمُ اللهُ، فمَنِ الذين يَشنَؤُهم؟ قالَ: التَّاجِرُ الحَلَّافُ، أوِ البائِعُ الحَلَّافُ -شَكَّ الجَريريُّ، وهو سَعيدُ بنُ إياسٍ مِن رُواةِ الحَديثِ-" وكِلتاهما صِيغةُ مُبالَغةٍ، فأفادَ ذلك أنَّه اعتادَ هذا الأمْرَ وأكثَرَ منه في تِجارَتِه؛ لِيُنفِقَ سِلعَتَه بالأيْمانِ، فيَتَهاونُ بأيْمانِ اللهِ ويُغرِّرُ المُشتَريَ؛ وهذا الصِّنفُ الأوَّلُ مِنَ الذين يُبغِضُهمُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ، والصِّنفُ الثاني: "والبَخيلُ المَنَّانُ" وهو الذي يَبخَلُ بمالِه، ولا يُنفِقُ منه -كما يُحِبُّ اللهُ- بالصَّدَقاتِ، وعَمَلِ البِرِّ، وإذا أنفَقَ منه شَيئًا فإنَّه يَمُنُّ على الآخِذِ، والصِّنفُ الثالِثُ: "والفَقيرُ المُختالُ"، وهو الفَقيرُ المُتكَبِّرُ المُعجَبُ بنَفْسِه، والاختِيالُ والتَّكبُّرُ مَنهيٌّ عنهما، وخُصَّ الفَقيرُ مع أنَّه مُحَرَّمٌ على الغَنيِّ أيضًا، إلَّا أنَّه مِنَ الفَقيرِ أقبَحُ؛ إذِ الفَقرُ يَقتَضي الانكِسارَ والذِّلَّةَ والمَسكَنةَ؛ فالتَّكبُّرُ منه أقبَحُ مِنَ التَّكبُّرِ مِنَ الغَنيِّ.
وفي الحَديثِ: إثباتُ صِفَتَيِ الحُبِّ والبُغضِ للهِ عَزَّ وجَلَّ.
وفيه: بَيانُ فَضيلةِ الإحسانِ إلى الجارِ، والصَّبرِ على أذاه.
وفيه: بَيانُ فَضلِ الجِهادِ والتَّضحيةِ بالنَّفْسِ في سَبيلِ اللهِ.
وفيه: تَحذيرٌ مِنَ الأخلاقِ السَّيِّئةِ، مِثلَ البُخلِ والكَذِبِ والحَلِفِ الكاذِبِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الترغيب والترهيبثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله أما الذين يحبهم الله
تخريج مشكل الآثارعن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال بلغني عن أبي ذر حديث
تخريج مشكل الآثارعن ابن الأحمس أنه قال بلغني أن أبا ذر رضي الله عنه يقول
صحيح الجامعكلوا من حواليها و ذروا ذروتها يبارك فيها
النوافح العطرةكلوا من حواليها وذروا ذروتها يبارك لكم فيها
نخب الافكارعن أبو إسحاق قال أتيت الأسود بن يزيد فقلت إن أبا الأحوص قد
تحفة المحتاجفإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوما ثم أفطروا
تخريج صحيح ابن حبانأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولصاحب له إذا
مسند الإمام أحمدأنهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم هو وصاحب له أو صاحبان له
صحيح ابن خزيمةأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجل فودعنا ثم قال إذا سافرتما
تخريج صحيح ابن حبانقال النبي صلى الله عليه وسلم لي ولصاحب لي إذا خرجتما فليؤذن
صحيح ابن خزيمةأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وصاحب لي فلما أردنا الإقفال قال


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب