حديث إن أبيتم إلا أن تجلسوا فاهدوا السبيل وردوا السلام وأعينوا المظلوم

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث البراء بن عازب

«مَرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على مَجلسٍ مِن الأنصارِ، فقال: إنْ أبَيتُم إلَّا أنْ تَجلِسوا؛ فاهْدوا السَّبيلَ، ورُدُّوا السَّلامَ، وأعينوا المَظلومَ.»

مسند الإمام أحمد
البراء بن عازب
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 18590 - أخرجه الترمذي (2726)، وأحمد (18590) واللفظ له

شرح حديث مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على مجلس من الأنصار فقال


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

مَرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأُناسٍ مِن الأنصارِ في مجالسِهم، فقال: إنْ كنتم لا بُدَّ فاعلينَ، فاهْدوا السَّبيلَ، ورُدُّوا السَّلامَ، وأعينوا المَظلومَ.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 18676 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه الترمذي ( 2726 )، وأحمد ( 18676 ) واللفظ له



الجُلوسَ علَى الطُّرُقاتِ يُؤَدِّي -في الأغلَبِ- إلى أذيَّةِ النَّاسِ، وذلك بإحراجِهم بمُلاحَقَتِهم بالنَّظَراتِ، أو تَضييقِ الطَّريقِ عليهم، أو أنَّ الجالِسَ نَفْسَه قد يَتَعرَّضُ لِلفِتنةِ أو يُعَرِّضُ غَيرَه لها، وغَيرِ ذلِك مِنَ المَفاسِدِ؛ فالطَّريقُ في الإسلامِ له آدابٌ وحُقوقٌ يَجِبُ أنْ تُراعى.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ البَراءُ بنُ عازِبٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد مَرَّ ببَعضِ أصحابِه مِنَ الأنصارِ وهم جالِسونَ على الطَّريقِ ومُجتَمِعونَ فيه، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنْ كُنتم لا بُدَّ فاعِلينَ" وكأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحَذِّرُهم مِنَ الجُلوسِ على الطَّريقِ، إلَّا أنَّه لم يَنهَهم عنه، وأنَّه خِلافُ الأَوْلى لِلمُسلِمِ، وقد جاءَ في الرِّواياتِ كما في الصَّحيحَيْنِ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا حَذَّرَهم مِن تلك الجِلسةِ، قالوا لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما لَنا بُدٌّ؛ إنَّما هي مَجالِسُنا نَتَحدَّثُ فيها" فهي مُجتمَعاتُنا وأندِيَتُنا التي نَتحَدَّثُ فيها بشُؤونِنا، ونَتَذاكَرُ فيها مَصالِحَنا مِن أُمورِ الدِّينِ، ومَصالِحِ الدُّنيا، ونُرَوِّحُ عن نُفوسِنا بالمُحادَثةِ في المُباحِ، ويُسَرِّي بَعضُنا عن بَعضٍ؛ فتَركُها يَشُقُّ عَلينا، ففَهِموا مِن كَلامِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه لِلتَّحذيرِ، وليس لِلنَّهيِ الصَّريحِ، أو أنَّ النَّهيَ لِلتَّنزيهِ، ولا يُرادُ به التَّحريمُ؛ لِأنَّهم لم يَعهَدوا مِنَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَحريمَ نافِعٍ، ولا إباحةَ ضارٍّ، أو أنَّ النَّهيَ لِمَعنًى مُتَّصِلٍ بالمَجالِسِ، لا لِنَفْسِها وذاتِها، وإلَّا فإنَّ الصَّحابةَ رَضيَ اللهُ عنهم أسرَعُ النَّاسِ إجابةً لِأوامِرِ اللهِ ورَسولِه؛ ولِذلك كانتْ مُراجَعَتُهم لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استِفسارًا على ما فَهِموه منه، وليس مُعارَضةً له -حاشاهم-، ولو عَلِموا أنَّ النَّهيَ عَزمةٌ مِنَ العَزَماتِ ما راجَعوه، ولَبادَروا إلى الامتِثالِ مُباشَرةً؛ فأجابَهُمُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما يَدُلُّ على أنَّ النَّهيَ ليس لِذاتِ المَجالِسِ، وإنَّما هو مِن أجْلِ حُقوقِ الطَّريقِ التي يَتَعرَّضُ لها الجالِسُ؛ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -مُبَيِّنًا آدابَ هذه المَجالِسِ: "فاهدوا السَّبيلَ" وهو الطَّريقُ، والمُرادُ: إرشادُ الضَّالِّ والأعمى ونَحوِهما إلى غايَتِهم في الطَّريقِ، "ورُدُّوا السَّلامَ" فعلى الجالِسِ أنْ يَرُدَّ السَّلامَ والتَّحِيَّةَ بمِثلِها أو أحسَنَ مِنها، ويُوَادَّ مَن وادَّهُ، ويُكرِمَ مَن أكرَمَه، كما قال اللهُ تعالَى: { وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا } [ النساء: 86 ]، "وأعينوا المَظلومَ" وإعانَتُه تَكونُ على ظالِمِه بالقَولِ أوِ الفِعلِ ما أمكَنَ.
وقد جاءَ في الصَّحيحَيْنِ ما يَزيدُ على تلك الأوامِرِ والآدابِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بيانِ حقوقِ الطَّريقِ: "غَضُّ البَصَرِ، وكَفُّ الأذَى، ورَدُّ السَّلامِ، وأمْرٌ بالمَعروفِ، ونَهيٌ عنِ المُنكَرِ".
وفي الحَديثِ: نَدبٌ إلى حُسنِ مُعامَلةِ المُسلمِينَ بَعضِهم لِبَعضٍ؛ فإنَّ الجالِسَ على الطَّريقِ يَمُرُّ به عَددٌ كَبيرٌ مِنَ النَّاسِ، ويَحصُلُ بَينَهم مُعامَلاتٌ كَثيرةٌ؛ فعليه بحُسنِ المُعامَلةِ في كُلِّ هذا.
وفيه: دَلالةٌ على النَّدبِ إلى لُزومِ البُيوتِ لِمَن ليس له حاجةٌ في الجُلوسِ في الطَّريقِ، أو لا يَستَطيعُ أنْ يُؤدِّيَ حَقَّه؛ لِأنَّ هذا أسلَمُ له وأحفَظُ لِدينِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الجامع الصغيرلا تأكلوا البصل
صحيح ابن حبانأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبله ذات يوم غلمان وإماء وعبيد
تخريج صحيح ابن حبانأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبله ذات يوم غلمان وإماء وعبيد
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم استقبله ذات يوم صبيان الأنصار والإماء فقال
مجمع الزوائدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن سب الموتى فلم
حاشية بلوغ المرام لابن بازفتؤذوا الأحياء في حديث النهي عن سب الموتى
مسند الإمام أحمدلا تباشر المرأة المرأة تنعتها لزوجها حتى كأنه ينظر إليها
تخريج صحيح ابن حبانلا تباشر المرأة المرأة فتصفها لزوجها حتى كأنه ينظر إليها
صحيح ابن حبانلا تباشر المرأة المرأة كأنها تنعتها لزوجها أو تصفها لرجل كأنه ينظر إليها
مسند الإمام أحمدلا تباشر المرأة المرأة لتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها
مسند أحمد تحقيق شاكرقال عبد الله كأنما أنظر إلى بياض خد رسول الله صلى الله عليه
مسند أحمد تحقيق شاكرإن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب